عازفة سعودية تعزف مقطوعاتها الموسيقية في القاهرة

عازفة الكمان السعودية جهاد  الخالدي («الشرق الأوسط»)
عازفة الكمان السعودية جهاد الخالدي («الشرق الأوسط»)
TT

عازفة سعودية تعزف مقطوعاتها الموسيقية في القاهرة

عازفة الكمان السعودية جهاد  الخالدي («الشرق الأوسط»)
عازفة الكمان السعودية جهاد الخالدي («الشرق الأوسط»)

استضاف الصالون الثقافي بجناح السعودية المشارك بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ49، عازفة الكمان السعودية جهاد بنت عبد الإله الخالدي، حيث قدمت عدة مقطوعات موسيقية، بحضور الملحق الثقافي للسفارة السعودية الدكتور خالد النامي، وعدد من مسؤولي الجهات المشاركة ووزارة الثقافة والإعلام، ومنسوبي الملحقية الثقافية بالقاهرة، ورواد الجناح السعودي بالمعرض.
وعبرت الخالدي عن سعادتها البالغة للمشاركة في جناح المملكة بمعرض الكتاب، وذلك تأكيداً على حضور المرأة السعودية، ومشاركتها في كافة الفعاليات والنواحي العلمية والثقافية والفنية المختلفة، سواء داخل المملكة أو خارجها.
وقالت الخالدي: «تلقيت تعليمي في المعهد العالي للموسيقى بالقاهرة منذ بداية المرحلة الابتدائية، وحتى المرحلة الجامعية، وكانت والدتي رحمها الله هي الداعم الأول لي، حيث أصرت على أن أتعلم الموسيقى من الصغر، لأنها كانت لديها قناعات كبيرة في أن تعلم الموسيقى أمر مهم للأطفال، لذلك وجهتني لدراسة الموسيقى وعمري 8 سنوات».
وأشارت عازفة الكمان السعودية إلى أنها عزفت في بداياتها مقطوعات صغيرة وقصيرة، وبعدها تدرجت إلى أن وصلت لمستوى عزف سوناتات ومقطوعات لموزارت وبيتهوفن، وغيرهما، وقد عزفتها في المرحلة الجامعية.
واختتمت الخالدي حديثها قائلة إنه خلال السنوات المقبلة ستقدم المرأة السعودية العديد من الإبداعات المتميزة في كافة المجالات، لما تجده من دعم كبير من قبل القيادة السياسية التي تعطي المرأة دورها في الريادة والتميز.



«الأشباح»... رحلة مبتعثين بين الطموح والوهم

«الأشباح» تجربة برختية تعكس الواقع النفسي والاجتماعي (الشرق الأوسط)
«الأشباح» تجربة برختية تعكس الواقع النفسي والاجتماعي (الشرق الأوسط)
TT

«الأشباح»... رحلة مبتعثين بين الطموح والوهم

«الأشباح» تجربة برختية تعكس الواقع النفسي والاجتماعي (الشرق الأوسط)
«الأشباح» تجربة برختية تعكس الواقع النفسي والاجتماعي (الشرق الأوسط)

ضمن فعاليات النسخة الثانية من «مهرجان الرياض للمسرح»، شهدت العاصمة السعودية عرضاً مميزاً لمسرحية «الأشباح»، التي قدمت تجربة استثنائية لاقت تفاعلاً كبيراً من الجمهور.

تدور أحداثها حول 3 شباب مبتعثين يعيشون صراعاً داخلياً بين طموحاتهم التي يسعون لتحقيقها و«شبح الوهم» الذي يُطاردهم ويُعطل مسيرتهم نحو النجاح.

تُسلِّط المسرحية الضوء بأسلوب درامي يعكس الواقع النفسي والاجتماعي على التحديات التي تواجه الإنسان في حياته اليومية، وتطرح تساؤلات حول الصّراع بين الطموح والقيود النفسية التي قد تُعيقه.

تميزت «الأشباح» باتّباع أسلوب بيرتولت بريخت، الشاعر والكاتب والمخرج المسرحي الألماني، الذي يُعد من أهم كُتاب المسرح في القرن العشرين، والذي يعتمد على كسر الحاجز الرابع بين الممثلين والجمهور، مما أضاف بُعداً فكرياً مميزاً لها.

وعوضاً من الانغماس الكامل في الأحداث، دُفع المشاهدون إلى التفكير النقدي والتأمل في الأفكار المطروحة، مُحوّلين التجربة المسرحية إلى حوارٍ فكري تفاعلي.

وهذا الأسلوب، المعروف بقدرته على تحفيز وعي الجمهور، جعل من «الأشباح» عرضاً يُركّز على المضمون والرسائل الفكرية أكثر من كونه مجردَ وسيلة للترفيه.

«الأشباح» تعرض ضمن فعاليات «مهرجان الرياض للمسرح» (الشرق الأوسط)

أوضح مخرج العمل ممدوح سالم أن المسرحية تهدف إلى تسليط الضوء على الأحلام التي قد تتحوّل أحياناً إلى قيودٍ نفسية تُعرقل الإنسان بدلاً من أن تُحفزّه نحو النجاح.

وقال: «نُريد من خلال هذا العمل تقديم تجربة تدعو المشاهد إلى التوقف والتفكير، مما يُسهم في فتح أبوابٍ جديدة للتغيير والتعبير عن الذات».

وحملت الدراماتورجيا توقيع يوسف مارس، الذي أبدع في بناء حبكة متماسكة وهيكل درامي متين، أضاف أبعاداً عميقة إلى العمل.

وتعاون مارس مع فريق من الممثلين المميزين الذين أضفوا روحاً خاصة لكلّ شخصية، مما جعل العرض غنياً في العمق الإنساني والأداء المميز.

وشارك في تقديم هذه التجربة نُخبة من الفنانين السعوديين، من بينهم خالد الحجيلي وعائشة الرفاعي ومحمد عجيم وبدر العمودي وعبد الله البني.

ونال العرض استحساناً كبيراً من الحضور الذين أشادوا بالرسائل الفكرية التي حملتها المسرحية وبأسلوبها الفني المبتكر.

وعبّر مُشاهدون كُثر عن إعجابهم بأداء الممثلين وبالأسلوب البرختي المستخدم، مُعدّين أن المسرحية ليست مجرد عمل فني، بل هي منصّة للتفكير والحوار في قضايا اجتماعية ونفسية تلامس الواقع.

وفي وقت سابق، قُدمت المسرحية في جامعة عفت بجدة، حيث حظيت بردود فعل إيجابية مماثلة.

وأثنى الجمهور هناك على جودة العمل وتميزه في الطرح، مما يعكس نجاح المسرحية في استقطاب جماهير متنوعة من مختلف المدن السعودية.

تُعد مسرحية «الأشباح» تجربة فنية مميزة في الحركة المسرحية السعودية، إذ تجمع بين العمق الفكري والأسلوب الإبداعي، مما يُعزّز مكانة المسرح بوصفه وسيلة للتغيير الثقافي والاجتماعي.

ويُثبت العرض مرة أخرى، أن المسرح قادر على أن يكون أداة فعّالة لتحفيز النقاشات الفكرية وإحداث تأثيرٍ حقيقي في المجتمع.