تمارين أميركية ـ إسرائيلية تحاكي خطر نشوب حرب مع لبنان وسوريا

TT

تمارين أميركية ـ إسرائيلية تحاكي خطر نشوب حرب مع لبنان وسوريا

شرعت قوات كبيرة من المارينز التابعة للقوات العسكرية في الولايات المتحدة، بنشر كمية كبيرة من بطاريات منظومات الدفاع الجوية المضادة للصواريخ، على طول إسرائيل وعرضها، استعداداً لتدريبات أميركية إسرائيلية مشتركة ستقام في الأسبوع المقبل.
وتحاكي هذه التدريبات، العمل في الدفاع المشترك عن إسرائيل في حال تعرضها لحرب شاملة على عدة جبهات موازية، في الجنوب من قطاع غزة وفي الشمال من سوريا ولبنان وحتى إيران، يطلق خلالها آلاف الصواريخ والقذائف. وسيكون على إسرائيل أن تتصدى لها دفاعا عن الجبهة الداخلية.
وأفادت مصادر عسكرية، أمس الخميس، بأن هذا التدريب، الذي يأتي في إطار برنامج التدريبات العسكرية الإسرائيلية الأميركية المشتركة، «جونيبر كوبرا»، لمواجهة خطر واقعي بنشوب حرب على عدة جبهات موازية. وقد استعد لها الجيش الإسرائيلي بإجراء دراسات نظرية وعملية حول خطر حرب الصواريخ، وتوصل إلى قناعة بضرورة المساندة الأميركية. فمنظومة «القبة الحديدية» الإسرائيلية الصنع بمشاركة أميركية، لا تتوفر بالكميات اللازمة لمواجهة خطر هجمة بألوف الصواريخ والبطاريات الأميركية ستكون مساهمة حيوية.
وستجري هذه التدريبات، في ظل سلسلة تهديدات للبنان وإيران أطلقها وزراء إسرائيليون في الأيام الأخيرة، في مقدمتهم وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، الذي هدد أول من أمس الأربعاء باجتياح بري للبنان في الحرب المقبلة. وقال في كلمته في المؤتمر السنوي للمعهد لدراسات الأمن القومي الإسرائيلي: «سنفعل كل شيء من أجل التوجه بأقوى قوة ممكنة، ويجب عدم التردد. سنتقدم إلى الأمام بأسرع ما يمكن. لن نرى صورا مثل الحرب الثانية على لبنان، حيث كان سكان بيروت على البحر وسكان تل أبيب في الملاجئ. وإذا دخل السكان في إسرائيل إلى الملاجئ، فإنه في الحرب المقبلة ستكون كل بيروت في الملاجئ. يجب أن يكون ذلك واضحا للطرف الثاني».
المعروف أن الجيش الإسرائيلي كان قد أعد وثيقة عن استراتيجيته للسنوات الخمس المقبلة، وفيها يقول إن الجبهة في مواجهة الفلسطينيين هي الأكثر احتمالا للاندلاع، لكنها في المرتبة الثانية من حيث الأهمية، بينما جبهته ضد إيران و«حزب الله» في سوريا ولبنان إلى جانب التنظيمات «الجهادية»، وعلى رأسها «القاعدة» و«داعش»، تحتل المرتبة الأولى من حيث التهديد لإسرائيل. وهو في الوقت نفسه، لم يستبعد أن تنشب الحرب من الجهتين وكذلك تنفيذ عمليات فلسطينية مسلحة من الضفة الغربية في آن واحد.



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.