سورية في «ذا فويس» فرنسا تبهر لجنة التحكيم

استطاعت الشابة السورية منال أن تبهر لجنة تحكيم الموسم السابع من برنامج «ذا فويس» بنسخته الفرنسية، لدى تأديتها أغنية «هاليلويا».
وقد انتقلت الشابة منال التي أطلّت للغناء على المسرح بحجابها الذي أثار بلبلة في الأوساط الفرنسية، إلى أداء المقطع الثاني من الأغنية، باللغة العربية بصوت تميّز بصفائه، وكان حضورها لافتا بجمالها وهدوئها. واختارت منال الفنان اللبناني الأصل ميكا من بين المدربين الأربعة لتكون من ضمن فريقه الموسيقي.
تعيش منال التي تبلغ الـ22 من العمر، في منطقة بيزنسون جنوب فرنسا، وقد تمكنت من جذب لجنة التحكيم بغنائها وصوتها العذب.
وتعليقا على مشاركتها ودخولها البرنامج، تقول منال: «دعمتني عائلتي بعدما لمست موهبتي في الغناء، ولاحظت من خلال آراء المتابعين بأنّ صوتي يصل، فقرّرت عدم التخلي عن الغناء. أتيت للمشاركة حتى أثبت لعائلتي بأنّ الموسيقى لها مكانة كبيرة في حياتي».
وقد اختارت منال أغنية «هاليلويا» للمغني الكندي برنارد كوين، وحصدت قبول الحكام الأربعة. وعلى الرّغم من إجماع لجنة التحكيم على موهبة منال الغنائية، إلّا أنّ انتقادات كثيرة طالتها على شبكات التواصل الاجتماعي بسبب ارتدائها للحجاب وظهورها على شاشة التلفزيون الرسمي الفرنسي الذي يلبس ثوب العلمانية، حسب ما جاء في موقع «يورو نيوز».
وتعتبر منال أول فتاة محجبة تشارك في برنامج «ذا فويس» بنسخته الفرنسية، وهو ما لم يلق إجماعا بين متابعي البرنامج.
وقد هاجم بعض المعادين للحجاب القناة الأولى الفرنسية «لسماحها» بظهور منال على شاشتها، حيث كتب أحد الأشخاص «الآن تروج قناة (تي إف 1) للحجاب. يجب علينا جميعا مقاطعة تلك القناة». فيما انهال شخص آخر بالشتائم على الفتاة المحجبة، داعيا إياها إلى خلع حجابها إذا كانت تحب الغناء والحياة.
لم تمنع جميع الانتقادات الشابة السورية من الغناء، والسعي إلى تحقيق حلمها، وبالفعل استطاعت أن تكون فردا مشاركا ولامعا في البرنامج، وفي المقابل تلقت منال إطراءات وتشجيعات كثيرة على حساباتها على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تخطى عدد متابعيها على «انستغرام» حاجز الـ 26 ألف متابع، و16 ألف متابع على موقع يوتيوب، ومن المتوقع تضاعف تلك الأعداد بعد أن تابعها أكثر من 6 ملايين شخص على شاشت القناة الأولى الفرنسية.
تجد منال طالبة الماجستير في اللغة الإنجليزية، في الموسيقى ملجأ لعواطفها، وتحاول من خلالها إظهار قدرتها على النجاح كنوع من الامتنان لوالديها.
وقد اعتادت منال التي ترى بالغناء والموسيقى تعبيراً عن ذاتها، نشر مقاطع فيديو في قناتها عبر يوتيوب بأكثر من لغة، وهي تعزف على آلة البيانو، مشيرة إلى أنّ هذه المقاطع شجعتها على المضي فيما تهواه.
ووجد صوت منال صدى من أبناء الجالية العربية والمسلمة في فرنسا، كما تابعها الآلاف من محبيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقت الدعم من أبناء الجاليات الجزائرية والمغاربية والدول العربية الأخرى المقيمة في فرنسا، باعتبارها أول عربية محجبة تنافس في برنامج فرنسي ضمن كوكبة من المنافسين أبناء البلد، ليس هذا وحسب بل قدرتها على الغناء وصوتها الذي سحر لجنة التحكيم.
يذكر أن فرنسا سبق وأصدرت قانونا يحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة، كان الهدف منه هو تحقيق المساواة بين الجنسين وحماية حرية المرأة واستقلاليتها، ولكن وبعد عام من إصداره وجدت بعض المنقبات أنفسهن مقصيات من الحياة العامة وحريتهن أكثر تقييدا.
ولكن ما يثير غضب الأغلبية العظمى من المسلمين في فرنسا هو قانون عام 2004 الذي يقضي بحظر كل الرموز الدينية في المدارس، وهو قانون يشمل التلميذات والمدرسات، اللواتي يردن ارتداء الحجاب. وتعيش في فرنسا أكبر نسبة من المسلمين في غرب أوروبا، حيث يشكل المسلمون 9 في المائة من إجمالي السكان البالغ عددهم نحو 65 مليون نسمة. وينحدر غالبية المسلمين الفرنسيين من أصول مغاربية.