إردوغان يناقش خفض أسعار الفائدة مع محافظ {المركزي}

العجز التجاري زاد 109 % في يناير

TT

إردوغان يناقش خفض أسعار الفائدة مع محافظ {المركزي}

التقى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أول من أمس، بمحافظ البنك المركزي، مراد جيتينكايا، لمناقشة خفض أسعار الفائدة وتشجيع الاستثمار.
وقال مسؤول اقتصادي بارز في تصريحات لوكالة «رويترز»، إنهما ناقشا التوسع في الائتمان والنمو الشامل، وزيادة الصادرات، مضيفا أن رئيس الوزراء، بن علي يلدريم، ونائب رئيس الوزراء، محمد شيمشك، ومسؤولين من بنوك مملوكة للدولة حضروا الاجتماع.
وكان الرئيس التركي قد وجه انتقادات في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قائلا إن غياب التدخل الحكومي في السياسة النقدية يثقل كاهل تركيا بتضخم مرتفع، وقد يفضي إلى تباطؤ في الاستثمار.
ونقلت صحيفة تركية عن إردوغان قوله للصحافيين: «نحن عازمون على التعامل مع جماعة ضغط سعر الفائدة ومع أسعار الفائدة».
ويرغب إردوغان في خفض أسعار الفائدة لتشجيع الإقراض والاستهلاك والبناء، بهدف تعزيز الاقتصاد. ويرى أن الفائدة تساهم في رفع التضخم على عكس التصورات التقليدية عن دور الفائدة العالية في امتصاص السيولة، ومن ثم تهدئة وتيرة التضخم.
وأثارت دعوات إردوغان إلى خفض أسعار الفائدة بواعث قلق في أوساط المستثمرين، من أن السياسة النقدية ليست مستقلة تماما في تركيا، مما أثر سلبا على العملة المحلية الليرة.
وكان البنك المركزي التركي قد أعلن في نهاية الشهر الماضي عن زيادة توقعاته لمعدلات التضخم بنهاية العام الجاري من 7 في المائة إلى 7.9 في المائة؛ لكنه أكد على تبني سياسات لكبح التضخم.
وقال محافظ البنك، مراد جيتينكايا، إن التضخم سيستقر عند مستوى 5 في المائة على المدى المتوسط، ولكنه سيتأرجح بين 6.5 في المائة و9.3 في المائة حتى نهاية 2018.
وكان التضخم السنوي للبلاد قد بلغ 11.9 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) من 2017، متراجعا من 12.9 في المائة في نوفمبر.
ورغم تعافي الاقتصاد التركي من تباطؤ أعقب محاولة الانقلاب الفاشلة العام الماضي، يظل التضخم إحدى أكبر المشكلات الملحة التي تواجهها البلاد.
وقال محافظ المركزي في تصريحات أخيرة: «بداية العام الجاري، سيكون التركيز الرئيسي للبنك المركزي على تعزيز فعالية السياسة النقدية، وتسريع عملية تهدئة وتيرة التضخم».
وعلى صعيد النشاط التجاري، أظهرت بيانات من وزارة الجمارك والتجارة، أمس، أن العجز التجاري التركي ارتفع 109 في المائة، على أساس سنوي في يناير (كانون الثاني) ليسجل 9.06 مليار دولار.
ووفقا للبيانات الرسمية، زادت الصادرات 10.8 في المائة إلى 12.5 مليار دولار، بينما قفزت الواردات 38 في المائة إلى 21.5 مليار دولار.



بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».