التفاهم بين أوباميانغ ومخيتاريان أمل آرسنال في العودة إلى الكرة الهجومية الممتعة

اللاعبان قدما أداء رائعاً عندما كانا يلعبان معاً في بروسيا دورتموند

أوباميانغ ومخيتاريان (يمين) قدما معاً كرة ممتعة في دورتموند («الشرق الأوسط»)
أوباميانغ ومخيتاريان (يمين) قدما معاً كرة ممتعة في دورتموند («الشرق الأوسط»)
TT

التفاهم بين أوباميانغ ومخيتاريان أمل آرسنال في العودة إلى الكرة الهجومية الممتعة

أوباميانغ ومخيتاريان (يمين) قدما معاً كرة ممتعة في دورتموند («الشرق الأوسط»)
أوباميانغ ومخيتاريان (يمين) قدما معاً كرة ممتعة في دورتموند («الشرق الأوسط»)

قبل بضع سنوات، عندما كان الحارس الألماني يانس ليمان لاعباً ومساعد مدرب في الوقت نفسه بنادي آرسنال، طرح سؤالاً هاماً عن فريق «آرسنال الذي لا يقهر» في ذلك الوقت، قائلاً: «ما أسرع شيء في ملعب كرة القدم؟». وطرح ليمان السؤال بطريقة متعجرفة في انتظار الإجابات الخاطئة من الحاضرين، قبل أن يرد هو قائلاً: «إنها ليست الكرة، فلا شيء أسرع داخل الملعب من الفكر، وبعد ذلك تأتي الكرة، ثم اللاعبين. يمكنني القول بكل أمانة إننا خلال الفترة بين عامي 2003 و2006 قد لعبنا مثل هذه الكرة السريعة من لمسة واحدة، وكان من الرائع مشاهدتها».
لقد تطرق ليمان إلى أمر مهم للغاية، وهو «كرة القدم السريعة»، التي كانت أحد الأشياء التي تدهورت في آرسنال خلال السنوات الأخيرة، إذ انخفض «عداد السرعة» في الفريق، إن جاز التعبير، ولم يعد الفريق يقدم كرة القدم السريعة التي كان يعتمد عليها المدير الفني الفرنسي آرسين فينغر فور وصوله إلى إنجلترا. وعندما يعاني آرسنال بشدة، ويرتكب أخطاء كارثية مثل تلك التي أدت لخسارته الأخيرة أمام سوانزي سيتي الثلاثاء الماضي، فإن ذلك يحدث لأن الفريق أصبح بعيداً تماماً عن كرة القدم السريعة التي كان يقدمها في بدايات فينغر مع النادي.
وقد كان النجم التشيلي أليكسيس سانشيز من نوعية اللاعبين الذين يلعبون كرة القدم السريعة، بفضل ركضه المتواصل وتمريراته المفاجئة - حتى وإن كان بها بعض التهور - وإلحاحه في طلب الكرة من زملائه داخل الملعب. لكن سانشيز كان يقوم بذلك بشكل فردي، وكان من الملاحظ أن الفريق لم يعد يلعب كرة القدم السريعة منذ فترة. ويعود السبب في ذلك بصورة جزئية إلى أنه من الصعب تقديم كرة قدم سريعة وممتعة ما لم يكن لديك 11 لاعباً يمتلكون الموهبة الكبيرة والذكاء الشديد لتنفيذ ذلك داخل الملعب، فضلاً عن أن آرسنال قد فشل في التعاقد مع مهاجم سريع يبني عليه خطة اللعب منذ رحيل المهاجم الفرنسي تيري هنري.
وخلال الموسمين الماضيين، كان سانشيز يلعب في مركز رأس الحربة الصريح، كما كان يفعل ثيو والكوت وداني ويلبيك في بعض الأحيان. وفي الوقت نفسه، كان أوليفر جيرو يفتقد تماماً لعامل السرعة. وقد تعاقد آرسنال مع الفرنسي ألكسندر لاكازيت الصيف الماضي، لكن المهاجم الفرنسي ما زال يتحسس خطاه مع الفريق حتى الآن. وخلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية، تعاقد آرسنال مع بيير إيمريك أوباميانغ وهنريك مخيتاريان. وفي ظل المعايير العادية لآرسنال في سوق انتقالات اللاعبين، فإن ما حدث في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة يعد تحولاً جذرياً، لأن التعاقد مع لاعبين بهذه المواصفات سوف يسمح للنادي بالعودة إلى لعب كرة القدم السريعة التي كان يقدمها في السابق.
ومن الظلم أن ننظر إلى أوباميانغ على أنه لاعب سريع فقط، لأنه في حقيقة الأمر بارع في الانطلاق في المساحات الخالية، والتعاون بشكل رائع مع زملائه في خلق الفرص وتسجيل الأهداف. لكن يمكن القول إن السرعة الكبيرة التي يمتلكها اللاعب سوف يكون لها تأثير كبير على القوة الهجومية لآرسنال. وثمة عامل آخر سوف يساهم في تقديم الفريق لمثل هذه الكرة الهجومية، وهو أن أوباميانغ قد لعب بتفاهم كبير مع مخيتاريان من قبل، عندما كان اللاعبان يدافعان عن ألوان بروسيا دورتموند الألماني. وسوف يجد هذا الثنائي دعماً كبيراً من النجم الألماني مسعود أوزيل في الثلث الأخير من الملعب، وهو ما يعني أن القوة الهجومية للفريق ستكون أقوى كثيراً عن ذي قبل. وفي آخر موسم لعب فيه أوباميانغ ومخيتاريان سوياً مع بروسيا دورتموند، وهو موسم 2015 / 2016، كانت أرقام اللاعبين مذهلة للغاية، حيث ساهما سوياً في إحراز 59 هدفاً، وصناعة 31 هدفاً، في ظل تعاون رائع للغاية بينهما.
وفي صيف 2016، دخل فينغر سوق انتقالات اللاعبين للبحث عن مهاجم سريع، لكن لم يكن التعاقد مع مهاجم بحجم وسعر أوباميانغ مطروحاً على الإطلاق. وبالتالي، حاول النادي التعاقد مع نجم ليستر سيتي جيمي فاردي لكنه فشل في ذلك، ودخل في مغامرة أخرى بالتعاقد مع لوكاس بيريز الذي عاد إلى إسبانيا على سبيل الإعارة بعد موسم واحد فقط مع آرسنال، لم يحصل خلاله اللاعب على كثير من الفرص. لقد أعطى آرسنال انطباعاً بأنه لا يملك خطة واضحة ومحددة في سوق انتقالات اللاعبين. ومع وضع ذلك في الاعتبار، هناك شعور بالقلق من تهميش دور لاكازيت، لأنه من المتوقع أن يعتمد فينغر على الثنائي أوباميانغ ومخيتاريان في الناحية الهجومية.
وفي الحقيقة، لم يعتد آرسنال على إنفاق مبالغ مالية طائلة على التعاقد مع مهاجم جديد في فترة الانتقالات الصيفية، ثم ينفق أموالاً طائلة أخرى بعد 6 أشهر فقط للتعاقد مع لاعب في المركز نفسه. ولذلك، فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل سيلعب لاكازيت وأوباميانغ سوياً، أم سيتنافسان على المركز نفسه، أم سيضطر فينغر لتغيير مركز أحدهما؟ ولن يكون لاكازيت سعيداً إذا شعر بتهميش دوره مع الفريق، لكن لو استطاع فينغر أرضاء الجميع وتحفيزهم، فسيكون لديه خط هجوم قوي للغاية.
وستكون مهمة فينغر الحالية هي تشكيل خط هجوم جديد، يتمتع بالقوة والتوازن، خلال النصف الثاني من الموسم الحالي، خصوصاً بعد رحيل سانشيز إلى مانشستر يونايتد. صحيح أن الفريق يعاني من كثير من المشكلات الدفاعية، لكن النجاح في تكوين خط هجوم قوي سوف يساعد كثيراً في تخفيف الضغوط على الخط الخلفي. وفي بداية الموسم، كانت مجرد فكرة أن يفقد الفريق جهود سانشيز وجيرو ووالكوت في فترة الانتقالات الشتوية نفسها تبدو مجنونة، لأن هذا الثلاثي هو الذي سجل أكثر من ثلثي أهداف الفريق الموسم الماضي (سانشيز 30 هدفاً، وجيرو 16 هدفاً، ووالكوت 19 هدفاً).
وعادة ما يكون آرسنال متحفظاً للغاية في سوق انتقالات اللاعبين، لكن في الحقيقة لا يمكن توجيه هذا الاتهام للنادي هذه المرة، لأن ما حدث في فترة الانتقالات الشتوية الماضية يعد مؤشراً على شيء جديد داخل النادي، والدليل على ذلك هو التعاقد مع أوباميانغ، الذي لم يكن النادي ليتمكن من التعاقد معه لو كان يفكر بالطريقة القديمة نفسها. صحيح أن التخلي عن خدمات سانشيز يعد خسارة كبيرة للنادي، لكن الحقيقة هي أن النادي قد بذل قصارى جهده لإقناع اللاعب بالبقاء. إن التعاقد مع أوباميانغ، وتجديد عقد أوزيل، في اليوم الأخير من فترة الانتقالات، ومجيء مخيتاريان، يوضح أن أفضل طريقة للتغلب على المشكلات الدفاعية لآرسنال هي تدعيم خط الهجوم.


مقالات ذات صلة

غوندوغان: على الجميع تقديم أفضل أداء لتبديل حظوظنا

رياضة عالمية غوندوغان نجم السيتي خلال مواجهة اليوفي بدوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوندوغان: على الجميع تقديم أفضل أداء لتبديل حظوظنا

اعترف الألماني إلكاي غوندوغان، لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، بأن فريقه "لم يعد جيدا بشكل كاف"، في الوقت الذي فشل فيه في إيجاد حل لتبديل حظوظه بالموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كايل ووكر (أ.ف.ب)

سيتي يدين الإساءة العنصرية ضد قائده ووكر

أدان مانشستر سيتي الإساءات العنصرية، عبر الإنترنت، التي استهدفت قائد فريقه كايل ووكر بعد الخسارة 2 - صفر أمام يوفنتوس الإيطالي في دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية رحل أشوورث عن يونايتد يوم الأحد الماضي بموجب اتفاق بين الطرفين (رويترز)

أموريم: أهداف مانشستر يونايتد لن تتغير برحيل أشوورث

قال روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، إن رحيل دان أشوورث عن منصب المدير الرياضي يشكل موقفاً صعباً بالنسبة للنادي لكنّ شيئاً لم يتغير فيما يتعلق بأهدافه.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ب)

غوارديولا: «سُنة الحياة» هي السبب فيما يجري لمانشستر سيتي

رفض المدرب الإسباني لمانشستر سيتي الإنجليزي بيب غوارديولا اعتبار الفترة الحالية التحدي الأصعب في مسيرته.

رياضة عالمية نونيز متحسراً على إضاعة فرصة تهديفية في إحدى المواجهات بالدوري الإنجليزي (رويترز)

نونيز يرد على الانتقادات بهدوء: معاً... نستعد لما هو قادم

رد داروين نونيز مهاجم فريق ليفربول الإنجليزي على الانتقادات لأدائه برسالة هادئة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.