لماذا يكون التعليق باللغة الإنجليزية على المباريات الإيطالية مملاً؟

«المعجم» الإيطالي الكروي له سحر خاص وجاذبية نادرة واصطلاحات خاصة به

المباراة في الدوري الإيطالي هي أكثر من مجرد مباراة... فهي عبارة عن «عرض مسرحي» متكامل - كان يحلو للإيطاليين وصف باجيو دائماً بـ«المايسترو» («الشرق الأوسط»)
المباراة في الدوري الإيطالي هي أكثر من مجرد مباراة... فهي عبارة عن «عرض مسرحي» متكامل - كان يحلو للإيطاليين وصف باجيو دائماً بـ«المايسترو» («الشرق الأوسط»)
TT

لماذا يكون التعليق باللغة الإنجليزية على المباريات الإيطالية مملاً؟

المباراة في الدوري الإيطالي هي أكثر من مجرد مباراة... فهي عبارة عن «عرض مسرحي» متكامل - كان يحلو للإيطاليين وصف باجيو دائماً بـ«المايسترو» («الشرق الأوسط»)
المباراة في الدوري الإيطالي هي أكثر من مجرد مباراة... فهي عبارة عن «عرض مسرحي» متكامل - كان يحلو للإيطاليين وصف باجيو دائماً بـ«المايسترو» («الشرق الأوسط»)

كمشجع لكرة القدم يعيش في الولايات المتحدة الأميركية، أشعر بالدهشة من عدد المباريات التي تعرض على شاشات التلفزيون هذه الأيام، حيث يمكنني في أي يوم من أيام السبت أو الأحد من كل أسبوع أن أختار من بين 10 مباريات على الأقل على الشبكة الرياضية التي أشترك بها. ويفضل عشاق كرة القدم في الولايات المتحدة متابعة مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث يكون كل شيء رائعا ومثاليا، فالملاعب جميلة وممتلئة عن آخرها بالجمهور الذي لا يتوقف عن التشجيع بحماس شديد. ومع ذلك، تحظى المباريات بهذه المتابعة الكثيفة بسبب التعليق على المباريات في المقام الأول.
ولا تعرض شبكة «إن بي سي»، التي تعرض جميع مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز الـ380 على الهواء مباشرة في الولايات المتحدة، المباريات بنفس البث الذي تعرض به المباريات في المملكة المتحدة، لكنها تستعين بمعلقين بريطانيين لديهم خبرات كبيرة ويقدمون معلومات كثيرة بدقة متناهية وسرعة كبيرة. وقد يكون هذا هو أكثر ما يميز الدوري الإنجليزي الممتاز عن باقي الدوريات الكبرى في أوروبا. فعندما نشاهد مباريات من إسبانيا أو ألمانيا أو فرنسا أو إيطاليا، فإننا نشاهد شيئا «مترجما» إن جاز التعبير.
لقد تابعت كرة القدم الإيطالية عن كثبت لأكثر من نصف عمري - وخصوصاً خلال السنوات الثلاث التي قضيتها في إيطاليا - لكنني أجد صعوبة كبيرة للغاية في مشاهدة مباريات الدوري الإيطالي الممتاز دون الصوت الأصلي للمباريات. لا يعود السبب في ذلك إلى أن جودة التعليق على المباريات باللغة الإنجليزية سيئة - رغم أنها سيئة للغاية في حقيقة الأمر - ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن الكلمات التي تُستخدم في وصف المباريات والتعليق عليها باللغة الإنجليزية لا تناسب المباريات بالشكل الذي نجده في التعليق باللغة الإيطالية. وبدلا من مشاهدة مباراة في الدوري الإيطالي الممتاز، أشعر بأنني أستمع لشخص آخر يشاهد المباراة!
ولا يتعلق الأمر بأن التعليق باللغة الإيطالية يكون أكثر حماسا فحسب، ولكن أيضا لأن اللغة الإيطالية تكون قادرة على وصف ما يحدث بدقة متناهية، فالإيطاليون لديهم حتى اسمهم الخاص للعبة «الكالتشيو»، والتي تعني حرفيا «ركل الكرة». وفي أول درس لي لتعلم اللغة الإيطالية، سأل طالب المدرس عن السبب الذي لا يجعل الإيطاليين يستخدمون كلمات أكثر سهولة وبساطة لوصف كرة القدم، مثلما يفعل الإسبان على سبيل المثال، ورد المدرس بكل جدية قائلا: «لأننا أفضل كثيرا من الإسبان في كرة القدم».
وكثيرا ما تتعرض كرة القدم الإيطالية للانتقادات بسبب إفراطها في الدراما والإثارة، حيث يقضي اللاعبون وقتا طويلا في التظاهر بتعرضهم للإصابة، أو يلتفون حول الحكم للاعتراض أو يضعون أيديهم على وجوههم ويلقون بأنفسهم على أرضية الملعب بعد إضاعة فرصة سهلة. قد تكون هذه الانتقادات صحيحة، لكن بالنظر إلى اللغة المستخدمة في التعليق على المباريات في إيطاليا فإنه من الصعب أن ترى المباريات بشكل أخر غير الشكل الذي توجد عليه بالفعل، لأن المباراة في الدوري الإيطالي هي أكثر من مجرد مباراة، فهي عبارة عن «عرض مسرحي» متكامل لا يتنافس فيه اللاعبون من أجل الفوز فحسب، ولكن من أجل الفوز بحب الجمهور أيضا.
وفي اللغة الإيطالية، لا يلعب اللاعب في «مركز»، ولكنه يقوم بـ«دور». وغالبا ما يتحدث المديرون الفنيون في المؤتمرات واللقاءات الصحافية بعد المباريات عن الكيفية التي تمكن بها اللاعب من «قراءة دوره» أو الفريق من «قراءة المباراة» ككل. ويطلق على صانع الألعاب اسم «ريجيستا» باللغة الإيطالية، أي «قائد الفرقة الموسيقية»، في حين يُقال على اللاعبين الذين يتبادلون التمريرات فيما بينهم إنهم «يتحاورون». ولا يُقال إنه قد تم «تسجيل» هدف، ولكن يقال إنه قد تم «تأليف» هدف. ويوصف اللاعب الذي يكون دائما مؤثرا في اللعب بأنه «البطل»، ولديه القدرة على «حسم المباراة». أما اللاعب المبدع فيوصف بأنه «خيالي»، في حين يوصف الأسطورة الحقيقية للعبة، مثل روبرتو باجيو، بأنه «المايسترو». ويمكن الإشارة إلى تمرير الفريق للكرة أو الاستحواذ عليها بأنه «الصياغة»، وهو مصطلح يستخدم لوصف التعبير الموسيقي أيضا. أما الخطأ الذي يرتكبه اللاعب فيوصف بأنه «اعتراض»، في حين يوصف التسديد على المرمى بأنه «الاستنتاج»، وفي حال فشل هذه التسديدة في الدخول للمرمى فإنها تكون «فاشلة». ولا يتم «استخلاص» الكرة من الخصم، ولكن يتم «انتزاعها» بحسب الإيطاليين. ويوصف التدخل من قبل اللاعب المنافس بأنه «صراع»، كما يطلق على المنافسة بين الفريقين اسم «مبارزة». وتقام كل هذه الدراما المسرحية أمام «جوقة» تقوم بمدح الفريق الفائز أو انتقاده في حال تقديمه لأداء سيء.
ومن الصعب معرفة ما إذا كان أسلوب اللعب هو الذي تغير ليتناسب مع لغة المسرح أم أن المعجم هو الذي تطور ليناسب طريقة اللعب. وفي كلتا الحالتين، فإن هذا التعليق المثير يضفي جاذبية كبيرة على مباريات كرة القدم في الدوري الإيطالي الممتاز. وتصل درجات الثناء لذروتها في أي مباراة عندما يصفها المعلق بأنها «مشهد مسرحي». وحتى عندما خسر أحد المديرين الفنيين مباراة فريقه أمام نادي نابولي في نهاية العام الماضي، أشاد بخصمه ووصفه بأنه «سيمفونية».
وعند وصف الاتجاهات الجديدة في اللعبة، غالبا ما ينظر المعلقون الإيطاليون إلى الخارج ويستخدمون الكثير من المفردات الإنجليزية لوصف أشياء من قبيل الضغط على الخصم أو صناعة الأهداف أو الكرات العرضية أو المراوغة، وغالبا ما ينطقون هذه الكلمات الإنجليزية بشكل مروع ومن الممكن حتى أن يحملوها بعض المعاني التي لا تحتملها. وسواء كان ذلك ناجما عن سوء فهم أم لا، فإن هذه المصطلحات والتعبيرات الجديدة تضيف إلى سحر وخصوصية المعجم الإيطالي في وصف مباريات «الكالتشيو».
وتواجه مباريات الدوري الإيطالي الممتاز مشكلات أخرى عندما تعرض على شاشة التلفزيون - بما في ذلك المدرجات الخاوية والملاعب التي عفا عليها الزمن - لكن حاجز اللغة هو أكبر مشكلة تواجهني أنا شخصيا عند متابعة مباريات الدوري الإيطالي. وقد تكون هناك شكاوى مماثلة من عشاق ومحبي الدوري الألماني أو الدوري الفرنسي أو الدوري الإسباني الممتاز، وهو ما قد يفسر السبب وراء تفضيل المعلقين الإنجليز للتعليق على مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز دون غيرها. دعونا نتفق على أن بث كل هذه المباريات على شاشة التلفزيون هو أمر رائع، لكن التعليق بلغة مختلفة يفقد هذه المباريات متعتها وإثارتها.



مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».