«تركيب حدوة الخيل» حرفة تقاوم الاندثار في مصر

محمود الزهوي أثناء تركيبه حدوة معدنية في قدم حصان («الشرق الأوسط»)
محمود الزهوي أثناء تركيبه حدوة معدنية في قدم حصان («الشرق الأوسط»)
TT

«تركيب حدوة الخيل» حرفة تقاوم الاندثار في مصر

محمود الزهوي أثناء تركيبه حدوة معدنية في قدم حصان («الشرق الأوسط»)
محمود الزهوي أثناء تركيبه حدوة معدنية في قدم حصان («الشرق الأوسط»)

مهنة نادرة وقديمة قدم الزمان، والعاملون بها يُعَدّون على أصابع اليد الواحدة، وبقاؤها مرتبط باستمرار عمل الدواب في حمل البضائع والمنقولات وركام المنازل. من بين هؤلاء القليلين، الذين يمارسون تلك الحرفة القديمة حتى الآن، الأسطى محمود الزهوي، المتخصص في صناعة وتركيب حدوة الحصان في منطقتي الدرب الأحمر وسوق السلاح.
بجوار مسجد المارداني، أحد مساجد القاهرة القديمة الذي يعود تاريخ بنائه لأكثر من 500 عام في العصر المملوكي، كان يجلس العم الزهوي، في ورشته الصغيرة، يُصنّع الحدوة التي تُركّب في حوافر البغال والحمير والخيول، بغرض حمايتها من التآكل والجروح نتيجة السير والجري بالحمولات التي يجرّها في عربات الكارو خلفه، وعلى الرغم من صعوبة المهنة التي تعرّضه لخطر الإصابة من الحيوانات، فإنّه بدا مستمتعا بتركيب الحدوة في حوافر الدابة، لأنّ فيها «أكل عيشه»، وفيها كذلك ثواب الرفق بالحيوان من خلال كف الأذى عنه.
يلقب العم الزهوي، باسم الحرفة التي يمتهنها منذ عقود، وهي «البيطار»، فيحب أن يناديه الناس بـ«محمود البيطار»، يبلغ من العمر 69 سنة، وهو «شيخ البيطارين» حاليا. ورث المهنة عن أبيه وجده، فقد كان جده أشهر من عمل بها، في أواخر القرن التاسع عشر، وكان أصحاب «الحناطير» يأتون إليه من أماكن بعيدة، وهو ما تكرّر مع والده بعد وفاة جده.
يقول محمود البيطار لـ«الشرق الأوسط»: «أعمل بمهنة الأب والجد منذ مطلع ستينات القرن الماضي منذ أن كان عمري 13 سنة، وحينذاك كانت تعج ورشتنا بزحام كبير، طوال فترة العمل التي تمتد إلى 12 ساعة متواصلة، في تركيب الحدوة للبغال والحمير والخيول».
يلفت الزهوي إلى أنّ والده كان يركّب الحدوة للثيران أيضا في أربعينات القرن الماضي لكن خارج الورشة، حيث كان ينتقل هو إليهم في الأرياف.
في السياق نفسه، قال الزهوي: «نظراً لأهمية تلك الحرفة وقتئذ، فقد امتهنها كثيرون، وصارت تنتشر في كل المناطق، بمعدل 50 ورشة في كل محافظة تقريبا. ووفقا لشيخ البيطارين، فإن هذا الوضع استمر حتى سبعينات القرن الماضي، ثم انخفض تدريجيا منذ الثمانينات والتسعينات وصولا إلى الألفية الجديدة، نظراً لاستخدام العربات نصف النقل والتروسيكلات في نقل البضائع، فقلّ الإقبال على استعمال الدواب في نقل الحمولات، وبالتالي انخفضت أعداد زبائن تركيب الحدوة، وهو ما جعل كثيرين من العاملين بالحرفة، يوقفون نشاطهم، ويتحولون إلى عمل آخر، لدرجة أنّ محافظة القاهرة بمفردها يوجد بها 7 أفراد فقط، بعد أن كان عددهم في منتصف القرن الماضي 60 فردا. ويتركز السبعة الباقون في مناطق الخليفة، والدرب الأحمر، ومصر القديمة، والسيدة زينب، وساحل روض الفرج»، ولفت إلى أن المحافظات الأخرى مثل القاهرة، يوجد بها بيطاريون أيضا حتى الآن على الرغم من انخفاض الأعداد.
ويقول محمود البيطار إنّه «يستخدم في تركيب الحدوة أربع أدوات، (شاكوش وكماشة ومبرد وكفة)، ويتراوح تركيبها في الأقدام الأربع ما بين 30 إلى 45 دقيقة، وقد تطول المدة لأكثر من ساعتين إذا كانت الدابة شقية»، ويشير إلى أنّ «سعر طقم الحدوة (4 قطع) متفاوت، فيصل تركيبها في الحمار إلى 40 جنيها، والبغل 50 جنيها والحصان الكبير 70 جنيها.
يتعرض الرجل الذي يقترب عمره من السبعين عاما، لبعض المخاطر أثناء عمله، فقد تعرّض للعض من قبل حصان كبير، ذهب على إثر هذه الواقعة إلى المستشفى، وأخذ عدة حقن، ورُفس بشدّة ذات مرة من حمار قوي، وفي مرة ثالثة، انقلب عليه بغل.
العم محمود البيطار يؤكد أنّه على الرغم من قلة الزبائن حالياً، فإنّه متمسك بها حتى النفس الأخير في حياته، ولا يفكر إطلاقا في غلق ورشته أو تغيير نشاطها، ليجلس في البيت، مستريحا بعد أن أنهى أبناؤه الخمسة تعليمهم، فهو يعتبر الجلوس في البيت من غير عمل بمثابة موت بطيء.



ألحان وألوان من الموسيقى السعودية تتألق في «طوكيو أوبرا سيتي»

عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)
عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)
TT

ألحان وألوان من الموسيقى السعودية تتألق في «طوكيو أوبرا سيتي»

عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)
عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)

ازدهرت ألحان وألوان من الموسيقى السعودية على مسرح «طوكيو أوبرا سيتي» بالعاصمة اليابانية، وشارك 100 موسيقي ومؤدٍ من الأوركسترا والكورال الوطني السعودي، في رسم لوحة جمالية، جمعت التراث بالثقافة وعذوبة المفردة الموسيقية السعودية.

وعزفت الأوركسترا والكورال الوطني السعودي، أجمل الألحان الموسيقية في ليلة استثنائية كان الإبداع عنوانها، وقدمت التراث الغنائي السعودي وما يزخر به من تنوع على مسرح «طوكيو أوبرا سيتي» بالعاصمة اليابانية، بحضور الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى، وعدد من المسؤولين ورجال الأعمال والإعلام وحضور جماهيري كبير.

‏وبدأت الليلة السعودية في اليابان، بجمالية الاستقبال بالقهوة السعودية لجمهور حفل روائع الأوركسترا السعودية في طوكيو، قبل أن ينطلق العرض الموسيقي الذي افتتحه باول باسيفيكو الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى بالسعودية، وقال في كلمته خلال الحفل، إن النجاحات الكبيرة التي حققتها المشاركات السابقة لروائع الأوركسترا السعودية في العواصم العالمية، عازياً ما تحقق خلال حفلات روائع الأوركسترا السعودية إلى دعم وزير الثقافة السعودي رئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى.

100 موسيقي ومؤدٍ من الأوركسترا والكورال الوطني السعودي شاركوا في الليلة الختامية (واس)

وعدّ باسيفيكو «روائع الأوركسترا السعودية» إحدى الخطوات التي تسهم في نقل التراث الغنائي السعودي، وما يزخر به من تنوع إلى العالم عبر المشاركات الدولية المتعددة وبكوادر سعودية مؤهلة ومدربة على أعلى مستوى، مشيراً إلى سعي الهيئة للارتقاء بالموسيقى السعودية نحو آفاق جديدة، ودورها في التبادل الثقافي، مما يسهم في تعزيز التواصل الإنساني، ومد جسور التفاهم بين شعوب العالم عبر الموسيقى.

وبدأت «الأوركسترا الإمبراطورية اليابانية - بوغاكو ريو أو» بأداء لموسيقى البلاط الإمبراطوري الياباني، وهي موسيقى عريقة في الثقافة اليابانية، توارثتها الأجيال منذ 1300 عام وحتى اليوم. وأنهت الأوركسترا والكورال الوطني السعودي الفقرة الثانية من الحفل بأداء مُتناغم لـ«ميدلي الإنمي» باللحن السعودي، كما استفتحت الفقرة التالية بعزف موسيقى افتتاحية العلا من تأليف عمر خيرت.

حضور جماهيري كبير شهدته ليلة "روائع الأوركسترا السعودية" على مسرح "طوكيو أوبرا سيتي" (واس)

وبتعاون احتفى بالثقافتين ومزج موسيقى الحضارتين، اختتم الحفل بأداء مشترك للأوركسترا السعودية مع أكاديمية أوركسترا جامعة طوكيو للموسيقى والفنان الياباني هوتاي، وبقيادة المايسترو هاني فرحات، عبر عدد من الأعمال الموسيقية بتوزيع محمد عشي ورامي باصحيح.

واختتمت هيئة الموسيقى «روائع الأوركسترا السعودية» الجمعة، بحضور الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى، في جولتها الخامسة بعد النجاحات التي حققتها في 4 محطات سابقة، حيث تألقت في كل جولة بدايةً من باريس بقاعة دو شاتليه، وعلى المسرح الوطني بمكسيكو سيتي، وعلى مسرح دار الأوبرا متروبوليتان في مركز لينكون بمدينة نيويورك، وفي لندن بمسرح «سنترال هول وستمنستر».

اروقة مسرح "طوكيو أوبرا سيتي" اكتضت بالحضور منذ وقت مبكر (هيئة الموسيقى)

وتعتزم هيئة الموسيقى في السعودية استمرار تقديم عروض حفلات «روائع الأوركسترا السعودية» في عدة محطات، بهدف تعريف المجتمع العالمي بروائع الموسيقى السعودية، وتعزيزاً للتبادل الثقافي الدولي والتعاون المشترك لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تتقاطع مع مستهدفات هيئة الموسيقى.