إطلاق مبادرة سعودية لبناء المساكن من خلال المحتوى المحلي

«البيوت السعودية» تبدأ من تصميم المنزل والإشراف عليه وشراء جميع المواد من الإنتاج الداخلي

جانب من بناء الوحدة السكنية المزمع تنفيذها في 90 يوماً من خلال مبادرة البيوت السعودية... وفي الإطار حامد بن حمري رئيس شركة «تمكين» («الشرق الأوسط»)
جانب من بناء الوحدة السكنية المزمع تنفيذها في 90 يوماً من خلال مبادرة البيوت السعودية... وفي الإطار حامد بن حمري رئيس شركة «تمكين» («الشرق الأوسط»)
TT

إطلاق مبادرة سعودية لبناء المساكن من خلال المحتوى المحلي

جانب من بناء الوحدة السكنية المزمع تنفيذها في 90 يوماً من خلال مبادرة البيوت السعودية... وفي الإطار حامد بن حمري رئيس شركة «تمكين» («الشرق الأوسط»)
جانب من بناء الوحدة السكنية المزمع تنفيذها في 90 يوماً من خلال مبادرة البيوت السعودية... وفي الإطار حامد بن حمري رئيس شركة «تمكين» («الشرق الأوسط»)

تستعد شركة سعودية لتنفيذ مبادرة تتضمن استخدام المحتوى المحلي في بناء المساكن والوحدات السكنية، الذي يتضمن استخدام مواد بناء ومنتجات سعودية، في جميع مراحل البناء، بدءاً من أعمال الخرسانة، وانتهاء بالتشطيبات المعمارية، حيث تم بناء استراتيجية لتنفيذ كامل أعمال الوحدات السكنية بإدارة محلية تصميماً وإدارة وإشرافاً.
وتعمل مبادرة «البيوت السعودية» لرفع ناتج المحتوى المحلي في البيت السعودي، حيث تتضمن تصميم الوحدة السكنية وإدارة التنفيذ والإشراف عليه من قبل مهندسين سعوديين، وقد سعت شركة «تمكين» مقدمة المبادرة، التي تتخذ من مدينة الدمام (شرق السعودية) مقراً لها، لتصميم نموذج لوحدة سكنية لخمسة أفراد، يتم تنفيذها في 90 يوم، بدأت منذ يوم 20 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، على أن يتم الانتهاء منها في 20 مارس (آذار) المقبل.
وتوقع المهندس حامد بن حمري مؤسس المبادرة والرئيس التنفيذي لشركة «تمكين» للاستثمار والتطوير العقاري، أن تسهم مبادرة «البيوت السعودية» في حال تبنيها على مستوى وطني، في توفير مئات الآلاف من فرص العمل للشابات والشباب السعوديين، وتحقيق قفزة نمو هائلة في الصناعات الوطنية والأنشطة المساندة لصناعة التطوير العقاري، التي تعد من المحركات الاقتصادية لعشرات المجالات، خصوصاً تلك المجالات التي تمارس بها المنشآت الصغيرة والمتوسطة أنشطتها.
وأضاف بن حمري: «تعد هذه المنشآت محرك عجلة النمو الاقتصادي في السعودية كونها تشكل 95 في المائة من إجمالي عدد المنشآت التجارية في البلاد، وسيؤدي نمو أعمالها إلى مساهمة أكبر للقطاع الخاص في رفع الناتج المحلي للاقتصاد الوطني، في الوقت الذي تأتي فيه هذه المبادرة بالتوافق مع أهداف رؤية المملكة 2030 التي تتضمن أحد أهدافها رفع نسبة الناتج المحلي في الاقتصاد السعودي».
وزاد: «أطلقنا أعمال التنفيذ لأول وحدة سكنية سعودية 100 في المائة التي لن تزيد مدة تنفيذها على 90 يوماً ستكون كافية لإنتاج سكن اقتصادي مستدام وموفر للطاقة والمياه بقيمة مناسبة للمواطن، ينفذ بمواد إنشاء وبناء وطنية ذات جودة عالية، ويتسم بالعصرية وتنوع الخيارات بما يناسب الأسر السعودية، وهو منتج ذكي مواكب لتقنيات العصر، والأهم أنه صمم وينفذ بإشراف كوادر وطنية».
وتابع الرئيس التنفيذي لشركة «تمكين» للاستثمار والتطوير العقاري، أن «سعر الوحدة السكنية لأسرة مكونة من 5 أفراد إلى 7 أفراد يقترب من 389 ألف ريال (103.7 ألف دولار) من دون قيمة الأرض، وهي وحدات سكنية لها 3 مميزات؛ مرشدة في استخدام الطاقة، واستخدام المياه، إضافة إلى أنها ذات قيمة اقتصادية، وهو ما يعتبر النموذج المثالي للمنزل الاقتصادي».
وأكد أن الترشيد في الطاقة جاء من خلال الدراسات التي أجرتها الشركة مع جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل في مدينة الدمام، التي أكدت أن فاتورة الكهرباء ستكون منخفضة، ومن ناحية أخرى ستكون مرشدة لاستخدام المياه، من خلال تركيب كل مرشدات استخدام المياه في مرافق الوحدة، إضافة إلى النظام الميكانيكي لدورة المياه داخل الوحدة.
ولفت بن حمري إلى أن الميزة الثالثة التي تتضمنها الوحدة الاقتصادية هو سعر البناء الذي يتراوح بين 350 ألف ريال (93 ألف دولار) للوحدة الصغيرة و450 ألف ريال (120 ألف دولار)، في الوقت الذي تم فيه تصميمها وفقاً لدراسات علمية دقيقة.
وبحسب دراسات الشركة مع جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، التي عملت على بحث أثر تنفيذ مليون وحدة سكنية في البلاد، فإن الناتج سيكون ضخ مليارات الريالات في البلاد نتيجة تنفيذ تلك الوحدات، على حسب تعبيره، حيث ستسهم هذه الخطوة في حال تنفيذها في زيادة مبيعات الشركات السعودية من مواد البناء، إضافة إلى توفير عدد كبير من الوظائف في القطاع العقاري بشكل واسع وفي مختلف الأعمال، وذلك من خلال تنفيذ المشروع أو بعد تنفيذ المشروع من خلال أعمال الصيانة، لمدة 5 سنوات.
وبمقارنة الأسعار بين المواد المستوردة والمواد المنتجة محلياً، فإن هناك فرقاً في الأسعار يتراوح بين 10 و30 في المائة في أعمال التشطيبات المعمارية، التي تتضمن مشغولات الألمنيوم والسيراميك وبعض من مواد الرخام، والأصباغ، وهذه المواد في حال تنفيذ المشروع على المدى البعيد، سيكون لها أثر كبير على الاقتصاد السعودي من خلال تدوير مبالغ تلك المواد داخلياً، بحسب الدراسات.
وبالعودة إلى الرئيس التنفيذي لشركة «تمكين» للاستثمار والتطوير العقاري، فقد قال إن المواد المحلية تملك جودة عالية، في الوقت الذي تحتاج فيه لمزيد من التنوع بشكل كبير، إضافة إلى تنوع التصاميم وتحديثها، خصوصاً فيما يتعلق بالأبواب أو المرافق الصحية أو بعض مشغولات الألمنيوم.
وأكد أن شركات التطوير العقاري بحاجة لمزيد من خيارات التمويل خصوصاً من البنوك، في ظل صعوبة حصول الشركات على تمويل لتنفيذ مشاريعها، خلال الفترة الحالية، وقال: «نعاني من عدم الحصول على التمويل ولا حلول تمويلية تساعدهم في تنفيذ مشاريعهم، وهو ما يتوازن في الوقت نفسه مع تمويل الأفراد، الذي بحاجة هو الآخر لحلول أخرى».
وتابع: «سيتم تنفيذ أول وحدة سكنية في مدينة الخبر (شرق السعودية)، في الوقت الذي تتطلع فيه المبادرة أن تنتشر الوحدات الأخرى في مدن البلاد، من خلال ورش عمل تخص الشركات المحلية والمطورين العقاريين، لمن يرغب في الاستفادة من التجربة لتنفيذ مشاريع مماثلة».
وبحسب المبادرة، فإن مساحات الأراضي التي سيتم تنفيذ الوحدات السكنية بها، تتراوح بين 250 و300 متر مربع، حيث تم تحديد المساحات لتحقيق مفهوم المنزل الاقتصادي، الذي يمكن أن يستوعب من 7 إلى 9 أفراد في المساحات الكبيرة.
وأكد بن حمري التوجه لإيجاد تحالفات بين ملاك الأراضي وشركات التطوير العقاري للتعاون في تنفيذ المبادرة وإنتاج وحدات متنوعة ومختلفة في الأشكال والخدمات عبر مشاريع متعددة في مختلف أنحاء السعودية.
يذكر أن السعودية تعمل على إعادة هيكلة قطاع المساكن والبحث عن إصلاحات متعددة في القطاع من خلال عدة مبادرات تقودها وزارة الإسكان في البلاد.


مقالات ذات صلة

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

الاقتصاد يقع البرج في منطقة استثنائية على كورنيش جدة (شركة دار جلوبال على «تويتر»)

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

في حدث استثنائي شهدته مدينة جدة، جرى تدشين مشروع برج ترمب، بحضور إريك ترمب، نائب رئيس منظمة ترمب.

أسماء الغابري (جدة)
عالم الاعمال خالد الحديثي الرئيس التنفيذي لشركة «وصف» ورامي طبارة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في «ستيك» ومنار محمصاني الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في المنصة ويزيد الضويان المدير التنفيذي للعمليات بـ«الراجحي السابعة» وهنوف بنت سعيد المدير العام للمنصة بالسعودية

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

أعلنت «ستيك» للاستثمار العقاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إطلاقها منصتها الرسمية بالسعودية

الاقتصاد «دار غلوبال» أعلنت إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض بالشراكة مع منظمة ترمب (الشرق الأوسط)

«دار غلوبال» العقارية و«منظمة ترمب» تطلقان مشروعين جديدين في الرياض

أعلنت شركة «دار غلوبال» إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض، بالشراكة مع «منظمة ترمب».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منازل سكنية في جنوب لندن (رويترز)

أسعار المنازل البريطانية تشهد ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر

شهدت أسعار المنازل في المملكة المتحدة ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة التوقعات؛ مما يعزّز من مؤشرات انتعاش سوق العقارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص تصدرت «سينومي سنترز» أعلى شركات القطاع ربحيةً المدرجة في «تداول» خلال الربع الثالث (أ.ب)

خاص ما أسباب تراجع أرباح الشركات العقارية في السعودية بالربع الثالث؟

أرجع خبراء ومختصون عقاريون تراجع أرباح الشركات العقارية المُدرجة في السوق المالية السعودية، خلال الربع الثالث من العام الحالي، إلى تركيز شركات القطاع على النمو.

محمد المطيري (الرياض)

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.