سخط في صنعاء من مخازن الذخيرة الحوثية

TT

سخط في صنعاء من مخازن الذخيرة الحوثية

باغتت مقاتلات التحالف في ساعة مبكرة من فجر أمس ميليشيا جماعة الحوثيين الانقلابية في صنعاء، ودمرت في غارة لها مستودعا ضخما للذخيرة والصواريخ، استمرت الانفجارات الناجمة عن احتراقه نحو 90 دقيقة مسببة حالة من الهلع والذعر وسط السكان.
وعبر سكان تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» عن سخطهم تجاه ما وصفوه بـ«الأعمال الإجرامية التي تقوم بها ميليشيا الجماعة الانقلابية، التي تتضمن قيامها بتخزين المتفجرات والذخيرة والأسلحة وسط الأحياء السكنية في مواقع غير مخصصة لذلك».
وأفاد السكان بأن غارة لطيران التحالف استهدفت المستودع الواقع في حي «الجراف» ضمن المربع السكني الذي يضم السجن المركزي ووزارة الداخلية ووزارة الاتصالات، تحديدا جوار مسجد «الحمزة» وصالة «خليجي 22».
وشوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من المستودع بعد قصفه، مصحوبة بسحب الدخان الكثيف وأصوات الانفجارات الناجمة عن احتراق الذخائر، إلى جانب تطاير الشظايا على نحو عشوائي باتجاه المنازل المجاورة والأحياء السكنية القريبة.
وعلى الفور سارعت الآلة الإعلامية التابعة لميليشيا الحوثي لإشاعة أن الانفجارات ناجمة عن قنابل عنقودية ألقاها طيران التحالف، في محاولة للتغطية على «الجريمة» التي ارتكبتها الجماعة بتخزين الأسلحة وسط الأحياء الآهلة بالسكان. ومنعت الميليشيات طواقم الإسعاف من الاقتراب من المنطقة في الساعة الأولى من انتهاء الحريق، كما منعت مصوري وسائل الإعلام من الدخول إلى المكان بعد أن خمد الحريق داخل المستودع وتوقفت الانفجارات.
وبحسب سكان في الحي، أدى تطاير الشظايا إلى إحداث أضرار بالغة بنحو 15 منزلا، في حين سقط قتلى عسكريون من حراس المستودع وسط تكتم من قبل الميليشيات على هذه الخسائر.
وأفادت المصادر بأن حالة الذعر التي أصابت الجميع في محيط المستودع جعلت حراس السجن المركزي يغادرون مواقعهم تاركين السجناء في الزنازين والعنابر، حيث تساقطت عشرات القذائف والأعيرة في فناء السجن وحول أسواره، وكان من الممكن أن تؤدي إلى إحداث مجزرة بين نزلاء أكبر السجون اليمنية.
وعدّ سكان الحي، الذي تم فيه تدمير المستودع، قيام الميليشيات بتكديس الذخيرة والأسلحة وسط المدنيين تعريضا مباشرا لحياتهم للخطر، وطالبوا بالتدخل بقوة ضد الميليشيات لإجبارها على الكف عن هذا السلوك الذي يعبر عن استهانة الجماعة بدماء الأبرياء والمتاجرة بأرواحهم.
وكان مخزن آخر للجماعة استحدثته في حديقة «الثورة» في المربع السكني نفسه، انفجر بسبب سوء التخزين قبل أسابيع، وأدى إلى إحداث حالة من الرعب وسط المدنيين، كما أدى إلى إحداث أضرار فادحة بالمنازل المجاورة.
وتداول ناشطون يمنيون أن الميليشيات الحوثية أقدمت طوال العامين الماضيين على تكديس كميات كبيرة من الذخيرة في المستودع المدمر، تشمل قذائف مدفعية ودبابات وصواريخ مضادة للدروع وذخائر متنوعة للأسلحة المتوسطة والخفيفة، بعد أن قامت الجماعة بنقلها من مخازن المعسكرات خشية استهداف الطيران لها.
وقال الناشطون: «إن هذا ليس المخزن الوحيد الذي استحدثته الجماعة في أحياء صنعاء لتكديس المتفجرات والأسلحة» مؤكدين أن الميليشيات «اشترت واستأجرت عشرات المنازل وسط الأحياء السكنية، لجعلها مستودعات للذخيرة تفتقد أدنى درجات الأمان».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.