خطأ قبرصي ضاعف أزمة الحدود البحرية

TT

خطأ قبرصي ضاعف أزمة الحدود البحرية

حرك الخلاف حول الحدود البحرية، ملف «ترسيمها» في الآونة الأخيرة، إذ أكد رئيس لجنة الأشغال العامة والطاقة والمياه النيابية النائب محمد قباني، أن لبنان «لا يعتبر أن هناك خلافات على (البلوك 9) أو في أي موقع في البلوكات البحرية للتنقيب عن النفط»، كما «لا نعتبر أن هناك منطقةً حدوديةً متنازعاً عليها»، مشدداً على أن البلوكات الجنوبية رقم 8 و9 و10، «تقع ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان، وأبلغنا الأمم المتحدة بذلك».
وقال قباني لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كان هناك استعداد لرسم الخط الأزرق البحري، يكون استكمالاً للخط الأزرق البري على الحدود الجنوبية، فلا مانع أن تتولى الأمم المتحدة هذه المهمة».
وأكد النائب محمد قباني لـ«الشرق الأوسط» أن المزاعم الإسرائيلية حول ما يقال عن منطقة متنازع عليها «افتراء وكذب»، قائلاً: «حصل سوء تصرف من قبل قبرص للحدود الجنوبية وتقاطعها مع خط الوسط الذي يفصل الحدود اللبنانية البحرية عن القبرصية في المنطقة الاقتصادية الخالصة»، وذلك تجاوزاً للاتفاق مع قبرص الذي يفرض إبلاغ الطرف الثاني في حال كان أحد الطرفين ينوي التوصل إلى اتفاق مع طرف ثالث.
وشرح أكثر موضحاً: «السفير القبرصي في بيروت قال إنه حضر إلى وزارة الخارجية اللبنانية بلا موعد لإبلاغ الوزير قبل توقيع الاتفاق مع إسرائيل، وقال إنه لم يجده، وبالتالي لم يبلغوا لبنان باتفاقهم، وهذا خطأ». وأضاف: «قبرص وتل أبيب بنيا حدودهما البحرية بدءاً من النقطة المؤقتة المعروفة باسم الرقم 1، أي أنهما رسّما على نقاط حدودية بحرية مؤقتة وليس نهائية، واتفقا على حدود مختلفة ليست حدود لبنان البحرية الحقيقية التي تنتهي بالنقطة الحدودية رقم 23»، مشيراً إلى «أننا أبلغنا ذلك للأمم المتحدة ورفضنا التعدي على لبنان».
وكشف قباني أن الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما دخلت بوساطة بين لبنان وإسرائيل، وعرضت منح لبنان ثلثي المنطقة الاقتصادية البحرية المتنازع عليها والبالغة 865 كيلومتراً مربعاً، بإعطاء لبنان 550 كيلومتراً مربعاً منها، لكن بيروت رفضت، و«قلنا أن المنطقة بأكملها لنا، ولتدخل الأمم المتحدة لترسيم الخط بشكل نهائي».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.