إطلاق خبير عسكري بيلاروسي بعد 7 سنوات من الاعتقال في ليبيا

TT

إطلاق خبير عسكري بيلاروسي بعد 7 سنوات من الاعتقال في ليبيا

أطلقت قوة أمنية في العاصمة الليبية طرابلس، خبيراً عسكرياً من بيلاروسيا، كان معتقلاً منذ قرابة 7 سنوات، بتهمة التعاون مع نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، في عملية وساطة من رئيس جمهورية الشيشان، رمضان قديروف، لدى المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني.
وسبق لرئيس المجلس، فائز السرّاج، التوسط، للإفراج عن طبيبين بيلاروسيين، في نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كانا محتجزين لدى ميليشيا مسلحة في مدينة الزنتان (شمال غربي ليبيا) منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وقال مسؤول سياسي، مقرب من المجلس الرئاسي لـ«الشرق الأوسط»، إن الأجهزة الأمنية في حكومة الوفاق، بذلت جهوداً واسعة الأشهر الماضية، حتى تم إطلاق سراح مجموعة من الخبراء العسكريين الذين كانوا يعملون في البلاد منذ عام 2011، وهم من روسيا، وبيلاروسيا، وأوكرانيا.
وأشار المسؤول إلى أن «المواطن البيلاورسي، فياتشيسلاف كوتشارا، تأخر إطلاق سراحه، حتى الأسبوع الماضي، لأنه كان يقبع في حجز مستقل عن باقي زملائه»، وتابع: «السرّاج تلقى اتصالاً من رئيس جمهورية الشيشان بشأن الخبير العسكري المحتجز، فكلف الأجهزة الأمنية بالبحث عنه (كوتشارا) وتم الإفراج عنه»، رافضاً الكشف عن القوة الأمنية التي اعتقلت كوتشارا، لكنه اكتفى بالقول: «نقل إلى بلاده وانتهى الأمر».
وتكثر عمليات الخطف والاعتقال العشوائية من الميليشيات المسلحة المسيطرة على العاصمة، التي يمتلك بعضها سجوناً خاصة بهم، فيما لا يزال مصير 3 مهندسين أتراك مخطوفين في مدينة أوباري (جنوب البلاد) منذ أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، غير معلوم. وقال رئيس جمهورية الشيشان الروسية، رمضان قديروف، إن الخبير العسكري البيلاروسي «عاد إلى بيته وذويه»، مشيراً إلى أن نظيره البيلاروسي ألكساندر لوكاشينكو، طلب منه التوسط لإطلاق سراحه، من السجون الليبية.
وأضاف قديروف على حسابه في «Telegram»، مساء أول من أمس: «العملية كانت معقدة وطويلة، ولكن الأهم هو أنه (الخبير العسكري البيلاروسي) على قيد الحياة، وبين أسرته الآن»، لافتاً إلى أن وزارات وهيئات حكومية شاركت في هذه العملية بما فيها وزارتا الخارجية الروسية والبيلاروسية، وجهاز المخابرات البيلاروسي (كي جي بي)». وثمن الرئيس الشيشاني، بحسب وكالة «نوفوستي» الروسية، جهود حكومة الوفاق، والنائب في مجلس الدوما الروسي (البرلمان)، آدم ديليم - خانوف، والمشرف على عمل مجموعة الاتصال الروسية في التسوية الداخلية في ليبيا، ليف دينغوف، في تحرير كوتشارا من الأسر. وكان الخبير العسكري البيلاروسي، وفقاً للمصدر ذاته، وصل إلى ليبيا في 2011 ضمن مجموعة من الخبراء العسكريين من روسيا وأوكرانيا وجمهورية بيلاروسيا، وفي أغسطس (آب) من العام ذاته، اعتقلت المجموعة من قبل مسلحين في ليبيا، بتهمة التعاون مع نظام الرئيس الراحل معمر القذافي. وبفضل جهود دولية تم لاحقاً الإفراج عن المجموعة باستثناء كوتشارا، الذي ظل مصيره مجهولاً إلى وقت قريب، قبل تكثيف المساعي للكشف عن مكان اعتقاله والإفراج عنه.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.