ضرورة إضافة حمض الفوليك إلى الطحين لتقليل العيوب الخلقية في المواليد

TT

ضرورة إضافة حمض الفوليك إلى الطحين لتقليل العيوب الخلقية في المواليد

قال علماء إن تقاعس بريطانيا عن سن تشريع يلزم منتجي الغذاء بإضافة حمض الفوليك إلى الطحين (الدقيق) لتقليل العيوب الخلقية في المواليد يستند إلى تحليل معيب، ودعوا إلى ضرورة تغيير ذلك.
وحثّ العلماء بريطانيا على اتباع خطى أكثر من 80 دولة أخرى، منها الولايات المتحدة التي تلزم منتجي الغذاء بإضافة حمض الفوليك. وقال العلماء إن الحاجة لا تقتضي تحديد سقف استهلاك حمض الفوليك، إذ إن الإفراط في تناوله لا يمثل أي خطورة. وعلى العكس من ذلك فإن نقص حمض الفوليك لدى الحوامل قد يسبب عيوباً خلقية خطيرة في المواليد يطلق عليها انعدام الدماغ (مولد الطفل دون جزء كبير من الجمجمة)، وتشقق العمود الفقري. وتُعرف هذه الحالات بعيوب القناة العصبية، وتؤثر على حالة من بين كل 500 إلى ألف حالة حمل في بريطانيا. وحمض الفوليك هو النسخة الصناعية من حمض الفوليك الموجود في فيتامين «ب» الموجود في الهليون والبروكلي والخضراوات الورقية الداكنة. ويمكن تناول حمض الفوليك على شكل أقراص أو إضافته إلى أغذية أساسية مثل الطحين والحبوب. وقال خبراء من جامعة «كوين ماري» وكلية الدراسات المتقدمة في جامعة لندن، الذين نشروا دراسة بهذا الشأن الأربعاء الماضي، إن تشوهات القناة العصبية في المواليد انخفضت بنحو 50% في الدول التي تُلزم منتجي الغذاء بإضافة حمض الفوليك. وتقدِّر المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها تكلفة إضافة حمض الفوليك إلى الغذاء بنحو سنت واحد لكل شخص سنوياً. وقال نيكولاس والد، من معهد «ولفسون للطب الوقائي» بجامعة «كوين ماري»، في إفادة صحافية في لندن: «عدم تعزيز الطحين بحمض الفوليك لمنع تشوهات القناة العصبية يماثل وجود لقاح لشلل الأطفال وعدم استخدامه». وأضاف أنه في المتوسط يومياً في بريطانيا تُنهي امرأتان حملهما بسبب تشوهات القناة العصبية، بينما يولَد طفلان مصابان أسبوعياً.
وقالت جوان موريس التي تعمل مع والد: «إنها مأساة يمكنها تجنبها نهائياً».
وفي بريطانيا يضاف الحديد والكالسيوم ونياسين وثيامين فيتامين «ب» إلى الطحين الأبيض، لكن رغم توصيات الخبراء لم تفرض بريطانيا إضافة حمض الفوليك إلى الغذاء، ويرجع ذلك جزئياً إلى مخاوف من أن يتسبب هذا في إفراط بعض الأشخاص في تناول حمض الفوليك.
لكن البحث الجديد الذي نُشر الأربعاء الماضي، في دورية مراجعات الصحة العامة كشف أن هذه المخاوف غير مبرَّرة.


مقالات ذات صلة

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

صحتك ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

بعض العلامات التحذيرية التي تنذر بارتفاع ضغط الدم، وما يمكنك القيام به لتقليل المخاطر:

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)

6 فوائد صحية للمشي اليومي

أكدت كثير من الدراسات أهمية المشي اليومي في تعزيز الصحة، ودعم الحالتين النفسية والجسدية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

حذَّرت دراسة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني كثير من الأشخاص من كثرة التفكير ليلاً؛ الأمر الذي يؤرِّقهم ويتسبب في اضطرابات شديدة بنومهم، وقد يؤثر سلباً على حالتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».