«الكتائب» يفتتح معركته الانتخابية بخطاب ناري

تفاهم ثابت مع «الاشتراكي» في الجبل وريفي في الشمال

رئيس «الكتائب» النائب سامي الجميّل خلال حفل إطلاق الحملة الانتخابية للحزب (موقع الحزب)
رئيس «الكتائب» النائب سامي الجميّل خلال حفل إطلاق الحملة الانتخابية للحزب (موقع الحزب)
TT

«الكتائب» يفتتح معركته الانتخابية بخطاب ناري

رئيس «الكتائب» النائب سامي الجميّل خلال حفل إطلاق الحملة الانتخابية للحزب (موقع الحزب)
رئيس «الكتائب» النائب سامي الجميّل خلال حفل إطلاق الحملة الانتخابية للحزب (موقع الحزب)

يلفّ الغموض مصير التحالفات الانتخابية للقوى السياسية والأحزاب اللبنانية المنضوية داخل الحكومة، فيما تبدو الصورة أكثر وضوحاً لدى الأحزاب التي تقف في جبهة المعارضة مع شخصيات مستقلّة، بفعل ابتعادها عن إحراجات أهل السلطة.
وقبل أن يتضح المشهد الانتخابي على صعيد التحالفات والترشيحات، عند مكوّنات الحكومة، كان لافتاً مسارعة حزب «الكتائب اللبنانية» إلى افتتاح معركته الانتخابية، بخطاب ناري أطلقه رئيسه النائب سامي الجميّل حمل فيه بشدّة على السلطة، ودعا اللبنانيين إلى التصويت بكثافة لمشروع سياسي يحررهم من الصفقات والمحاصصة والسلاح غير الشرعي، وبدا فيه كمن يقطع جسور التحالف مع قوى السلطة.
لكنّ عضو كتلة «الكتائب» النائب فادي الهبر أوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن النائب الجميّل «لم يهاجم الطبقة السياسية، ولم يقطع خطوط التواصل معها، إنما كشف عيوب سلطة الفساد والمحاصصة»، لافتاً إلى أن «السلطة القائمة اليوم صُنِعت من خلال تقاطع مصالح إقليمية وداخلية تخدم (حزب الله) والجو الإيراني، وهي باتت بشكل أو بآخر تغطّي تفلت سلاح «حزب الله وقتاله في العالم العربي».
وأشار الهبر إلى أن خطاب سامي الجميّل «ليس مجرّد كلام انتخابي لاستنهاض الجمهور أو القواعد الشعبية، إنما طرح حالة تصحيحية، وخلق فرصة أمام اللبنانيين لإنقاذ البلد من حالة الجمود والتراجع الذي يعيشه».
لكن السقف العالي لخطاب الجميّل، لا يعني إقفال باب التحالفات الانتخابية مع القوى السياسية الأخرى، حتى ممن شملهم هذا الهجوم، برأي الخبير في الشؤون الانتخابية ربيع الهبر، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «حزب الكتائب قادر على نسج شبكة تحالفات جيدة في كثير من الدوائر الانتخابية». وقال: «في دائرة المتن الشمالي لا يحتاج (الكتائب) إلى تحالفات مع أحد، إذ لديه قوة مرجحة وقوة تجييرية، بمعنى أن الآخرين بحاجة إليه في المتن وليس العكس». ولم يستبعد أي تفاهم بين «الكتائب» والنائب السابق فريد هيكل الخازن ورجل الأعمال نعمت أفرام في كسروان، لافتاً إلى أن «تحالف الكتائب مع بطرس حرب في البترون قد يحدث فرقاً في الأصوات بمقابل لائحة التيار الوطني الحرّ»، وهذا ينسحب على انتخابات زحلة (البقاع) في حال تحالف مع رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف.
وكان «حزب الكتائب» رفض الدخول في الحكومة الحالية، بعدما عرضت على تمثيله بوزير دولة فقط، ما جعله على خصومة سياسية حتى مع حلفائه في قوى «14 آذار» مثل تيار «المستقبل»، وعلى تباين مع «القوات اللبنانية»، فيما حافظ على علاقته الوثيقة مع الحزب التقدمي الاشتراكي.
ولم يخف النائب «فادي الهبر، وجود مشروع تحالف بين (الكتائب) وبعض الأحزاب الممثلة في الحكومة، متوقعاً «إعلان تحالفه مع الحزب التقدمي الاشتراكي في جبل لبنان، انطلاقاً من مصالحة الجبل التي رعاها البطريرك (الماروني نصر الله) صفير في عام 2000، ثم وثيقة المختارة (مقر زعامة النائب وليد جنبلاط) في جبل لبنان، من أجل الحفاظ على خصوصية الجبل»، مشيراً إلى أن إمكانية التحالف مع القوات اللبنانية في الشمال (الكورة والبترون)». وقال: «نحن طلبنا من (القوات) الخروج من السلطة لكنهم قرروا البقاء ليربحوا على كل الجبهات»، مؤكداً أن «التحالفات ستكون على القطعة»، أي في مناطق مع هذا الفريق ومناطق أخرى مع فريق آخر. وإذ لفت الهبر إلى هامش ضيّق جداً للتحالف مع تيار «المستقبل»، أكد أن «هناك تفاهماً مع اللواء أشرف ريفي (وير العدل السابق) في طرابلس ومناطق أخرى (البقاع الأوسط)، لأننا نتفق معه على المستوى السيادي وتحرير البلد من هيمنة سلاح (حزب الله)، ونحن نقدر نضاله السياسي».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.