«أفريكوم» تتهم الجيش الصومالي بقتل صبية في مهمة عسكرية

مبعوث الأمم المتحدة: انسحاب «أميصوم» بمثابة هدية لـ«الشباب»

عناصر من حركة الشباب المتطرفة يشهرون أسلحتهم خارج العاصمة مقديشو  (رويترز)
عناصر من حركة الشباب المتطرفة يشهرون أسلحتهم خارج العاصمة مقديشو (رويترز)
TT

«أفريكوم» تتهم الجيش الصومالي بقتل صبية في مهمة عسكرية

عناصر من حركة الشباب المتطرفة يشهرون أسلحتهم خارج العاصمة مقديشو  (رويترز)
عناصر من حركة الشباب المتطرفة يشهرون أسلحتهم خارج العاصمة مقديشو (رويترز)

أعلنت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا «أفريكوم»، أن قواتها العاملة في الصومال شاركت في مهمة قتلت خلالها القوات الصومالية مسلحين يبدو أن أعمارهم لا تتجاوز الثامنة عشرة.
وقال الجيش الأميركي: إن خمسة مسلحين من حركة الشباب قتلوا وأصيب ستة آخرون خلال غارة مشتركة في الأسبوع الماضي بمدرسة تديرها حركة الشباب المتطرفة، وتم إنقاذ 35 طفلاً.
وقالت قيادة «أفريكوم» في بيان لها، أمس، من مقرها في مدينة شتوتجارت الألمانية: إن بعض الإرهابيين الذين قتلوا في غارة شنتها القوات الأميركية والصومالية خلال الأسبوع الماضي في منطقة شابيل الوسطى، يعتقد أنهم دون سن الـ18 عاماً. وأضاف البيان: «خلال هذه المهمة تعرضت قوات الأمن الصومالية لإطلاق نار من عناصر معادية، وردت القوات الصومالية بإطلاق النار دفاعاً عن النفس، وخلال القتال، قتل خمسة من الأعداء وأصيب ستة آخرون». واعتبر أن «الجنود الأميركيين كانوا في مهمة استشارية ولم يطلقوا النار»، وأسفرت الغارة عن العثور على 35 طفلاً من مركز للتلقين تابع لحركة الشباب. وقال الجيش الأميركي، إنه يدعم حكومة الصومال التي تقع في القرن الأفريقي وجهود منظمة الأمم المتحدة للأطفال (يونسيف) لإعادة أولئك الأطفال إلى أسرهم.
ولم تذكر القيادة الأميركية أي تفاصيل إضافية، في حين أكد مسؤولون أن القوات الأميركية لم تستخدم أسلحتها في الاشتباك.
وسجلت الهجمات الأميركية في الصومال ازدياداً خلال العام الماضي، حيث كثفت القوات الأميركية والصومالية وقوات الاتحاد الأفريقي الهجمات البرية والجوية ضد مسلحي حركة الشباب خلال الأشهر القليلة الماضية. وخلال الأسبوع الماضي، شاركت قوات أميركية بمهمة استشارية في عملية للقوات الصومالية في منطقة شبيلي السفلى على مركز للتعليم العقائدي لحركة الشباب الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة.
إلى ذلك، اعتبر مايكل كيتنغ، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للصومال «أن هزيمة حركة الشباب تتطلب استراتيجية عسكرية وسياسية، واستخدام سياسة العصي والجزرة، فضلاً عن الجهود المستمرة لمعالجة العجز الذي يمنح المتطرفين درجة من المصداقية». وقال كيتنغ في مؤتمر صحافي لمجلس الأمن: إن حركة الشباب «لا تزال تشكل تهديداً قوياً»، مشيراً إلى أن العاصمة مقديشو تعرضت في 14 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي «لأشد الهجمات فتكاً»، حيث قتل ما يقدر بنحو 512 شخصاً، وجميعهم تقريباً من المدنيين. وبعدما رأى «أن هزيمة حركة الشباب تتطلب استراتيجية عسكرية وسياسية»، اعتبر أن «الانسحاب المبكر لقوات بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم) سيكون هدية لحركة الشباب ويخاطر بتقويض المكاسب التي تحققت، بتكلفة بشرية ومالية كبيرة، على مدى العقد الماضي».
وأوضح أنه في مواجهة السياسات المضطربة واستمرار الإرهاب وخطر المجاعة يتعين على الصومال هذا العام، المضي قُدماً في تنفيذ الإصلاحات، وحث على المزيد من الدعم المالي والفني الدولي للبلاد الواقعة في القرن الأفريقي والتي اجتازت انتقالاً سلمياً من السلطة إلى رئيس جديد قبل عام.
وقال كيتنغ: إن الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو وضع أجندة وطنية جديرة بالثناء تشمل الإصلاح المالي، وخلق فرص العمل، والسياسة الشاملة، وحل النزاعات، وإصلاح قطاع الأمن، مضيفاً: «أشجّع بقوة أصحاب المصلحة الصوماليين على التوحد لمعالجة هذه الأولويات وجعل عام 2018 عاماً من التنفيذ».
لكنه لفت في المقابل إلى تفاقم التوتر بشكل حاد في مقديشو من خلال الاعتقال العنيف لسياسي معارض بارز من قبل وكالة الاستخبارات والأمن الوطني والغارة على منزل أحد كبار البرلمانيين، لافتاً إلى أن استبدال رئيس بلدية مقديشو أثار جدلاً.
وأشار إلى أن خطر المجاعة ما زال يلوح بعد 4 مواسم متتالية، وأن خطة مساعدات الإغاثة لعام 2018 تدعو إلى 1.6 مليار دولار، متابعاً: «الفقر المزمن والاحتياجات الإنسانية المستمرة يلقي ظلالاً مشؤومة على الصومال»، مشيراً إلى أن ما يقدر بأكثر من مليوني شخص في حاجة إلى المساعدة. من جهته، اعتبر محمد حجي، سفير الصومال لدى الاتحاد الأفريقي، أن «الوجود التركي إن لم يكن مقبولاً بالنسبة للرئيس الاريتري آسياس أفورقي، فإنه مقبول لدى الصومال والمنطقة بمليون مرة».
ورأى في تصريحات لوكالة «الأناضول» التركية أمس، أن تدشين تركيا أكبر مركز عسكري للتدريب في الصومال: «يأتي في إطار توطيد العلاقات الثنائية»، مشيراً إلى أن افتتاح، المركز ولّد انطباعاً قوياً لدى الشعب الصومالي بأن له صديقاً حقيقياً يقف بجانبه. على حد تعبيره. وكان الرئيس الإريتري أفورقي، انتقد مركز التدريب العسكري التركي في العاصمة الصومالية مقديشو: «الوجود التركي في الصومال»، واعتبره «غير مقبول ولا يساهم في استقرار المنطقة»، لكن السفير الصومالي دافع في المقابل عن التواجد العسكري التركي في بلاده، وقال: إن هدف المركز الذي أقامته تركيا العام الماضي، تمكين قوات بلاده من تولى حفظ السلم والأمن.


مقالات ذات صلة

الجيش الصومالي يقضي على 15 إرهابياً

أفريقيا ضباط صوماليون يشاركون في عرض عسكري خلال احتفالات بالذكرى الـ62 لتأسيس القوات المسلحة الوطنية 12 أبريل 2022 (رويترز)

الجيش الصومالي يقضي على 15 إرهابياً

تمكّنت قوات الجيش الصومالي، في عملية عسكرية، من القضاء على 15 عنصراً إرهابياً ‏من «حركة الشباب» بمحافظة مدغ بولاية غلمدغ وسط البلاد.

«الشرق الأوسط» (مقديشو)
أفريقيا دورية للشرطة الصومالية بالقرب من موقع هجوم انتحاري في مقهى بمقديشو في الصومال الخميس 17 أكتوبر 2024 (أ.ب)

الجيش الصومالي يقضي على أكثر من 30 عنصراً إرهابياً ‏

تمكّن الجيش الصومالي من القضاء على أكثر من 30 عنصراً إرهابياً بينهم قياديان بارزان، ‏وأصيب نحو 40 آخرين في عملية عسكرية مخطَّط لها جرت في جنوب محافظة مدغ.

شمال افريقيا أشخاص يحملون جثمان سيدة قُتلت في الانفجار الذي وقع على شاطئ في مقديشو (رويترز)

هجوم مقديشو يخلّف 32 قتيلاً... و«الشباب» تتبنى مسؤوليتها

قُتل 32 شخصاً على الأقل وأصيب العشرات بجروحٍ في العملية الانتحارية التي تلاها إطلاق نار على شاطئ شعبي في العاصمة الصومالية مقديشو، على ما أفادت الشرطة اليوم.

«الشرق الأوسط» (مقديشو)
شمال افريقيا أشخاص يحملون جثمان سيدة قُتلت في الانفجار الذي وقع على شاطئ في مقديشو (رويترز)

مقتل 32 شخصاً بهجوم لـ«الشباب» على شاطئ في مقديشو

قُتل 32 شخصاً على الأقل وأصيب العشرات بجروح في العملية الانتحارية التي تلاها إطلاق نار على شاطئ شعبي في العاصمة الصومالية مقديشو، على ما أفادت الشرطة اليوم.

«الشرق الأوسط» (مقديشو)
أشخاص يتجمعون بالقرب من حطام المركبات المدمرة بمكان انفجار خارج مطعم حيث كان الزبائن يشاهدون المباراة النهائية لبطولة كرة القدم الأوروبية 2024 على شاشة التلفزيون في منطقة بونديري بمقديشو الصومال في 15 يوليو 2024 (رويترز)

الجيش الصومالي يُحبط هجوماً إرهابياً في جنوب البلاد

أحبط الجيش الصومالي، صباح الاثنين، هجوماً إرهابياً شنّته عناصر «ميليشيات الخوارج» على منطقة هربولي في مدينة أفمدو بمحافظة جوبا السفلى

«الشرق الأوسط» (مقديشو)

مصر تعزّز حضورها في «القرن الأفريقي» بتعاون قضائي وبرلماني

وزير العدل المصري خلال لقائه نظيره الصومالي (وزارة العدل المصرية)
وزير العدل المصري خلال لقائه نظيره الصومالي (وزارة العدل المصرية)
TT

مصر تعزّز حضورها في «القرن الأفريقي» بتعاون قضائي وبرلماني

وزير العدل المصري خلال لقائه نظيره الصومالي (وزارة العدل المصرية)
وزير العدل المصري خلال لقائه نظيره الصومالي (وزارة العدل المصرية)

في خطوة تعزّز حضور مصر في منطقة القرن الأفريقي، بحثت الحكومة المصرية، الأربعاء، سبل تعزيز التعاون القضائي مع الصومال، وكذلك دعم مقديشو في «استكمال صياغة الدستور»، في وقت وقَّع فيه مجلس الشيوخ المصري (الغرفة الثانية للبرلمان) مذكرة تفاهم مع الجمعية الوطنية (البرلمان) في جيبوتي؛ بهدف دعم التعاون بين المجلسين.

وتولي القاهرة أهمية كبيرة لتعزيز علاقاتها مع دول القرن الأفريقي، وفق وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الذي أكد خلال تدشينه خط طيران مباشراً بين مصر والصومال وجيبوتي، في يوليو (تموز) الماضي، اهتمام بلاده بتعزيز مستوى العلاقات مع دول القرن الأفريقي، وعلى رأسها الصومال، ورغبتها في «دعم الاستقرار بدول المنطقة».

وبحسب مراقبين تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، فإن التحركات المصرية في القرن الأفريقي، باتت «ضرورية حماية لمصالحها الاستراتيجية بالمنطقة»، إلى جانب «دعم تلك الدول في مواجهة تحديات داخلية وخارجية».

وبحث وزير العدل المصري، المستشار عدنان فنجري، مع نظيره الصومالي إلياس شيخ عمر، الأربعاء في القاهرة، «تعزيز التعاون القضائي بين البلدين»، إلى جانب «الاستعانة بالخبرات المصرية في تدريب كوادر قضائية صومالية داخل المحاكم المصرية، وفي مركز الدراسات القضائية»، مع الاستفادة من المشروعات الرقمية، «لإعادة هيكلة وزارة العدل الصومالية»، حسب إفادة وزارة العدل المصرية.

وبينما دعا وزير العدل الصومالي إلى «الاستفادة من الخبرات المصرية في استكمال صياغة الدستور الصومالي، بصيغة قانونية، وفق الدساتير الدولية، مع وضع التشريعات، مثل (القانون المدني والجنائي والمرافعات)»، اقترح «إعارة قضاة مصريين للعمل في المحاكم الصومالية قصد المساعدة في التدريب العملي لنظرائهم الصوماليين». كما دعا إلى «منح الكوادر القضائية في بلاده برنامجاً دراسياً داخل الأكاديمية المصرية لمكافحة الفساد؛ بهدف المساعدة في وضع استراتيجية لمكافحة الفساد في الصومال»، حسب إفادة السفارة الصومالية في القاهرة.

ويرى الباحث والمحلل السياسي الصومالي، نعمان حسن، أن التعاون بين البلدين في مجال القضاء والقانون «خطوة ضرورية؛ كون أغلب التوترات الداخلية في الصومال، وحالة عدم الاستقرار، ناتجة من غياب العدالة».

وأوضح حسن في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «حكومة مقديشو تواجه إشكاليات في تطبيق العدالة الناجزة في مناطق مختلفة بالصومال؛ ولذلك فإن الاستعانة بالخبرات المصرية ستدعم قدرات الكوادر القضائية، وتساعدها على إنجاز دستور دائم للبلاد، بدلاً من الدستور المؤقت الحالي».

ويحتكم الصومال إلى دستور مؤقت صدر عام 2012. وفي مارس (آذار) الماضي صوّت البرلمان الصومالي على تعديلات جديدة، تشمل اعتماد نظام اقتراع عام مباشر، وتمديد الفترة الرئاسية من 4 سنوات إلى 5 سنوات.

بموازاة ذلك، وقّع رئيس مجلس الشيوخ المصري، المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، مذكرة تفاهم مع رئيس الجمعية الوطنية الجيبوتية، دليتا محمد دليتا؛ لدعم التعاون بين المجلسين.

رئيس مجلس الشيوخ المصري ورئيس برلمان جيبوتي يوقّعان مذكرة تفاهم (مجلس الشيوخ المصري)

وأكد عبد الرازق خلال استقباله وفداً برلمانياً جيبوتياً، الثلاثاء، حرص بلاده على «دعم العلاقات البرلمانية مع جيبوتي»، مشيراً إلى أن «مواجهة القضايا والتحديات الدولية وفي المنطقة، تتطلب من الدول الصديقة التعاون والتنسيق المستمر»، وفق إفادة لمجلس الشيوخ المصري.

بهذا الخصوص، يؤكد الباحث الصومالي أن «الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي متقلبة بسبب كثرة التدخلات الدولية بها»، مشيراً إلى أن «تنويع القاهرة لتعاونها مع دول المنطقة، مثل الصومال وجيبوتي، قد يساهم في تهدئة التوترات بالمنطقة، ويساعد في تحسن الأوضاع».

من جانبه، يرى الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، صلاح خليل، أن من أهداف الدعم المصري لدول القرن الأفريقي «ردع التحركات الإثيوبية بالمنطقة»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن تطور مستوى العلاقات بين مصر والصومال، «أعاد حضورها بقوة في المنطقة».

وتدهورت العلاقات بين الصومال وإثيوبيا، إثر توقيع أديس أبابا اتفاقية مع إقليم (أرض الصومال) الانفصالي بداية العام الحالي، تسمح لها باستخدام سواحل المنطقة على البحر الأحمر لأغراض تجارية وعسكرية، وسط رفض مصر وعربي.

وحشد الصومال الدعم الدولي لموقفه ضد إثيوبيا، حيث وقَّع مع مصر بروتوكول تعاون عسكري في أغسطس (آب) الماضي، أرسلت القاهرة بموجبه شحنتَي أسلحة لدعم مقديشو، بينما تعتزم إرسال قوات عسكرية بداية العام المقبل جزءاً من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي؛ وهو ما أثار غضب إثيوبيا، التي اتهمت مقديشو «بالتواطؤ مع جهات خارجية لزعزعة الاستقرار».

رئيس مجلس الشيوخ المصري خلال استقباله رئيس برلمان جيبوتي (مجلس الشيوخ المصري)

وتشهد العلاقات المصرية - الصومالية تطوراً في الفترة الحالية، أكدتها نتائج زيارتين للرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، للقاهرة هذا العام، (في يناير/ كانون الثاني وأغسطس الماضيين)، وقد أعلنت مصر دعمها للصومال في مواجهة التحركات الإثيوبية، وقالت إن اتفاق أديس أبابا مع إقليم (أرض الصومال)، «غير قانوني»، وأكدت على «دعم سيادة الصومال على كامل أراضيه».

في سياق ذلك، أوضح خليل أن تنوع مجالات التعاون المصري مع الصومال وجيبوتي «يجعلها أقرب إلى مراكز صنع القرار في هاتين الدولتين»، كما تسعى الحكومة المصرية إلى «توسيع تعاونها مع دول المنطقة مثل إريتريا أيضاً، من منطلق حماية مصالحها الاستراتيجية؛ كونها تؤثر بشكل مباشر على حركة الملاحة في قناة السويس».