الحريري يحذر من استخدام السلاح لبت الخلافات السياسية

رئيس الحكومة اللبنانية حض على عدم تضييع الفرصة

لافتة في بيروت لمناسبة ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري ( إ.ب.أ)
لافتة في بيروت لمناسبة ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري ( إ.ب.أ)
TT

الحريري يحذر من استخدام السلاح لبت الخلافات السياسية

لافتة في بيروت لمناسبة ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري ( إ.ب.أ)
لافتة في بيروت لمناسبة ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري ( إ.ب.أ)

اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أن ما حصل خلال الأسبوع الماضي «درس للجميع، درس أن الكلام العالي فوق السطوح لا يصنع حلا، بل يخلق تشنجا سياسيا.
ودرس أن استخدام السلاح لبت الخلافات السياسية لا يؤدي إلى الى فتنة وأن النزول إلى الشارع وإقفال الطرقات وحرق الدواليب لا يوصل لنتيجة» لافتا إلى أنه «حتى من يحمل سلاحا بالداخل، صار يخاف منه».
وتوجه الحريري لمناصريه في احتفال نظمه يوم أمس تيار «المستقبل» قائلا: «أنتم تعرفون أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ونحن من بعده، تعرضنا لموجات من الكلام والإهانات، أسوأ بكثير مما تسمعونه، لكننا كنا دائماً نرى كرامة البلد أهم من كرامة الأشخاص والأحزاب، وأن البلد الجميل يستحق منا أن نتنازل له، وندع المؤسسات والقانون والدولة أن تكون هي الحكم».
وأضاف: «غير ذلك، نذهب جميعا إلى الفوضى ويصبح الفلتان في الشارع هو الحكم بين الناس».
ورأى الحريري أنه «رغم كل ما حصل، فإن صوت العقل والحكمة تغلب بالأمس، على صوت الدراجات النارية، وعطّل بالوقت المناسب مشكلا كان يمكن أن ينقل البلد لمكان آخر»، مشددا على أن «ما نراه في هذه الأيام يتطلب من الجميع أن يفعلوا مثلما فعلتم، أن يعملوا على بناء المهارات واحترام الكرامات وعدم الإساءة لأحد والترفع عن الصغائر ومنع الأخطاء والابتعاد عن لعبة الشارع والفوضى وتغليب مصلحة لبنان على أي مصلحة شخصية أو حزبية أو انتخابية».
وأكد رئيس الحكومة أن «اللبنانيين لن يقبلوا بعد الآن أن يكون بلدهم معلقا على كلمة من هنا وردة فعل من هناك. ما يريدون هم ونريده نحن هو أن يستعيدوا الثقة بدولتهم، بأمنهم واستقرارهم، وليس أن يستعيدوا ذكريات الأيام السوداء الملعونة».
وأضاف: «قبل بضعة أيام، قلت إن استقرار لبنان أهم من أي أمر آخر، وثقتي بأن كل المكونات السياسية ستكون على قدر المسؤولية، وأننا سنتمكن سويا من أن نعود للمساحة الوطنية المشتركة، تحت سقف الطائف وثوابت العيش المشترك والسلم الأهلي».
وحثّ الحريري على «عدم تضييع الفرصة من جديد»، معتبرا أن «ثمار العمل الجدي بمتناول اليد، من تجديد السلطة بانتخابات ديمقراطية إلى المؤتمرات التي يتم التحضير لها لدعم الجيش والقوى الأمنية في لبنان ودعم الاستثمار والاقتصاد في لبنان».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.