مصر تبدأ إنتاج الغاز من حقل ظهر... وتوفر 2.8 مليار دولار سنوياً

TT

مصر تبدأ إنتاج الغاز من حقل ظهر... وتوفر 2.8 مليار دولار سنوياً

بدأت مصر، أمس (الأربعاء)، مرحلة الإنتاج المبكر في حقل «ظهر» للغاز الطبيعي، الأكبر من نوعه في البحر المتوسط، وسط تأكيدات بإيقاف استيراد الغاز المسال يونيو (حزيران) المقبل، وسعي القاهرة لأن تصبح مركزاً رئيسياً للطاقة بحلول 2021، في ضوء امتلاكها بنية تحتية متطورة للنفط والغاز. وتُقدَّر احتياطات الغاز في الحقل ومساحته مائة كيلومتر مربع، بنحو 30 تريليون قدم مكعب، أو ما يعادل 5.5 مليار برميل زيت مكافئ، حسبما قال وزير البترول طارق الملا خلال الافتتاح الذي نقله التلفزيون المصري الرسمي أمس. وقال الملا، إن المشروع «سيحقق الاكتفاء الذاتي (من الغاز) بنهاية العام وبالتالي سنوفر نحو 2.8 مليار دولار سنوياً (واردات غاز مسال)».
وأرجع الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس، سبب تراجع احتياطي النقد الأجنبي في البنك المركزي المصري، إلى استيراد المنتجات البترولية، وقال: «نشتري مشتقات بترولية بنحو 1200 مليون دولار في الشهر».
وكانت شركة الطاقة الإيطالية «إيني»، اكتشفت الحقل في أغسطس (آب) 2015، مؤكدة أنه «الأكبر على الإطلاق في البحر المتوسط وقد يصبح أحد أكبر اكتشافات الغاز في العالم».
وقد بدأ الإنتاج الفعلي في «ظهر» ديسمبر (كانون الأول) بحسب بيان لوزارة البترول، الذي أفاد بأنه «بدأ ضخ الغاز الطبيعي الفعلي من الآبار البحرية بحقل ظهر (...) لمعالجته وضخه في الشبكة القومية للغازات بمعدل إنتاج مبدئي 350 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً».
وأضاف الملا أن إنتاج الغاز من الحقل، الذي تصل استثماراته كاملة إلى 12 مليار دولار بنهاية 2019، سيصل إلى أكثر من مليار قدم مكعب قبل منتصف العام الحالي وأكثر من 1.7 مليار قدم مكعب نهاية العام. وأضاف: «سيتبقى أقل من مليار متر مكعب من جملة الإنتاج (2.7 مليار قدم مكعب) وسيكون ذلك في 2019»، إلا أن السيسي عقّب «لقد اتفقنا مع (إيني) على أن يكتمل الإنتاج من الحقل نهاية هذا العام». وأوضح الملا أن استثمارات المرحلة الأولى من المشروع بلغت 5 مليارات دولار أسهمت فيها الشركات الوطنية بنحو 1.5 مليار دولار. وتمتلك شركة «بي بي» للغاز البريطانية حصة 10 في المائة من المشروع، وتمتلك شركة «روسنفت» الروسية حصة 30 في المائة. ويبلغ إنتاج مصر من الغاز الطبيعي حالياً أكثر من 5 مليارات قدم مكعب يومياً بحسب الإحصاءات الرسمية. وتعتزم مصر افتتاح رصيف بحري جديد لاستقبال ناقلات الغاز الطبيعي والمنتجات البترولية على خليج السويس في الأيام المقبلة، وهي خطوة أخرى في خطتها كي تصبح مركزاً إقليمياً للطاقة.
كان وزير البترول طارق الملا أبلغ مؤتمراً صحافياً، الشهر قبل الماضي، أنه بحلول 2021 ستكون مصر «مركزاً إقليمياً رئيسياً للغاز والنفط الخام». ووصف صندوق النقد الدولي، بدء إنتاج حقل ظُهر للغاز بأنه تطور مهم، متوقعاً أن تكون مصر أحد اللاعبين المهمين في أسواق الطاقة بصفة عامة والغاز بصفة خاصة في المستقبل القريب.


مقالات ذات صلة

انكماش القطاع الخاص في مصر خلال ديسمبر بسبب ضعف الجنيه

الاقتصاد مبانٍ تحت الإنشاء بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

انكماش القطاع الخاص في مصر خلال ديسمبر بسبب ضعف الجنيه

واصل القطاع الخاص غير النفطي بمصر انكماشه خلال ديسمبر في الوقت الذي تدهورت فيه ظروف التشغيل مع انخفاض الإنتاج والطلبيات الجديدة بأسرع معدل بثمانية أشهر

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مدبولي مترئساً اجتماعاً لمتابعة إجراءات طرح شركتَي «صافي» و«وطنية» (رئاسة الحكومة)

مدبولي: الحكومة المصرية ستتابع إجراءات طرح 10 شركات خلال 2025

أعلن رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أن الحكومة ستتابع إجراءات طرح 10 شركات خلال عام 2025، وتحديد البرنامج الزمني للطرح.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد وسط القاهرة من بناية مرتفعة بوسط البلد (تصوير: عبد الفتاح فرج)

معدل نمو الاقتصاد المصري يرتفع إلى 3.5% في 3 أشهر

سجل الناتج المحلي الإجمالي في مصر نمواً 3.5 % في الربع الأول من السنة المالية 2024-2025، بارتفاع 0.8%، مقابل 2.7% في نفس الربع المقارن من العام السابق

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أرشيفية لمواطن داخل أحد محلات الصرافة في القاهرة يستبدل الجنيه بالدولار (رويترز)

 «صندوق النقد» يتوصل لاتفاق مع مصر بشأن المراجعة الرابعة

توصل صندوق النقد الدولي إلى اتفاق على مستوى الخبراء بشأن المراجعة الرابعة بموجب اتفاق تسهيل ممدد مع مصر، وهو ما قد يتيح صرف 1.2 مليار دولار بموجب البرنامج.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد حصَّادة تحصد القمح في حقل زراعي (رويترز)

روسيا تسعى لخفض التكاليف المتعلقة بمدفوعات القمح لمصر

قال رئيس اتحاد منتجي ومصدري الحبوب في روسيا إدوارد زرنين، إن مصدّري الحبوب الروس سيقترحون سبلاً لخفض تكاليف المعاملات المتعلقة بسداد أسعار تصدير القمح لمصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

إندونيسيا تشترط استثماراً جديداً من «أبل» لرفع حظر مبيعات «آيفون 16»

هواتف «آيفون» داخل أول متجر تجزئة مملوك لـ«أبل» في الهند (رويترز)
هواتف «آيفون» داخل أول متجر تجزئة مملوك لـ«أبل» في الهند (رويترز)
TT

إندونيسيا تشترط استثماراً جديداً من «أبل» لرفع حظر مبيعات «آيفون 16»

هواتف «آيفون» داخل أول متجر تجزئة مملوك لـ«أبل» في الهند (رويترز)
هواتف «آيفون» داخل أول متجر تجزئة مملوك لـ«أبل» في الهند (رويترز)

قال وزير الصناعة الإندونيسي، أغوس غوميوانغ كارتاساسميتا، إنه التقى ممثلي شركة «أبل»، الثلاثاء، لمناقشة استثمار محتمل للشركة في البلاد، وهو شرط أساسي لتمكين عملاق التكنولوجيا من بيع أحدث طراز من هواتف «آيفون 16» محلياً.

وكانت إندونيسيا قد فرضت العام الماضي حظراً على مبيعات «آيفون 16» بعد أن فشل في تلبية المتطلبات التي تنص على أن الهواتف الذكية المبيعة في السوق المحلية يجب أن تحتوي على 40 في المائة على الأقل من الأجزاء المصنعة محلياً، وفق «رويترز».

تجدر الإشارة إلى أن «أبل» لا تمتلك حالياً أي مرافق تصنيع في إندونيسيا، وهي دولة يبلغ عدد سكانها 280 مليون نسمة، ولكنها أسست منذ عام 2018 أكاديميات لتطوير التطبيقات في البلاد، ما سمح لها ببيع الطرز القديمة.

وقال وزير الصناعة للصحافيين إنه التقى نائب رئيس شركة «أبل» للشؤون الحكومية العالمية، نيك أمان، ومسؤولين تنفيذيين آخرين، وأن المفاوضات بشأن مقترح الاستثمار الجديد لشركة «أبل» جارية.

وأضاف: «لم نُحدد أي إطار زمني للصفقة، ولكننا وضعنا هدفاً واضحاً لما نريد أن تحققه». كما رفض الإفصاح عن تفاصيل عرض «أبل» أو عن الطلبات الإندونيسية.

وفي وقت سابق، أشار وزير آخر في الحكومة الإندونيسية إلى أن «أبل» قدّمت عرضاً لاستثمار مليار دولار في مصنع لإنتاج مكونات الهواتف الذكية وغيرها من المنتجات، بهدف الامتثال للوائح المحلية، ورفع الحظر المفروض على مبيعات «آيفون». ومع ذلك، رفض أغوس تأكيد هذه المعلومات، وقال: «إذا كان المبلغ مليار دولار، فلن يكون كافياً».

وبعد الاجتماع مع مسؤولي وزارة الصناعة، قال أمان إنه كان «نقاشاً مثمراً»، لكنه لم يقدم أي تفاصيل إضافية.

وكانت إندونيسيا قد أشارت في وقت سابق إلى أن «أبل» لديها التزام استثماري متبقٍّ بقيمة 10 ملايين دولار لم تفِ به بصفته جزءاً من خطتها الاستثمارية الممتدة لثلاث سنوات في البلاد، والتي انتهت في 2023. وبموجب اللوائح، يتعين على «أبل» تقديم التزام استثماري جديد للفترة من 2024 إلى 2026، لتلبية متطلبات المحتوى المحلي.