الخط الزمني لأزمة «زلة اللسان» في لبنان

وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل (أ.ف.ب)
وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل (أ.ف.ب)
TT

الخط الزمني لأزمة «زلة اللسان» في لبنان

وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل (أ.ف.ب)
وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل (أ.ف.ب)

لم يتوقع وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل أن تتحول «زلة لسان» خلال جلسة نقاشات خاصة إلى أزمة سياسية كادت تشعل فتيل الخلافات الطائفية في الشارع اللبناني.
- تسريب
استطاعت سيدة لبنانية تسريب فيديو لوزير الخارجية اللبناني ليل الأحد الفائت، خلال جلسة خاصة في إحدى البلدات شمال لبنان، وصف فيه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بـ«البلطجي»، وقال إن الحلّ مع بري هو أن «نكسر له رأسه».
- موقف باسيل
عبر باسيل عن أسفه عن هذه التصريحات في مقابلة مع صحيفة لبنانية عشية تسريب الفيديو، قائلا إنه حاد عن معاييره الأخلاقية في الاجتماع «المغلق».
لكن ذلك لم يفعل شيئاً يذكر لتهدئة الغضب في معسكر بري.
- بداية الاحتجاجات
قطع مؤيدو «حركة أمل» التي يرأسها رئيس مجلس النواب بري، مساء يوم الاثنين الفائت، عدداً من الطرقات وأشعلوا النيران في إطارات بالعاصمة اللبنانية بيروت، وفي بعلبك شرقي لبنان، احتجاجاً على الفيديو الذي أهان شخص الرئيس بري.
وفي إحدى الوقائع، اندلع إطلاق نار قرب مقر التيار الوطني الحر الذي يتزعمه باسيل، بشرق بيروت ليل الاثنين. وتبادل التيار الوطني الحر وحركة أمل الاتهامات بالمسؤولية عن هذه الحادث.
- ردود الفعل
أشعلت التسجيلات المسربة المواقف السياسية خصوصاً لدى نواب وقياديي حركة «أمل».
وأصدر «حزب الله» تعليقا على الكلام المسرب عن باسيل، في أول رد من فريق لبناني على الإهانة الموجهة لبري، فرفض فيه التعرّض بالإساءة لرئيس مجلس النواب.
وبدوره، دعا الرئيس اللبناني ميشال عون يوم الثلاثاء الزعماء السياسيين إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم في حماية استقرار وأمن البلاد، معتبرا أن ما حدث على الصعيدين السياسي والأمني، أساء إلى الجميع وأدى إلى تدني الخطاب السياسي إلى ما لا يليق باللبنانيين.
أما رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، فسارع بلقاء الرئيس عون الثلاثاء، وأفاد: «البلد ليس بحاجة إلى تصعيد وسأكمل جهودي من أجل التهدئة».
- رد بري
لم يقم الرئيس بري بإدلاء تصريح موحد حول موقفه من الأزمة، إلا أنه وفي حديثه لعدة وسائل إعلامية محلية، أشار إلى أنه يريد من باسيل تقديم «اعتذارا إلى اللبنانيين»، ولمح إلى أن عمل الحكومة اللبنانية قد يتعثر بسبب «التشنج السياسي القائم».
- تفاقم الأزمة... أحداث «الحدت»
بعد اعتصامات المناصرين لبري ليومين متتاليين، أقدم شبان يحملون أعلام حركة «أمل» على تنفيذ مسيرات سيارة داخل إحدى البلدات اللبنانية ذات الأغلبية المسيحية، يطلق عليها اسم «الحدت» مساء يوم الأربعاء، وقاموا بإطلاق النار بالهواء.
وذكرت المصادر والتقارير أن أنصار «التيار الوطني الحر» خرجوا أيضا في الشوارع حاملين أسلحة، ما أيقظ مشاهد الحرب الأهلية اللبنانية في ذهن السياسيين والشعب.
واستنكرت «أمل» هذه الحادثة، معتبرة أن لا صلة مباشرة لها بهذه الأعمال «الانفعالية» ودعت يوم أمس (الخميس) مناصريها إلى وفق الاحتجاجات منعا لتفاقم الأزمة.
- اتصال عون
أقدم رئيس الجمهورية ميشال عون على خطوة ودية بعد ظهر أمس (الخميس)، فأجرى اتصالاً هاتفياً برئيس مجلس النواب نبيه بري، مؤكدا على أن الظروف الراهنة والتحديات الماثلة تتطلب من الجميع طي صفحة ما جرى أخيرا، والعمل يدا واحدة لمصلحة لبنان واللبنانيين.
بدوره، عبّر بري عن تقديره لمبادرة الرئيس عون، ولدقة الظروف الراهنة وخطورتها، وتم الاتفاق على عقد اجتماع يوم الثلاثاء المقبل لدرس الخطوات الواجب اتخاذها لمعالجة التهديدات الإسرائيلية المتجددة والأوضاع العامة في البلاد.
- لقاء التهدئة
على ضوء اتصال الرئيس عون، عُقد لقاء موسع بين مسؤولين من «حركة أمل» و«التيار الوطني الحر» اليوم (الجمعة) في خطوة تهدف إلى نزع فتيل التوترات والفتنة.
وأفاد النائب آلان عون عضو «تكتل التغيير والإصلاح» بأن اللقاء اليوم «هو رسالة معاكسة وأقوى من كل ما حصل في الأيام الماضية».
وأعلن أن «هذا اللقاء هو لإنهاء كل ما حصل خلال الأيام الماضية، ونقول للرئيس بري إن كرامتنا من كرامته ولن نسمح بحصول أي شرخ على المستوى الوطني».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.