نزاع الصحراء يلهب أجواء قمة أديس أبابا

كاغامي يعلن عن قمة استثنائية في رواندا لبحث إنشاء المنطقة الحرة الأفريقية

لقطة تذكارية لقادة الدول الأفريقية للحفل الختامي للدورة العادية الثلاثين لقمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا أمس (إ.ب.أ)
لقطة تذكارية لقادة الدول الأفريقية للحفل الختامي للدورة العادية الثلاثين لقمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا أمس (إ.ب.أ)
TT

نزاع الصحراء يلهب أجواء قمة أديس أبابا

لقطة تذكارية لقادة الدول الأفريقية للحفل الختامي للدورة العادية الثلاثين لقمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا أمس (إ.ب.أ)
لقطة تذكارية لقادة الدول الأفريقية للحفل الختامي للدورة العادية الثلاثين لقمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا أمس (إ.ب.أ)

اعلن بول كاغامي، الرئيس الدوري الجديد للاتحاد الافريقي، ورئيس روندا، عن عقد قمة استثنائية في كيغالي في الاسبوع الثالث من شهر مارس (آذار) المقبل، وذلك لبحث فرصة انشاء المنطقة الحرة الافريقية. وجاء ذلك في كلمة قصيرة القاها مساء أمس في ختام القمة الافريقية الـ 30 بأديس ابابا .
والهب موضوع نزاع الصحراء اجواء قمة الاتحاد الافريقي. وفي هذا السياق، قال موسى فاكي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، في بيان مقتضب، انه جرى اعتماد كل المقررات المقدمة للبحث خاصة المقرر الخاص بـ"الصحراء الغربية"، مشيراً الى انه في يوليو (تموز) الماضي تم اعتماد القرار رقم 653 وطلب فيه من رئيس المفوضية الافريقية ورئيس الاتحاد الافريقي ان يعملا مع الأطراف المعنية بالنزاع والأمم المتحدة والقيادة الافريقيةً على الدفع بعملية إيجاد حل. وتابع أن القمة المقبلة للاتحاد الافريقي في نواكشوط (في يوليو/تموز المقبل) ستنظر في الموضوع.
وكانت القمة الافريقية قد عرفت اعتراضاً مغربياً على مضمون ثلاثة مشاريع قرارات تتعلق بنزاع الصحراء (117-119) تقدم بها مجلس السلم والأمن في الاتحاد الافريقي. وقال ناصر بوريطة، وزير خارجية المغرب ، ان القرار الذي اتخذه الاتحاد الافريقي في يوليو الماضي والذي كان متوازناً، بحسب رأيه، حدد فيه الاتحاد الافريقي موقفه كداعم للمسلسل  الأممي، وبأن الامم المتحدة هي المسؤولة الأولى عن تدبير ملف الصحراء . وأشار بوريطة الى ان هذا التدبير يجب ان يتم وفق قرارات مجلس الأمن وبعيداً عن "كل الحلول  والمخططات المتجاوزة أو بعض المصطلحات التي تم إعطاؤها ابعاداً غير صحيحة". وأوضح أن القرار طلب من رئيس القمة ورئيس المفوضية الافريقية العمل مع الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي لهذا النزاع.
وتحدث بوريطة عن مشروع القرار الذي أراد رئيس مجلس  السلم والأمن اسماعيل شرقي (جزائري) تمريره في القمة، وقال انه تضمن فقرة "متناقضة مع الواقع" ومخالفةً لخطاب رئيس المفوضية الافريقية في الجلسة الافتتاحية للقمة الافريقية. وتابع أن ذلك يُبين أهمية ان يدخل المغرب إلى مجلس الأمن والسلم "حتى يتم وضع حد للمناورات"، كما قال. وذكر بوريطة أن 19 دولة عبّرت عن رفضها لمضمون مشروع القرارات وقدمت تحفظات بشأنها، مضيفاً أن الوفد المغربي أجرى تدخلات عدة لـ"يصلح بعض التقارير ويوضح بعض المغالطات"، كما ادخل "بعض العناصر الجديدة". وتحدث عن احصاء اللاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف بجنوب غربي الجزائر، ما يعني أن هذا الموضوع أصبح موجوداً داخل اروقة الاتحاد الافريقي للمرة الأولى.
وحول مضمون الفقرات التي اثارت حفيظة المغرب في القمة، اكتفى بوريطة بالقول انها تضمنت دعوة إلى حوار مباشر بين الطرفين "بينما الامر يتعلق بأطراف" (في إشارة إلى رفض المغرب اعتبار النزاع محصوراً به وبجبهة "بوليساريو" فقط)، ومطالبة الدول الافريقية بمقاطعة "منتدى كرانس مونتانا العالمي" الذي تحتضنه الداخلة، ثاني كبرى مدن محافظات الأقاليم الصحراوية. وعلمت "الشرق الاوسط" ان مشروع قرارات مجلس السلم والأمن تضمن ايضا مطالبة المغرب بقبول استقبال بعثة افريقية برئاسة رئيس موزامبيق السابق يواكيم شيسانو ، والقبول ايضاً بلجنة لمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء. 
 



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.