«رئاسية مصر»: سياسيون يدعون لـ«مقاطعة»... وحملة السيسي تنفي مسؤوليتها عن ضعف المنافسة

صباحي يرفع شعار «خليك في البيت»... ومؤتمر عمالي لـ«مبايعة» الرئيس لولاية ثانية

TT

«رئاسية مصر»: سياسيون يدعون لـ«مقاطعة»... وحملة السيسي تنفي مسؤوليتها عن ضعف المنافسة

بينما أعلنت «الهيئة الوطنية للانتخابات» في مصر، أمس، القائمة المبدئية للمرشحين للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها نهاية مارس (آذار) المقبل متضمنة اسمي الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، ورئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى، دعت 7 أحزاب وعدد من الشخصيات السياسية بينها المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي إلى «مقاطعة» الانتخابات بسبب ما اعتبره «غياباً لضمانات المنافسة»، وفي المقابل نفت حملة السيسي للانتخابات مسؤوليتها عن عدم تقدم المرشحين وتراجعهم عن خوض المواجهة.
وخلال مؤتمر صحافي، أعلنت «الحركة المدنية الديمقراطية» (تحالف بين عدة حركات وأحزاب مناوئة للسيسي) أنها «لن تشارك في التصويت بالانتخابات الرئاسية»، وانتقد المرشح الرئاسي السابق والقيادي في الحركة، حمدين صباحي ما اعتبره غياباً لـ«الضمانات والمرشحين والحريات»، وقال إن الحركة ترفع شعار «خليك في البيت» وتدعو المصريين لمقاطعة التصويت.
وحمّل صباحي السلطة السياسية في البلاد مسؤولية ما وصفه بـ«المأزق الراهن» وكذلك «السياسيات الاقتصادية الخاطئة التي تضرر منها الفقراء»، فضلاً عن انتقاده استمرار العمل بقانون التظاهر والقبض على المتهمين بموجبه.
وشارك في إعلان موقف المقاطعة 7 أحزاب هي: «الإصلاح والتنمية، والتحالف الشعبي الاشتراكي، والدستور، والعدل، والمصري الديمقراطي الاجتماعي، وتيار الكرامة، ومصر الحرية».
ولا تعد هذه هي الدعوة الأولى لمقاطعة الانتخابات الرئاسية، إذ وقّع المرشح الرئاسي السابق، عبد المنعم أبو الفتوح، والنائب البرلماني السابق، أنور السادات، وهشام جنينة، وحازم حسني (عضوا الفريق الرئاسي للمرشح المحتمل السابق سامي عنان) على بيان مشترك، قبل يومين، دعا إلى «وقف الانتخابات، وعدم الاعتراف بأي مما ينتج عنها»، معربين عن «قلق من التمهيد بشكل واضح لتغيير الدستور بفتح مدد الرئاسة، والقضاء على أي فرصة للتداول السلمي للسلطة».
وفي مقابل ذلك، قال محمد أبو شقة، المتحدث الرسمي والممثل القانوني لحملة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن مرشحهم «ليس مسؤولا عن أن يوفر مرشحا منافسا له، أو عزوف السياسيين عن المشاركة الفعالة».
وخلال مؤتمر صحافي، عقدته الحملة مساء أول من أمس، أضاف أبو شقة: «لست مكلفا أن أوفر لغيري مباشرة حقه في الترشح كما أن الدستور لم يضع عراقيل أو معوقات دستورية». واتهم الأحزاب السياسية بـ«العجز» عن إيجاد مرشح منافس.
وأكد أبو شقة أن حملة السيسي «تقدمت بـ549 نموذج تزكية صادرة عن النواب بالبرلمان المصري، فضلاً عن 173 ألف نموذج تأييد شعبي من المواطنين»، لافتاً إلى أن الحملة تلقت «915 ألف توكيل من المواطنين، غير أنها فضلت التقدم بعدد محدود إلى هيئة الانتخابات يكون ممثلاً لكل مركز في مدن ومحافظات مصر».
وشهدت الانتخابات الرئاسية المنتظرة، سلسلة طويلة من إعلان النوايا لخوض السباق الرئاسي والتراجع عنها، التي بدأت برئيس الوزراء الأسبق لمصر أحمد شفيق، ثم النائب البرلماني السابق أنور السادات، وكذلك فعل المحامي خالد علي، ورئيس «حزب الوفد» السيد البدوي الذي رفض حزبه ترشحه وأعلن تأييد السيسي، فضلاً عن خروج رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق سامي عنان من الساحة بعد اتهامه رسمياً بـ«تزوير أوراق ترشحه، والتهرب من الاستدعاء العسكري، والتحريض على الجيش».
انتخابياً نظّم «الاتحاد العام لعمال مصر»، أمس، مؤتمراً لـ«مبايعة الرئيس عبد الفتاح السيسي لولاية رئاسية ثانية»، بحضور ممثلين عن لجان نقابية في شركات مختلفة، وعدد من نواب البرلمان، وقال وكيل لجنة القوى العاملة بالبرلمان، محمد وهب الله، إنهم يدعون لـ«اختيار السيسي من أجل استكمال مسيرة الإنجازات التي بدأها».
وأعلنت هيئة الانتخابات أمس، القائمة المبدئية للمرشحين، التي تضمنت تقدم السيسي بـ549 توكيلاً لنواب برلمانيين، و161 ألف توكيل من مواطنين.
ويُلزم الدستور المصري بحصول «الراغب في الترشح على تزكية 20 عضوا على الأقل من أعضاء مجلس النواب حتى تقبل أوراق ترشحه، أو أن يؤيده ما لا يقل عن 25 ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في 15 محافظة على الأقل وبحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة منها».
ومن المقرر أن تستقبل «هيئة الانتخابات» الطعون على المرشحين وتصدر قراراً بشأنها، وتصدر قائمة نهائية بالمرشحين في 24 فبراير (شباط) المقبل وتبدأ الحملات الانتخابية في التوقيت نفسه وعلى مدار 28 يوماً. ولا يحق الطعن على اسم أحد المرشحين إلا من منافسه بحسب قانون الانتخابات.
وفي السياق، أعلن المتحدث الرسمي للهيئة المستشار محمود الشريف، عن الموافقة على طلبات متابعه للانتخابات لـ48 منظمة محلية، و9 منظمات دولية، بالإضافة للمجلس القومي لحقوق الإنسان، والمجلس القومي للمرأة والمجلس القومي لشؤون الإعاقة.
حكومياً، عقد السيسي أمس، اجتماعاً مع شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وعدد من وزراء حكومته، وقال السفير بسام راضي المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الاجتماع تناول «استعراض جهود الحكومة لتوفير السلع الغذائية الأساسية في الأسواق بكميات وأسعار مناسبة، وإجراءات الرقابة على الأسواق ومنافذ البيع، والتصدي لحالات الخروج على القانون، للتأكد من عدم المغالاة في الأسعار». وأضاف المتحدث الرسمي أنه تم «بحث خطوات تفعيل تشغيل الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، وتفعيل البرامج التدريبية الخاصة بها، التي تهدف لتحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بجميع قطاعات الدولة والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم والاستفادة القصوى منها لتحقيق التنمية الشاملة بشرياً واقتصادياً واجتماعياً».



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.