محافظ نينوى السابق: تكرار محاولات استهدافي دليل على فشل خصومي

أثيل النجيفي
أثيل النجيفي
TT

محافظ نينوى السابق: تكرار محاولات استهدافي دليل على فشل خصومي

أثيل النجيفي
أثيل النجيفي

أعلن أثيل النجيفي محافظ نينوى السابق، وشقيق نائب رئيس الجمهورية وزعيم ائتلاف «متحدون» أسامة النجيفي، أن تكرار عملية استهدافه بمذكرات الاعتقال دليل على فشل الجهات التي تقف خلف هذا الأمر، بالإضافة إلى خصوم سياسيين ضعفاء، في إقصائه من المشهد السياسي. وكان القضاء العراقي قد أصدر أول من أمس قرارا يقضي بحبس محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي ثلاث سنوات، ومنعه من السفر، والحجز على أمواله. وكانت محكمة جنح الرصافة في بغداد المختصة بقضايا النزاهة وغسل الأموال والجريمة المنظمة، أصدرت القرار استنادا لأحكام المادة 329 من قانون العقوبات التي تنص على معاقبة أي موظف حكومي بالحبس، في حال استغل وظيفته في وقف أو تعطيل تنفيذ الأوامر الصادرة من الحكومة. وتضمن قرار الحكم أيضا إصدار أمر قبض بحق النجيفي لتنفيذ العقوبة بحقه.
ويقول النجيفي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، تعليقا على صدور مثل هذا القرار، إن «تكرار الاستهداف يأتي لأن الخصوم لم ينجحوا رغم كل ما عملوه ضدي في إقصائي من المشهد السياسي، حيث لم ينجحوا في توجيه وإثبات أي تهمة تتعلق بالإرهاب كما هو الحال مع كثير من القيادات السنية». وأضاف النجيفي أن «هذه الجهات وجدت أن كل محاولات تشويه السمعة لم تغير قناعة أهالي الموصل، بالإضافة إلى فشل البدائل الذين حاولوا دعمهم طوال الفترة الماضية»، مبينا أن «مثل هذه المحاولات ستستمر إلى أن تتيقن الطبقة السياسية الحاكمة من أن استقرار البلاد بحاجة إلى شركاء أقوياء، وليس إلى أتباع أذلاء يغرونهم بالفساد ويتنازلون عن مصالح مجتمعهم».
وردا على سؤال بشأن ما إذا كان لخصوم آل النجيفي من المكون السني دور في ذلك، قال النجيفي إن «خصومي من المكون نفسه ضعفاء، ولا يملكون التأثير في المشهد السياسي، وهم ليسوا أكثر من أدوات بيد الخصوم من المكون الآخر». ولفت النجيفي إلى أنهم «يحاولون إيجاد بدائل عن (متحدون) ولكن كل محاولاتهم ترتد مصدر قوة لائتلاف (متحدون) والتفاف جماهير الموصل حوله».
وكان النجيفي قد أوضح في بيان له، خلفيات مذكرة إلقاء القبض الصادرة بحقه التي تتعلق بخلاف مع الوقف الشيعي حول تحويل ملكية 20 مسجدا من مساجد السنة التاريخية إلى الوقف. وقال النجيفي إنه في عام 2010 طلب ديوان الوقف الشيعي تحويل ملكية 20 مسجدا من مساجد السنة التاريخية إلى الوقف، وجميع المساجد الـ20 في المدينة القديمة التي دمرت الآن بفعل المعارك. وأضاف النجيفي أن «المساجد الـ20 بنيت من قبل أهل السنة، وتقام فيها الصلاة على مذهب أهل السنة منذ مئات السنين، وتقع في مناطق شعبية تتميز بالتزامها المذهبي الشديد، والقوات الأمنية كانت عاجزة عن التجول في تلك المناطق، فأي فتنة ستحدث لو حاول الوقف الشيعي فرض نفسه فيها؟». وأوضح أنه «صدر قرار من مجلس المحافظة ملزم بالنسبة لي، وهو منع نقل أي ملكية أو عقار قبل عرضه على مجلس المحافظة للتصويت عليه؛ لكن الوقف الشيعي اختار إقامة الدعوى القضائية ضدي»، مبينا - وفق البيان - أنه سيمضي «في اتباع السياقات القانونية في الطعن ورفض هذا الإجحاف، ولكنني فخور بأن المتطرفين اضطروا لكشف وجوههم في مواجهتي».
ومن بين المساجد الـ20 التي يطالب ديوان الوقف الشيعي بضمها إليه، جامع الإمام الباهر، وجامع الإمام إبراهيم، وجامع الإمام محسن، وهي مساجد توجد في مناطق ذات أغلبية سنية في مدينة الموصل.



طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.