فرنسية تعرضت لحادث تعود للعزف على البيانو بيدين مزروعتين

كارولين سقطت من قطار منطلق ونجت بعد أن فقدت عدة أطراف

كارولين تعزف بيدين مزروعتين
كارولين تعزف بيدين مزروعتين
TT

فرنسية تعرضت لحادث تعود للعزف على البيانو بيدين مزروعتين

كارولين تعزف بيدين مزروعتين
كارولين تعزف بيدين مزروعتين

عادت فرنسية تبلغ من العمر 37 عاماً إلى ممارسة هوايتها في العزف على البيانو، والقدرة على تحريك أنامل يدها اليسرى، بعد أن أعاد لها الأطباء ذراعيها المبتورتين. وكانت كارولين قد تعرضت قبل 6 أشهر لما تصفه بأنّه «فيلم من أفلام الرعب». وتضيف أنّها في تلك اللحظة الرهيبة التي رأت فيها ذراعيها متروكتين على السكة، لم تتخيل أنّها ستعيش، ناهيك أن تعود إلى العزف على مفاتيح البيانو.
في 14 من أغسطس (آب) الماضي، حاولت كارولين اللحاق بقطار منطلق في محطة «شامبيري»، شرق البلاد، والصعود إليه، لكنّها سقطت على السكة الحديد وبترت العجلات عدداً من أطرافها. وبفضل العناية الإلهية تمكن الجراحون في المستشفى الجامعي بمدينة غريبنوبل من تحقيق ما يشبه المعجزة، حيث أعادوا وصل الذراعين اللتين كانتا قد بترتا من فوق المرفقين. وهي العملية الناجحة الأولى من نوعها في فرنسا. وبقيت كارولين شهراً ونصف الشهر في المستشفى، ثم خرجت لتمرّ بأشهر صعبة من إعادة التأهيل في مركز متخصص. وحال تمكنها من تحريك ذراعيها والسيطرة عليهما، طلبت أن تجلس إلى البيانو لتجرب هوايتها السابقة. وقد نجحت في الضغط على مفاتيح الآلة الموسيقية باستخدام الضمادات التي تغلف أناملها.
كل يوم، كانت كارولين تخضع لساعتين من جلسات التدليك والتحريك بمساعدة خبير متخصص، ثم ساعة ونصف الساعة من العلاج العملي. وبعد فترة ظهرت عليها علامات التقدم، وباتت قادرة على رفع ذراعيها نحو الجانبين، ثم القدرة على رفعهما لزاوية 90 درجة. كما استعادت قدرتها على ثني المرفقين. ورغم سعادتها بهذا التقدم فإنّها تأمل في أن تتمكن من تحريك أصابعها في مرحلة لاحقة. وهو أمر يرى المعالجون الطبيعيون أنّه سيستغرق وقتاً أطول، مع اعتقاد الجراح بوجود أمل في أنّها يمكن أن تستخدم أصابعها ذات يوم.
ولا تخفي كارولين أنّ الأطباء أخبروها بأنّها ستبقى تعاني من آثار الحادث القاسي الذي تعرضت له، ولن تعود ذراعاها كأن شيئاً لم يكن؛ لكنّ هذا لا يحبطها؛ بل يمنحها عزيمة أقوى. وهي تقول لزوّارها إنّ مركز التأهيل ليس نادياً رياضياً يقصده الرّواد لتجميل أجسامهم؛ بل هو مكان للمعاناة والألم. ولا بد للمريض من بذل جهود عظيمة لكي يلاحظ تقدماً طفيفاً؛ لكنّ الأمل يمكنه أن يزحزح الجبال. وتختم كلامها بابتسامة واسعة: «من كان يصدّق أنّني سأخرج من تحت عجلات القطار وأنا حية أتنفس؟».
اضطر الجراحون، بعد الحادث، إلى بتر القدم اليسرى لكارولين؛ لكنّها تستطيع اليوم النهوض والوقوف من دون أن تفقد توازنها، ومن دون عكازتين؛ لكنّها سعيدة بنجاتها، وتصبو لأن تكمل حياتها بشكل عادي، على الرّغم من أنّ الدّرب لا يزال طويلاً أمام تعافيها. وهي اليوم تحبّ أن تروي حكايتها في الصحف ووسائل الإعلام؛ لأنّ تجربتها تمنح الأمل لمصابين كثيرين في حوادث الطرق، وتفاؤلها يساعدهم في التشبث بالعلاج وبمواصلة العيش بما هو متوفر. وهي اليوم تلمس أصابع البيانو بحذر؛ لكنّها لم تفقد الرجاء في أن تعزف مقطوعة صغيرة ذات يوم.



الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
TT

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)

تطلق هيئة مراقبة المنافسة في المملكة المتحدة مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين، حسب (بي بي سي). وسوف ينظر التحقيق في البرنامج الكامن خلف روبوتات الدردشة مثل «شات جي بي تي».
وتواجه صناعة الذكاء الصناعي التدقيق في الوتيرة التي تعمل بها على تطوير التكنولوجيا لمحاكاة السلوك البشري.
وسوف تستكشف هيئة المنافسة والأسواق ما إذا كان الذكاء الصناعي يقدم ميزة غير منصفة للشركات القادرة على تحمل تكاليف هذه التكنولوجيا.
وقالت سارة كارديل، الرئيسة التنفيذية لهيئة المنافسة والأسواق، إن ما يسمى بنماذج التأسيس مثل برنامج «شات جي بي تي» تملك القدرة على «تحويل الطريقة التي تتنافس بها الشركات فضلا عن دفع النمو الاقتصادي الكبير».
إلا أنها قالت إنه من المهم للغاية أن تكون الفوائد المحتملة «متاحة بسهولة للشركات والمستهلكين البريطانيين بينما يظل الناس محميين من قضايا مثل المعلومات الكاذبة أو المضللة». ويأتي ذلك في أعقاب المخاوف بشأن تطوير الذكاء الصناعي التوليدي للتكنولوجيا القادرة على إنتاج الصور أو النصوص التي تكاد لا يمكن تمييزها عن أعمال البشر.
وقد حذر البعض من أن أدوات مثل «شات جي بي تي» -عبارة عن روبوت للدردشة قادر على كتابة المقالات، وترميز البرمجة الحاسوبية، بل وحتى إجراء محادثات بطريقة أشبه بما يمارسه البشر- قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إلغاء مئات الملايين من فرص العمل.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذر جيفري هينتون، الذي ينظر إليه بنطاق واسع باعتباره الأب الروحي للذكاء الصناعي، من المخاطر المتزايدة الناجمة عن التطورات في هذا المجال عندما ترك منصبه في غوغل.
وقال السيد هينتون لهيئة الإذاعة البريطانية إن بعض المخاطر الناجمة عن برامج الدردشة بالذكاء الصناعي كانت «مخيفة للغاية»، وإنها قريبا سوف تتجاوز مستوى المعلومات الموجود في دماغ الإنسان.
«في الوقت الحالي، هم ليسوا أكثر ذكاء منا، على حد علمي. ولكنني أعتقد أنهم قد يبلغون ذلك المستوى قريبا». ودعت شخصيات بارزة في مجال الذكاء الصناعي، في مارس (آذار) الماضي، إلى وقف عمل أنظمة الذكاء الصناعي القوية لمدة 6 أشهر على الأقل، وسط مخاوف من التهديدات التي تشكلها.
وكان رئيس تويتر إيلون ماسك وستيف وزنياك مؤسس شركة آبل من بين الموقعين على الرسالة المفتوحة التي تحذر من تلك المخاطر، وتقول إن السباق لتطوير أنظمة الذكاء الصناعي بات خارجا عن السيطرة.