البصق على الآخرين... هل هو العمل الأبغض في عالم الكرة؟

هناك تجاوزات أخرى للاعبين تستحق العقاب القاسي أيضاً

مويز مدرب ويستهام اعترض على تصرف لاعبه ماسواكو (رويترز)
مويز مدرب ويستهام اعترض على تصرف لاعبه ماسواكو (رويترز)
TT

البصق على الآخرين... هل هو العمل الأبغض في عالم الكرة؟

مويز مدرب ويستهام اعترض على تصرف لاعبه ماسواكو (رويترز)
مويز مدرب ويستهام اعترض على تصرف لاعبه ماسواكو (رويترز)

فرض الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم عقوبة الإيقاف 6 مباريات على آرثر ماسواكو مدافع فريق ويستهام، إثر قيامه بالبصق على لاعب منافس خلال مباراة بكأس الاتحاد الإنجليزي. وكان ماسواكو قد ووجه بالبطاقة الحمراء مباشرة وطرد من مباراة الفريق أمام ويغان السبت الماضي بسبب قيامه بالبصق على نيك باول في الدقيقة 49 من المباراة التي انتهت بفوز ويغان 2 - صفر في دور الـ32 ببطولة الكأس.
وعندما بصق صامويل سايز على لاعب خط وسط نيوبورت كاونتي، روبي ويلموت، أحيا بهذا الفعل جدالاً قديماً بمجال كرة القدم. بعد سنوات قليلة، عاد الجدال من جديد حول جريمة البصق وعادت لتحتل مكانتها باعتبارها العمل الأبغض على الإطلاق في عالم كرة القدم. أما السؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل هي بالفعل العمل الأبغض داخل ملاعب كرة القدم؟
كان نيوبورت قد تقدم في الوقت بدل الضائع خلال مباراته أمام ليدز يونايتد، عندما بدأ ويلموت يترنح وقميصه مبلل، وادعى أن سايز بصق على قميصه. وجرى إخطار الحكم، مايك دين، بالأمر، وبالفعل طرد سايز. وأعلن اتحاد الكرة، فيما بعد، إيقاف اللاعب الإسباني 6 مباريات.
من جانبه، أبدى سايز ندماً شديداً بعد العقاب الذي تعرض له، وقال: «أتعهد أمام كل من له صلة بنادي ليدز يونايتد أنني سأتعلم من هذا الموقف ولن أكرره ثانية أبداً». ورغم أن هذا القول يبدو مبالغاً فيه بعض الشيء، فإنه يتواءم مع خطورة الجرم وعقوبته القاسية.
يذكر أن الإيقاف الإجباري لمدة 6 مباريات يمثل العقوبة المقررة لأي شخص يدان بالبصق على آخر أثناء مباراة. كان مهاجم نيوكاسل يونايتد، بابيس سيسيه قد تعرض للإيقاف 7 مباريات عام 2015 في أعقاب تحقيق أجرته لجنة خاصة حول شجار اندلع بينه وبين لاعب مانشستر يونايتد، جوني إيفانز، وبعد الأخذ في الاعتبار تعرضه لسلوك عنيف مسبق. وجرت مراجعة العقوبة التي أقرها اتحاد الكرة في صيف 2014 كي تتواءم مع موقف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إزاء هذه المسألة، لكن تبقى الحقيقة المؤكدة نهاية الأمر أن كل من له صلة بمجال كرة القدم يعد البصق عملاً بغيضاً.
وفي أي وقت تجتمع فيه الهيئات المتنوعة المعنية بتنظيم كرة القدم الإنجليزية للمحترفين، يتفق الجميع دوماً على أن هذا التصرف مرفوض رفضاً قاطعاً. وثمة انطباع عام بأن الكيانات المعنية بتنظيم كرة القدم تنظر إلى السلوك العنيف بوصفه نتيجة من المتعذر تجنبها لالتحام شخصي بين لاعبين داخل الملعب، بينما لا ينسحب هذا الأمر على بصق لاعب تجاه آخر. والسؤال هنا: لماذا يثير البصق تحديداً مثل هذا الغضب الشديد لدى الجميع؟ المؤكد أنه فعل كريه، وعندما يوجه نحو شخص آخر فإنه يحمل في طياته قدراً لا يستهان به من الإهانة النفسية، ذلك أنه يوحي بوضوح أن الضحية غير جدير بالتعامل معه باحترام من جانب المعتدي. إضافة لذلك، فإن هذا العمل البغيض قد ينقل العدوى. وقد سبق أن أصدرت وكالة الحماية الصحية نصائح للاعبي كرة القدم بتجنب البصق تماماً عام 2009. ولم يخف مسؤولو الوكالة مشاعرهم حيال هذا العمل عندما وصفوه بأنه «مثير للتقزز في كل الأحوال».
ومع هذا، يبدو من الغريب أن يواجه البصق كل هذا الشعور الرهيب من الكراهية والبغض في وقت لا يكاد ينتبه فيه أحد إلى أفعال أخرى لا تقل بشاعة. على سبيل المثال، فإن الألفاظ البذيئة بالتأكيد تسبب جرحاً نفسياً أعمق في نفس الضحية ويشاهده الصغار من الجماهير الذين من السهل تأثرهم بهذه الأمور التي يشاهدونها عبر شاشات التلفزيون (على الأقل عندما لا يخفي اللاعبون أفواههم بأيديهم). أما بالنسبة للعقوبة، فإن استخدام ألفاظ أو إشارات بذيئة يحمل عقوبة إجبارية تتمثل في الإيقاف لمباراتين.
أما التورط في سلوك عنيف، فيعاقب عليه بعقوبة تبلغ في غلظتها نصف عقوبة البصق. وإذا ما جرى تقديم شكاوى ضد حادثة بعينها كان بها سلوك عنيف، فإنه يمكن إجراء تحقيق بخصوصها وتمديد عقوبة الإيقاف. ونادراً ما يحدث هذا الأمر. يذكر أن موسى ديمبيلي تعرض للإيقاف 6 مباريات بسبب إتيانه بسلوك عنيف عام 2016. لكن يبقى هذا أمراً نادر الحدوث. وربما كان السبب وراء هذه العقوبة الغليظة صعوبة التذرع بأن الحادث كان غير مقصود في وقت أظهر فيه التسجيل المصور بوضوح محاولته نزع عينيْ دييغو كوستا.
أما عندما يتعلق الأمر بالبصق، فإنه لن يطرح أحد حجة للدفاع عن مرتكبه. ومع هذا، يبقى وضعه في خضم الأفعال الشائنة الأخرى التي يعاقب عليها القانون بمجال كرة القدم، غريباً ولافتاً بعض الشيء.


مقالات ذات صلة

«الدوري الإيطالي»: فيورنتينا يواصل انتصاراته

رياضة عالمية فرحة لاعبي فيورنتينا بالفوز على كومو (أ.ب)

«الدوري الإيطالي»: فيورنتينا يواصل انتصاراته

واصل فيورنتينا نتائجه الرائعة بتحقيقه فوزه العاشر توالياً على الصعيدين المحلي والقاري، وجاء على حساب مضيفه كومو 2 - 0.

«الشرق الأوسط» (كومو)
رياضة عالمية محمد صلاح تألق وقاد ليفربول للفوز والابتعاد بالصدارة (رويترز)

«البريمرليغ»: صلاح يقود ليفربول للفوز على ساوثامبتون وتعزيز صدارته

تغلب ليفربول، متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، 3-2 على مضيفه ساوثامبتون متذيل الترتيب الأحد.

«الشرق الأوسط» (ساوثامبتون)
رياضة عالمية أوساسونا وفياريال اكتفيا بالتعادل (إ.ب.أ)

«لا ليغا»: أوساسونا يفرّط في فوزه على فياريال

فرّط أوساسونا بتقدمه على فياريال وتعادل معه 2-2 في الوقت القاتل.

«الشرق الأوسط» (بامبلونا)
رياضة عالمية إيثان نوانيري (أ.ب)

أرتيتا: نوانيري يمنح آرسنال «كل الأسباب» للاستعانة به

اعترف ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال، بأنه أصبح من الصعب مقاومة إغراء الدفع باللاعب الشاب إيثان نوانيري رغم سباق المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة سعودية جوزيه مورينيو (إ.ب.أ)

مورينيو: قصص انتقال رونالدو إلى فنربخشة «سخيفة»

أكد البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب نادي فنربخشة التركي خلال مؤتمر صحافي أن الأخبار حول انتقال كريستيانو رونالدو إلى نادي فنربخشة الذي يشرف عليه مورينيو غير صحيحة.

نواف العقيّل (الرياض)

خيسوس: طبيعي أن تكون المباراة «مشحونة»

خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
TT

خيسوس: طبيعي أن تكون المباراة «مشحونة»

خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)

أشار البرتغالي جورجي خيسوس، المدير الفني لفريق الهلال، إلى إمكانية مشاركة البرازيلي مالكوم أمام النصر، في المباراة التي تجمعهما، اليوم السبت في كأس السوبر السعودي.

وقال خيسوس، في المؤتمر الصحافي الخاص بالمباراة: «مجدداً الهلال طرف في نهائي آخر ضد منافس قوي، ستكون مباراة قوية. ستظهر صورة الكرة السعودية التي وصلت إلى المستوى العالي، والعالم يشاهد».

وأضاف: «الفريقان يملكان لاعبين كثراً على مستوى عالٍ من الجودة، وبالطبع نبحث عن أن نظهر الوجه القوي للكرة السعودية».

وتابع: «المباراة ستكون منقولة على مستوى العالم ودول أوروبا والبرازيل، نرغب في أن نظهر أفضل صورة للكرة السعودية، نرغب في أن نظهر ما أظهرناه في الموسم الماضي».

وواصل: «في كل مكان بالعالم النهائيات والديربيات يكون فيها شد ذهني لا يمكن السيطرة عليه بالكامل، المستوى هذا من الصعب أن نتحكم خلاله في ردة الفعل. هناك بعض اللحظات التي يكون فيها شحن وهي طبيعية».

وبسؤاله عن موقف البرازيلي مالكوم من المباراة، أوضح خيسوس: «لقد تدرب مع الفريق اليوم، وبناءً على ذلك سنتخذ القرار الأنسب، كل شيء سيعتمد على التمرين الأخير».

وأردف: «مالكوم من أفضل اللاعبين الموجودين على مستوى الهلال والدوري، وبالنسبة لي بصفتي مدرباً معرفة مالكوم التكتيكية مهمة، وهو حل مهم لنا، يجعل الأمور أسهل».

ورفض خيسوس الحديث عن لاعبه سعود عبد الحميد الذي ارتبط بالانتقال إلى صفوف روما الإيطالي خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.

وأكد: «الهلال يملك قائمة قوية من اللاعبين، وفترة الإعداد كانت من أجل العمل على استعداد اللاعبين، خصوصاً مثل الموجودين خارج الفريق الموسم الماضي؛ مثل حمد اليامي الذي كان بالشباب، ويملك إمكانات جيدة».

وواصل: «نحن معتادون على حب الجماهير الذي يتحرك معنا، لامسنا هذا الأمر العام الفائت، نحاول أن نمنحهم بطولة أخرى، وقفوا معنا، ودعمونا، ونحن موجودون لأجل إرضاء الجماهير».

وأتم خيسوس حديثه بالإشادة بمهاجمه ميتروفيتش، قائلاً: «إنه محترف على مستوى عالٍ داخل وخارج الملعب، بداية الإعداد كانت رائعة؛ إذ خسر بعض الوزن، ميتروفيتش مثال لنوعية المحترف المثالي».

من جانبه، يأمل الصربي ألكسندر ميتروفيتش، مهاجم الهلال في الفوز بكأس السوبر على حساب النصر.

وقال ميتروفيتش في المؤتمر الصحافي: «ستكون مباراة قوية ضد منافس قوي، لعبنا أمامهم في الموسم الماضي، ونتمنى أن نكون الطرف المنتصر».

وأفاد: «لا يوجد شيء اختلف في الإعداد لمواجهة النصر. إنها مثل أي مباراة أخرى، نركز على أنفسنا وتنفيذ تعليمات المدرب أفراداً ومجموعة».

وأكمل: «ستكون مباراة كبيرة حافلة بالحضور الجماهيري، نحن محظوظون بوجود الجماهير داخل أرضنا وخارجها».

واختتم: «السعادة ستكون أكبر إن انتصرنا مع تسجيلي للأهداف، ولكن الهدف الرئيسي إسعاد الجماهير والفوز باللقب».