تسارع نمو أسعار المنازل الجديدة في الصين

مخاوف المستثمرين تركزت على تضخم قيم العقارات

سوق الإسكان الصينية تشهد صعوداً قوياً لأكثر من عامين مما أعطى الاقتصاد دفعة قوية
سوق الإسكان الصينية تشهد صعوداً قوياً لأكثر من عامين مما أعطى الاقتصاد دفعة قوية
TT

تسارع نمو أسعار المنازل الجديدة في الصين

سوق الإسكان الصينية تشهد صعوداً قوياً لأكثر من عامين مما أعطى الاقتصاد دفعة قوية
سوق الإسكان الصينية تشهد صعوداً قوياً لأكثر من عامين مما أعطى الاقتصاد دفعة قوية

تسارع نمو أسعار المنازل الجديدة في الصين إلى أعلى مستوى في 5 أشهر في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعدما استقر لشهرين متتاليين، وذلك رغم سلسلة من الخطوات التي اتخذتها الحكومة لكبح جماح سوق عقارات تشهد نمواً محموماً في الأسعار.
وكشفت حسابات أجرتها وكالة الأنباء «رويترز» من واقع بيانات أعلنتها مصلحة الدولة للإحصاء، أن متوسط أسعار المنازل الجديدة في 70 مدينة كبيرة في الصين زاد 0.4% في ديسمبر الماضي، مقارنةً مع الشهر السابق وبعد زيادة 0.3% في نوفمبر (تشرين الثاني).
وزادت أسعار المنازل الجديدة 5.3% على أساس سنوي في ديسمبر الماضي مقابل زيادة 5.1% في نوفمبر الماضي.
وظلت سوق الإسكان الصينية تشهد صعوداً قوياً لأكثر من عامين مما أعطى الاقتصاد دفعة قوية، لكنه أثار المخاوف من تكون فقاعة عقارية وسط محاولة السلطات احتواء المخاطر الناتجة عن تراكم سريع في الديون.
وشهدت أسعار المنازل في المدن الكبرى استقراراً تدريجياً في الأشهر الأخيرة تحت وطأة تشديد إجراءات تهدئة الأسعار، لكن بعض المدن الأصغر ما زالت تشهد ارتفاعات ملحوظة.
من جهة أخرى تعتزم الصين السماح للشركات غير العقارية والقرى ببناء منازل على الأراضي التي تعود لملكية تلك الأطراف، لتعزيز المعروض من المنازل السكنية.
وحسب مؤتمر العمل الوطني للأراضي والموارد، الذي عُقد مؤخراً، فإن ما إجماليه 13 مدينة بينها بكين وشانغهاي ونانجينغ وهانغتشو وشيامن، تعد مناطق إرشادية، حيث يمكن للقرى بناء منازل للإيجار على أراضٍ خاضعة لملكيتها الجماعية، على أن تقوم ببنائها بنفسها أو بالشراكة مع الآخرين.
وقال جيانغ دا مينغ وزير الأراضي والموارد، إن الأراضي السكنية الريفية لا تزال تابعة للكيان الجماعي القروي، وإنه سيتم السماح للمزارعين باستخدامها للإسكان وأغراض أخرى.
ويعد هذا القرار خطوة كبيرة تجاه تأسيس سوق عقارية مستدامة، بعد أن كانت الحكومة هي المانح القانوني الوحيد للأراضي لأغراض سكنية، وأوضح جيانغ أن المنازل يجب أن تستخدم للمعيشة لا للاستثمار، وأنه لن يسمح لسكان الحضر بشراء أراضٍ سكنية ريفية، والتي تُحظر إقامة شقق فاخرة كالفيلات عليها.
من جهته قال بين كريستوفر ديمبيك رئيس قسم التحليل الشامل لدى «ساكسو بنك»، إنه من الاقتصادات الرئيسية تركزت مخاوف المستثمرين في الغالب على الصين، حيث تضخمت أسعار العقارات بصورة هائلة بسبب السيولة الزائدة، ويتمثل الجانب المشرق في أن أول التدابير التي اتخذتها الحكومة لتنظيم السوق العقارية بصورة أفضل يبدو كأنه يؤدي الغرض المطلوب للمرة الأولى منذ ربيع عام 2015.
وقال: «تم إبرام العقود الخاصة بمبيعات المنازل الجديدة خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2017، ومع ذلك، لا تزال مسألة الخلوص إلى نتيجة ما سابقة لأوانها؛ إذ ينبغي علينا انتظار المزيد من البيانات القادمة من الصين لمعرفة ما إذا كانت التصحيحات ستتم خلال عام 2018».
وزاد ديمبيك: «سيعتمد هذا الأمر بشكل كبير على الأهداف الاقتصادية التي سيتم كشف النقاب عنها من قبل حكومة بكين خلال الاجتماع البرلماني السنوي المزمع عقده في شهر مارس (آذار) المقبل».
يأتي ذلك في وقت يشهد فيه معدل النمو في الصين تسارعاً، حيث بلغ 6.9% عام 2017، في قفزة كبرى كانت متوقعة بعدما سجل السنة السابقة أسوأ أداء له منذ ربع قرن بلغ 6.7%، كما أعلنت الحكومة مؤخراً ما يشير إلى أوضاع مواتية أكثر للعملاق الآسيوي.
وهي المرة الأولى منذ 2010 التي يتسارع فيها النشاط في ثاني اقتصاد في العالم.
وأفاد مكتب الإحصاء الوطني بأن النمو الاقتصادي الصيني تمكن من مواجهة الصعوبات رغم حملة كبرى لمكافحة التلوث أدت إلى خفض بعض الأنشطة.
وهكذا كان أداء إجمالي الناتج الداخلي لدى ثاني اقتصاد عالمي عام 2017 أعلى بمعدل 0.1 نقاط من توقعات 11 محللاً تحدثت إليهم، حيث كانت الحكومة الصينية تراهن على نمو أضعف من نحو 6.5% لمجمل سنة 2017.
ويتم تتبع معدلات إجمالي الناتج الداخلي الصيني من كثب خصوصاً لأن مساهمة الصين تمثل نحو الثلث في معدل النمو العالمي، ويفسر تسارع هذا النمو عام 2017 بتزايد الأنشطة في ورش البنى التحتية والاستثمارات في قطاع العقارات أو حتى تحسن الطلب العالمي، كما أن الحكومة عمدت إلى تسهيل إجراءات الحصول على قروض، ما أتاح تحريك الطلب لدى المستهلكين الصينيين.
وقال نينغ شيزي مدير مكتب الإحصاء الوطني، في بيان: إن «الاقتصاد الوطني حافظ على زخم الاستقرار والنمو وتجاوز التوقعات مع الحيوية الاقتصادية».
وأضاف: «يجب أن ندرك أنه لا تزال هناك صعوبات وتحديات تواجه الاقتصاد، وأن تحسين النوعية والفاعلية تبقى مهمة شاقة»، لكن هذا الانتعاش في النمو تكبحه عدة إجراءات سياسية ونقدية ومالية اتخذتها بكين في الأشهر الماضية، بينها خفض كبير للطاقات الصناعية الهائلة، وتشديد الإجراءات الهادفة إلى خفض الدين الصيني العام والخاص الذي تجاوز 250% من إجمالي الناتج الداخلي، أو حتى فرض قيود في قطاع العقارات للحد من ارتفاع الأسعار في المدن الكبرى.
وارتفعت استثمارات الأصول الثابتة في الصين 7.2% في 2017، لتفوق التوقعات، لكنها تظل أبطأ وتيرة سنوية منذ 1999، في الوقت الذي توقع محللون نمو استثمارات العام بالكامل 7.1%، نزولاً من 7.2 في الأشهر الـ11 الأولى من العام ومقابل زيادة 8.1% عام 2016.
وشهدت استثمارات الأصول الثابتة في القطاع الخاص زيادة بنسبة 6% عام 2017، ارتفاعاً من 5.7 في الفترة المذكورة، ومقارنة بزيادة 3.2% عام 2016.


مقالات ذات صلة

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

الاقتصاد يقع البرج في منطقة استثنائية على كورنيش جدة (شركة دار جلوبال على «تويتر»)

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

في حدث استثنائي شهدته مدينة جدة، جرى تدشين مشروع برج ترمب، بحضور إريك ترمب، نائب رئيس منظمة ترمب.

أسماء الغابري (جدة)
عالم الاعمال خالد الحديثي الرئيس التنفيذي لشركة «وصف» ورامي طبارة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في «ستيك» ومنار محمصاني الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في المنصة ويزيد الضويان المدير التنفيذي للعمليات بـ«الراجحي السابعة» وهنوف بنت سعيد المدير العام للمنصة بالسعودية

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

أعلنت «ستيك» للاستثمار العقاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إطلاقها منصتها الرسمية بالسعودية

الاقتصاد «دار غلوبال» أعلنت إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض بالشراكة مع منظمة ترمب (الشرق الأوسط)

«دار غلوبال» العقارية و«منظمة ترمب» تطلقان مشروعين جديدين في الرياض

أعلنت شركة «دار غلوبال» إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض، بالشراكة مع «منظمة ترمب».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منازل سكنية في جنوب لندن (رويترز)

أسعار المنازل البريطانية تشهد ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر

شهدت أسعار المنازل في المملكة المتحدة ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة التوقعات؛ مما يعزّز من مؤشرات انتعاش سوق العقارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص تصدرت «سينومي سنترز» أعلى شركات القطاع ربحيةً المدرجة في «تداول» خلال الربع الثالث (أ.ب)

خاص ما أسباب تراجع أرباح الشركات العقارية في السعودية بالربع الثالث؟

أرجع خبراء ومختصون عقاريون تراجع أرباح الشركات العقارية المُدرجة في السوق المالية السعودية، خلال الربع الثالث من العام الحالي، إلى تركيز شركات القطاع على النمو.

محمد المطيري (الرياض)

موجز عقارات

TT

موجز عقارات

«الصندوق العقاري» يدعو مستفيديه لإنهاء إجراءاتهم التمويلية إلكترونياً
الرياض - «الشرق الأوسط»: دعا صندوق التنمية العقارية في السعودية الأفراد للاستفادة من الخدمات الإلكترونية التي يتيحها الصندوق لإنهاء جميع إجراءاتهم إلكترونياً دون الحاجة لمراجعة فروعه، حيث يأتي ذلك في إطار حرص الصندوق على إنجاز الإجراءات التمويلية والسكنية للمواطنين، ودعماً للإجراءات الوقائية للحد من انتشار فايروس كورونا.
وأوضح حمود العصيمي المتحدث الرسمي للصندوق أنه لا حاجة للفرد إلى مراجعة فروع الصندوق ويمكن للمستفيد زيارة الموقع الإلكتروني، لإنهاء إجراءات التمويل العقاري المدعوم أو الاستفادة من برامجه ومبادراته ضمن أكثر من 30 خدمة إلكترونية، إضافة إلى تطبيق المستشار العقاري.
وأشار العصيمي، إلى أن الخدمات الإلكترونية تسهل إنهاء الإجراءات عن بُعد دون التقيد بالزمان والمكان أو الاستعانة بموظفي الفروع، مؤكداً أن الصندوق وضمن جهوده مع الجهات الحكومية الأخرى سخر جميع إمكاناته الإلكترونية لخدمة المواطنين بالإضافة إلى مركز الاتصال الموحد، الذي يستقبل جميع الاستفسارات التي تتعلق بالمبادرات وإجراءات القرض العقاري المدعوم أو آلية استخدام الخدمات الإلكترونية، علاوة على المحادثة الفورية مع موظفي خدمة العملاء عبر بوابة الصندوق.
وبين العصيمي أن الخدمات الإلكترونية تشمل خدمة المستشار العقاري، والاستعلام الشامل، وخدمات التمويل المدعوم، وطلب دعم على تمويل عقاري قائم، وتحديث البيانات الشخصية، وطلب صرف دفعة، وإصدار الفواتير والسداد، وإخلاء طرف، وحجز المواعيد، والحصول على صورة الصك، وتحديث البيانات الشخصية، وتحديث الآيبان، وتحديث بيانات المقترض لدى سمه، والاستعلام عن الطلب إعفاء متوفى، والكفالة، وخطابات التعريف، وغيرها من الخدمات، كما يمكنه تحميل تطبيق المستشار العقاري عبر الهواتف الذكية والحصول على 5 توصيات من الجهات التمويلية ضمن عملية عالية الدقة. يذكر أن صندوق التنمية العقارية، اتخذ في وقت سابق التدابير اللازمة والإجراءات الوقائية في فروعه كافة في السعودية، إضافة إلى مساهمته المجتمعية في نشر عدد من المواد التوعوية بهدف رفع مستوى الوعي الصحي لدى مستفيديه ومنسوبيه بمخاطر فايروس كورونا.

«دبي القابضة» و«مِراس» تقدمان مساعدات تتجاوز 272 مليون دولار لشركائهما
دبي - «الشرق الأوسط»: أعلنت «دبي القابضة» وشركة «مِراس» عن إطلاق حزمة مساعدات اقتصادية بهدف دعم شركائهما وعملائهما الحاليين - الأفراد والشركات - عبر محفظة شركاتهما.
وصُممت حزمة المساعدات الاقتصادية التي تتجاوز قيمتها مليار درهم (272 مليون دولار) للحدّ والتخفيف من الآثار السلبية لأزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، المعروف علمياً باسم «كوفيد 19»، على بعض الشركات العاملة والأفراد ضمن محفظة مشاريع ومجمعات «دبي القابضة» و«مِراس».
وقال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس «دبي القابضة» و«مِراس»: «لقد أصدرنا تعليماتنا لفرق العمل المعنية في (دبي القابضة) و(مِراس) بالحرص على تقديم المساعدة والدعم لبعض عملائنا الحاليين من الشركات أو الأفراد المتأثرين بأزمة تفشي فيروس كوفيد - 19.
وتأتي هذه المبادرة انطلاقاً من التزامنا الراسخ بمسؤوليتنا المجتمعية والاقتصادية في دعم شركائنا خلال الأزمات والظروف الاستثنائية، وسنعمل على تصميم حزم مساعدات ودعم اقتصادية مفصلة للجهات المتأثرة بالأزمة في القطاعات التي نعمل بها».
وقامت كل من «دبي القابضة» و«مِراس» بتشكيل فرق عمل مختصة تتمثل مهمتها في مراجعة المتطلبات المحددة للمتأثرين بتداعيات تفشي فيروس كورونا ودراسة كل حالة على حدة لضمان توفير التحفيز والدعم الاقتصادي الكافي لهم.

«إنفستكورب» تستحوذ على المقر الرئيسي لـ{كوكا كولا} في بلجيكا بـ 88 مليون يورو
المنامة - «الشرق الأوسط»: أعلنت إنفستكورب المالية دخولها السوق البلجيكية عبر الاستحواذ على مبنى «ذا بريدج»، وهو المقر الرئيسي لشركة كوكا كولا في العاصمة البلجيكية بروكسل. وقد استحوذت إنفستكورب على 100 في المائة من العقار من شركة تابعة لكوكا كولا مقابل 88 مليون يورو من خلال عملية بيع وإعادة تأجير لمدة 10 سنوات.
والمبنى هو المقر الرئيسي لكوكا كولا في بلجيكا ومركزها الرئيسي للتسويق والبحث والتطوير. وستشغل كوكاكولا العقار، بالإضافة إلى عدد من المستأجرين الثانويين الحاليين.
وجدير بالذكر أن عملية الاستحواذ تمثل أول عملية بيع وإعادة تأجير لإنفستكورب في أوروبا. يقع مبنى «ذا بريدج» في جنوب غربي بروكسل، ويوفر سهولة الوصول إلى المدن الأوروبية الكبرى، بما في ذلك باريس ولندن، عبر القطار. ويتكوّن العقار، الذي تم إنشاؤه في عام 2001، من ثلاثة مبانٍ مترابطة توفر مساحة مكتبية ومساحة للبحث والتطوير تبلغ 35.300 متر مربع. وسوف تستفيد المنطقة من «خطة القناة» الجديدة للحكومة البلجيكية، التي تعد أكبر خطة تطوير حضري في منطقة بروكسل، وتقوم على إنشاء حي جديد يضمّ عقارات تجارية وسكنية. ويأتي شراء عقار «ذا بريدج» بعد عملية الاستحواذ الأخيرة التي قامت بها إنفستكورب لمجمع مكاتب متعددة في مدينة ميونيخ الألمانية بـ73 مليون يورو، واستحواذها على مبنى مكاتب من الدرجة «أ» في مدينة روتردام الهولندية بـ50 مليون يورو. وقال طارق المحجوب المدير التنفيذي لأسواق دبي وعمان في إنفستكورب: «تتوافق عملية الاستحواذ مع معاييرنا الاستثمارية، وذلك من خلال استهداف عقار مشغول في سوق استراتيجي.
ونحن سعداء بدخول السوق البلجيكي من خلال هذه الصفقة، وسنواصل توسيع نشاطنا في القطاع العقاري في دول البنلوكس حيث إمكانات النمو واعدة جداً».