نظم تشغيل جديدة لحماية خصوصية البيانات في الأجهزة المحمولة

سيتيح «نظام إيلو» الجديد لمستخدمي الهواتف الذكية فرصة استعادة السيطرة على معلوماتهم الشخصية، وذلك بأسعار مقبولة، حسبما يقول غاييل دوفال، الذي طوّر نظم «لينوكس» عام 1998، وأضاف أن منتجات «آبل» غالية جداً ومملة جداً، وهي تبالغ جداً في تصنيع أجهزتها، في حين أن «غوغل» أصبحت شركة كبيرة الأهداف، وتلتقط وترصد كثيراً من المعلومات عمّا نقوم به.
وكتب دوفال في منشور قدّم فيه حملة «إيلو» لجمع الأموال على الإنترنت التي حققت ضعف هدفها قبل 14 يوماً على نهايتها: «تريد تلك الشركات أن تعرف أكبر قدر ممكن من المعلومات عنا ليبيعوها للمعلنين... للناس الحريّة بأن يفعلوا ما يريدون، ويمكنهم الاستسلام لهذه الشركات، ولكن أنا لا أريد أن أعيش هذا الوضع بعد اليوم».
بعد أن قرّر ترك «آبل» و«غوغل» من أجل «إيلو»، قال دوفال لموقع «لينوكس إنسايدر» الإلكتروني، إنه تلقّى أكثر من 6000 قراءة لمقالات نشرها يتحدّث فيها بالتفاصيل عن خططه. وبعد 15 يوماً فقط على إطلاق الحملة، حقّق مشروع «إيلو» في حملته التمويلية أكثر من 200 في المائة من هدفه.
وكشف دوفال أن أكثر من 2000 شخص سجلوا أسماءهم في «eelo.io» منذ 20 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، استجابة منهم للكتابات التي كان ينشرها. ويمثّل مشروع «إيلو» الجديد فرعاً جديداً من نظام تشغيل «لينياج أو إس» (LineageOS) المفتوح المصادر، الذي يدير تطبيقات «آندرويد» المنتشرة. وقال دوفال إن وحدات المصدر المفتوح هي التي تقود هذا المشروع، مما سيساعد على بناء نظام إلكتروني ومحمول متماسك.

رقائق الخصوصية

يدعو هذا المشروع المطورين إلى بيع هواتف «إيلو» الذكية التي تتضمن نظامها التشغيلي الخاص، وأن يوفروا بعض الخدمات المتقدمة التي ستتبنى مبدأ عدم الربحية. وكمشروع ذي توجه اجتماعي، لا بدّ من أنه سيرحّب بالمساهمين.
يعتزم المطورون إطلاق رقاقات ذاكرة قراءة فقط حافظة للخصوصية، إلى جانب هواتف ذكية للمستخدمين العاديين توفر الخدمات الإلكترونية.
وعمل المطورون على تجربة نماذج من «لينياج أو إس – إيلو»، على جهاز «لو إيكو لي 2» (LeEcho Le 2). وهو هاتف ذكي بمقاس 5.5 بوصة، وبشاشة عرض درجة وضوحها 1080×1920 بيكسل، وذاكرة عشوائية 3 غيغابايت، وسعة تخزين 32 غيغابايت، مع جهاز استشعار للإصبع في الخلف، وكاميرا بدقة عرض 4 كيه، كما جرّبوه على هاتف «شاومي إم آي 5 إس» (Xiaomi Mi5S). يخطط المطورون لصناعة بطاقات ذاكرة للقراءة فقط، لمجموعة من الأجهزة في عام 2018، بحسب ما أفاد دوفال، إلى جانب عدد محدود من الأجهزة المخصصة لمرحلة ما بعد السوق. كما أنه يخطط لمناقشة شراكة مع «فيرفون» و«إيسنشال فون» أو أجهزة مماثلة، ويعتزم البدء في تصنيع الجهاز عام 2019.

نظم أقل تطفلاً

يعبّر عدد متزايد من المستهلكين عن رغبتهم في الحصول على سيطرة أكبر على تجربتهم الخاصة بالأجهزة المحمولة، ولكن من الضروري جداً أن يكون هناك توازن بين قيمة العرض وبين رغبة الناس في المشاركة على المستوى الشخصي.
وقال راين سبانير، مدير البحث في شركة «كوديلسكي سيكيوريتي» لأمن المعلومات: «المعلومات هي العملة، والناس يريدون مزيداً من السيطرة على الجهة التي تملك معلومات تخصّ سلوكهم على الهاتف الذكي». وأضاف لـ«لينوكس إنسايدر»: «يركز (إيلو) في الحفاظ على الخصوصية ومنع التعقب وتسجيل نشاطاتكم دون موافقتكم».
ويوجد حالياً اهتمام متنامٍ من قبل المستهلكين بنظام تشغيل أقلّ تطفلاً للأجهزة المحمولة، إلا أن وضع نظام مشابه في السوق يعتبر مهمة مضنية. وعلى الرغم من وجود بعض الجهود الأولية، فإن أي نظام تشغيلي بديل لم ينجح في منافسة نظامي «آي أو إس» أو «آندرويد»، بحسب ما أضاف خلال حديثه لـ«لينوكس إنسايدر».
ورجح بول تييك، المحلل الرئيسي في «تيرياس ريسرتش» أنه حتى ولو كانت الخصوصية مصدراً للقلق، إلا أن معظم المستهلكين لا يفهمون العلاقة بين الخصوصية وميكانيكيات التكنولوجيا الشخصية بالشكل الكافي للانتقال نحو استخدام نظام «إيلو». وأضاف: «النجاح هنا يعتمد على التزام وسائل التواصل الاجتماعي، وما إذا كان عدد كاف من الأشخاص أو المنظمات الذين يظنون أنهم يريدون (خصوصية أكبر)، مهما عنت لهم هذه الخصوصية، جاهزين للتوقف عن شراء منتجات (آندرويد غوغل) و(آي أو إس)».
إن تطوير منتجات رائدة كـ«آيفون» وغيره من الأجهزة، يتطلب الرغبة في القيام ببعض التنازلات، بحسب توونج نغويين، المحلل في شركة «غارتنر» لأبحاث السوق. وقال إنه على الشركات أن تستثمر مصادر ضرورية لضمان تلبية منتجاتها لحاجات محددة يريدها مستهلكوهم. وأضاف: «تمضي (غوغل) كثيراً من الوقت والجهود في صناعة منتجات سهلة الاستخدام، للحفاظ على المستهلك ضمن محيطها».