فيدرر يتحدى الزمن وينتزع بطولة أستراليا للمرة السادسة

في سن السادسة والثلاثين حقق لقبه العشرين في المنافسات الكبرى للتنس

فيدرر يحتفل بكأس بطولة أستراليا بعد انتصاره على سيليتش (رويترز)
فيدرر يحتفل بكأس بطولة أستراليا بعد انتصاره على سيليتش (رويترز)
TT

فيدرر يتحدى الزمن وينتزع بطولة أستراليا للمرة السادسة

فيدرر يحتفل بكأس بطولة أستراليا بعد انتصاره على سيليتش (رويترز)
فيدرر يحتفل بكأس بطولة أستراليا بعد انتصاره على سيليتش (رويترز)

ما زال السويسري روجيه فيدرر يواصل تحديه للزمن وكتابة صفحات جديدة في تاريخ لعبة التنس، بإحرازه اللقب العشرين في البطولات الكبرى، دون اعتراف بالتقدم في السن.
في السادسة والثلاثين من العمر، تغلب السويسري المصنف ثانيا عالميا، على منافسه السادس الكرواتي مارين سيليتش، 29 عاما، في نهائي ماراثوني من خمس مجموعات امتد ثلاث ساعات وثلاث دقائق، ليحرز لقب بطولة أستراليا المفتوحة للمرة السادسة في مسيرته الممتدة 21 موسما.
وخاض فيدرر ثلاثين نهائيا في بطولات الغراند سلام. وبلقبه في أستراليا تمكن من معادلة الرقم القياسي لعدد مرات التتويج بالبطولة، متساويا مع الصربي نوفاك ديوكوفيتش والأسترالي روي إيمرسون.
وبالدموع والتأثر، احتفل فيدرر بانتصاره على سيليتش وتعزيز رقمه القياسي وقال: «أنا سعيد جدا بشكل لا يصدق. هذا حلم يتحقق، القصة الخرافية متواصلة بالنسبة إلي».
وأضاف: «بعد السنة الرائعة العام الماضي، الأمر لا يصدق»، قبل أن يجهش بالبكاء أمام الآلاف في ملعب رود لايفر بملبورن، والذي أقفل سقفه قبل بداية المباراة الليلية، مع وصول الحرارة إلى 38 درجة مئوية.
وقال النجم الأسترالي السابق رود لايفر المتوج بـ11 لقبا في البطولات الكبرى، إن فيدرر «يلعب بالجودة نفسها التي كان يقدمها قبل 8 أو 10 أعوام... لا أقول: إنه أفضل، إلا أن روجيه يقدم أحد أفضل مستوياته»، معتبرا أنه يلعب حاليا «بشكل أذكى».
وجدد فيدرر فوزه على سيليتش في ثاني نهائي بطولة كبرى يجمع بينهما خلال أشهر، بعدما فاز عليه في نهائي بطولة ويمبلدون صيف العام الماضي، والذي مكن فيدرر في حينها من التتويج بالبطولة للمرة الثامنة في مسيرته، والانفراد بالرقم القياسي.
وقال سيليتش: «بلوغ النهائي كان عبارة عن مسيرة مذهلة. كان يمكن لهذين الأسبوعين أن يكونا الأفضل في حياتي لولا روجيه، آمل في أن أرفع هذه الكؤوس في المستقبل».
ولم يحرز سيليتش في مسيرته سوى لقب واحد في البطولات الكبرى كان في فلاشينغ ميدوز الأميركية عام 2014، علما بأنه تخطى في نصف النهائي فيدرر نفسه. وكانت هذه المرة الوحيدة التي يفوز فيها سيليتش على فيدرر، بينما فاز الأخير تسع مرات بما فيها نهائي الأمس.
وفي حصيلة الألقاب الكبرى، بات فيدرر يبتعد بأربعة عن الإسباني رافائيل نادال المصنف أول عالميا حاليا، وستة عن الأميركي المعتزل بيت سامبراس، وثمانية عن ديوكوفيتش المتوج بـ12 لقبا كبيرا في مسيرته.
أحرز فيدرر ثلاثة من ألقابه الكبرى بعدما أتم في 2016 الخامسة والثلاثين من العمر: أستراليا المفتوحة (2017 و2018) وويمبلدون الإنجليزية (2017). وأمس على ملعب رود لايفر في ملبورن، كان فيدرر أكبر لاعب يخوض نهائي أستراليا منذ مواجهة 1972 بين «المحليين» كين روزوال، 37 عاما، ومال أندرسون 36 عاما.
وتفصل 14 عاما ونصف عام بين أول لقب لفيدرر في البطولات الكبرى (ويمبلدون صيف 2003) ولقبه العشرين (أستراليا مطلع 2018)، وهو فارق لا يتفوق عليه سوى روزوال 19 عاما.
وحقق فيدرر خلال مسيرته لقب 96 دورة ويقترب من حامل الرقم القياسي منذ بدء تطبيق نظام الاحتراف (1968) الأميركي جيمي كونورز (109 ألقاب).
وانتصر فيدرر في 332 مباراة ضمن الغراند سلام، وهو أيضا رقم قياسي، كما يظل هو صاحب الرقم الأعلى في عدد الأسابيع التي أمضاها في صدارة التصنيف العالمي للاعبين المحترفين (302).
وبعد ستة أشهر من الغياب عن البطولات والمعاناة من الإصابة عاد فيدرر العام الماضي، إلى الملاعب بقوة، مذكرا بالأعوام التي هيمن فيها على البطولات لا سيما في العقد الأول من الألفية الجديدة. واعتبر الكثير من متابعي اللعبة أن عصر فيدرر انتهى بعدما غاب عن الألقاب الكبيرة بين 2012 و2017... لكن النجم السويسري عاد، وطور أداءه لا سيما الضربات الخلفية، وعرف كيف يحافظ على لياقته البدنية.
حاليا، يبدو فيدرر كآخر الكبار «الصامدين» في الملعب، بينما يعاني كل منافسيه، وجميعهم أصغر سنا، من آثار الإصابات، نادال، وديوكوفيتش، والبريطاني أندي موراي، والسويسري ستانيسلاس فافرينكا.
وأمام حصيلة أرقامه القياسية وشغفه باللعبة الذي لم يقل يوما مع كل تتويج، لم يخف فيدرر سعادته بالقدرة على الوجود حتى الآن على أرض الملعب. وقال: «أنا سعيد لأنني ما زلت حاضرا، ما زلت في صحة جيدة، ما زلت ألعب بشكل جيد، أمنح نفسي الفرص، أنافس أفضل اللاعبين الأمر ممتع فعلا».
أضاف: «ثمة الكثير من الجهد الذي يبذل من أجل تحقيق ذلك، هذا أمر تخطط له قبل وقت طويل. لذا عندما يحصل ذلك (الفوز)، يكون الشعور رائعا».
العام الماضي، شارك فيدرر، وهو أب لأربعة أطفال (توأمان من الذكور ومثلهما من الإناث) في 12 دورة، وأحرز ثمانية ألقاب، فائزا في 59 مباراة، وخسر 5.
في ظل كل ذلك، لا يجرؤ أحد على سؤال فيدرر عن موعد اعتزاله. لا شيء في أدائه أو وضعه البدني والذهني يشي بذلك. أما السؤال الذي يطرح فهو: هل يسعى إلى ميدالية ذهبية في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو 2020. وهي عمليا «اللقب» الأبرز الذي لا يزال يفتقده في الفئات الفردية، بعدما أحرز ذهبية بكين 2008 في الزوجي؟


مقالات ذات صلة

أليستر مديرة «أميركا المفتوحة» تتنحى عن منصبها بعد نسخة 2025

رياضة عالمية ستيسي أليستر ستتنحى عن منصب مديرة بطولة أميركا المفتوحة العام المقبل (أ.ب)

أليستر مديرة «أميركا المفتوحة» تتنحى عن منصبها بعد نسخة 2025

أعلن الاتحاد الأميركي للتنس أن ستيسي أليستر مديرة بطولة أميركا المفتوحة ستتنحى عن منصبها بعد نسخة 2025 من البطولة الكبرى وستتولى دوراً استشارياً بالاتحاد.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
رياضة عالمية من تجهيزات كرات المضرب في لندن (أ.ب)

اتحاد التنس البريطاني يمنع مشاركة المتحولات لضمان العدالة

قال اتحاد التنس البريطاني الأربعاء إنه أجرى تحديثاً لقواعده لمنع النساء المتحولات جنسياً من المشاركة في عدد من بطولات للسيدات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية جانب من مواجهات بطولات التحدي للتنس (رويترز)

زيادة قيمة الجوائز المالية في سلسلة بطولات التحدي للتنس 2025

أعلن اتحاد لاعبي التنس المحترفين الأربعاء جوائز مالية قياسية قدرها 28.5 مليون دولار في سلسلة بطولات التحدي موسم 2025، بزيادة 6.2 مليون دولار عن هذا العام

«الشرق الأوسط» (بنغالورو)
رياضة عالمية البيلاروسية أرينا سابالينكا (أ.ب)

البيلاروسية سابالينكا أفضل لاعبة تنس 2024

حصلت البيلاروسية أرينا سابالينكا على جائزة لاعبة العام لدى اتحاد لاعبات التنس المحترفات للمرة الأولى في مسيرتها.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
رياضة عالمية الأسترالي نيك كيريوس يعود لبطولة أستراليا المفتوحة (أ.ب)

«دورة أستراليا»: عودة كيريوس وبنتشيتش

أعلن منظمو بطولة أستراليا المفتوحة أن الأسترالي نيك كيريوس والسويسرية بليندا بنتشيتش سيشاركان بتصنيف محمي في البطولة.

«الشرق الأوسط» (ملبورن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.