السجن سنتان لتونسي «كفّر» السبسي

TT

السجن سنتان لتونسي «كفّر» السبسي

أصدرت المحكمة الابتدائية المختصة بقضايا الإرهاب في العاصمة التونسية حكماً بالسجن لمدة سنتين ضد تونسي كفّر الرئيس الباجي قائد السبسي، وكتب في تدوينة أن «نهاية السبسي ستكون كنهاية علي عبد الله صالح»، في إشارة إلى الرئيس اليمني الذي قتله الحوثيون قبل أسابيع.
وقضت المحكمة في ساعة متقدمة من الليلة قبل الماضية، بسجن المتهم سنة بعد إدانته بتهمة التحريض على المساس بالحرمة الجسدية للأشخاص، وفرضت عليه غرامة مالية بنحو ألف دينار تونسي (نحو 400 دولار أميركي)، كما حكمت عليه أيضاً بالسجن لمدة سنة لإدانته بالتكفير وفرضت عليه الغرامة المالية ذاتها. وإلى جانب السجن لمدة سنتين والغرامة المالية، قضت المحكمة بوضعه رهن الإقامة الإجبارية لمدة 3 سنوات.
وتعود القضية إلى سنة 2017، حين كفّر المتهمُ الرئيسَ التونسي إثر إعلانه خلال الصيف الماضي عن مشروع قانون يقضي بالمساواة في الميراث بين الرجل والمرأة وإجازته زواج المسلمة من غير المسلم. ودوّن المتهم لاحقاً عبارة «نهاية السبسي ستكون كنهاية علي عبد الله صالح» والتي كانت كافية لإدانته وانطلاق عمليات التحقيق الأمني معه. وبالإضافة إلى السبسي، كفّر المتهم أيضاً الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة وحرّض على العنف والكراهية ضد أعوان الأمن، ودعا إلى «الجهاد»، وأبدى مساندته لتنظيمات إرهابية وأعمالها الدموية.
كان القضاء التونسي قد ألقى القبض يوم 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على شخصين وأصدر في الثالث من الشهر الحالي حكماً بالسجن بحقهما لمدة 6 أشهر مع النفاذ، بتهمة ترويج إشاعة عن موت الرئيس الباجي، ونشر الخبر من خلال تقليد علامة قناة «فرانس 24».
على صعيد متصل، تمسك المنصف المرزوقي، الرئيس التونسي السابق، بمقاضاة كل من خطط لتعطيل ممارسة نشاطه السياسي وتعرّضه الفعلي لذلك إثر منعه من الدخول إلى مقر إذاعة «رباط إف إم» بمدينة المنستير (وسط شرقي تونس)، وذلك يوم 29 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وفتحت المحكمة الابتدائية بالمنستير منذ 17 نوفمبر الماضي تحقيقاً قضائياً ضد 6 أشخاص منعوا المرزوقي من دخول مبنى الإذاعة والمشاركة في حصة إذاعية مخصصة لحزب «حراك تونس الإرادة» الذي يرأسه الرئيس السابق.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.