الصين تعتزم إجراء انفتاح «مدهش» هذا العام

TT

الصين تعتزم إجراء انفتاح «مدهش» هذا العام

أكدت الصين على التزامها تجاه العولمة، وتعهدت بتعزيز إجراءات غير مسبوقة وتفوق التوقعات لفتح أسواقها، وذلك قبل يومين من إدلاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب بكلمة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، التي من المتوقع أن يدافع فيها عن سياسته الحمائية.
وقال كبير الاقتصاديين الصينيين ليو هي أمس الأربعاء في المنتدى السنوي الذي يجمع عددا من كبار السياسيين ورجال الاقتصاد في العالم إنه من المقرر أن تكشف بكين هذا العام عن عدة إجراءات لفتح أسواقها.. وأضاف أن «بعض الإجراءات سوف تفوق توقعات المجتمع الدولي».
ويعد ليو، العضو بالمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني، أبرز مسؤول صيني يحضر المنتدى هذا العام، بعدما أدلى الرئيس الصيني شين جينبينغ العام الماضي بخطاب بارز يدافع فيه عن العولمة.
وأوضح ليو أن الحكومة الصينية تتعهد بفتح قطاعاتها المتعلقة بالبنوك والسندات والتأمين، بالإضافة إلى الشحن والسكك الحديدية وتصنيع الطائرات. وقال إن «الإجراء الرئيسي الذي سوف نتخذه هو إزالة القيود على الاستثمار الأجنبي».ويشار إلى أن الصين طالما كانت تتعرض لانتقادات لاستخدامها العولمة لصالحها مع إبقاء قيود مشددة على أسواقها. وقد تعهدت القيادة الشيوعية برفع بعض القيود، ولكن الحكومات الأجنبية والمنظمات الاقتصادية قالت إن التقدم الذي تحرزه الصين في هذا المجال بطئ للغاية.
وأوضح ليو أن الانفتاح ليس هاماً فقط بالنسبة للصين لكن للعالم بأكمله، مشيراً إلى أن هذه الإصلاحات الجديدة ستكون بالتزامن مع ذكرى الاحتفال الـ40 بشأن انتقال البلاد من النظام الشيوعي المغلق. مؤكدا أن العولمة الاقتصادية يجب أن تكون أكثر انفتاحاً وشمولاً وتوازناً.
وأشار مستشار الرئيس الصيني إلى أن بلاده وقفت حازمة ضد جميع أشكال الحمائية، موضحاً أن بكين قامت بتوسيع إمكانية الوصول إلى أسواقها المالية مع بدء مبادرة لزيادة الواردات. وكانت الصين قد أعلنت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أنها سترفع سقف ملكية الأسهم الأجنبية في شركات الأوراق المالية والتأمين المحلية.
كما قال ليو إن الصين سوف تعزز أيضاً من إجراءات حماية حقوق الملكية الفكرية، التي تمثل قضية شائكة بالنسبة للمجتمع الدولي. وكانت إدارة ترمب قد فتحت تحقيقا بشأن سرقة ملكية فكرية صينية.
وتتعهد الصين بخفض الرسوم على الواردات مثل السيارات، بحسب ما قاله ليو، وذلك على عكس ما أعلنته أميركا يوم الثلاثاء بأنها سوف تفرض رسوما مرتفعة على وارداتها الصينية من الغسالات ومنتجات الطاقة الشمسية.



كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

TT

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)

يؤدي الرئيس المنتخب دونالد ترمب، اليوم (الاثنين)، اليمين الدستورية بصفته الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة. أما التأثير العالمي لولايته الثانية فقد بدأ يُشعر به بالفعل قبل انطلاق العهد الجديد. فمن القدس إلى كييف إلى لندن إلى أوتاوا، غيّر فوز ترمب الانتخابي وتوقع أجندة ترمب الجديدة حسابات زعماء العالم، حسبما أفادت شبكة «بي بي سي» البريطانية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال إلقائهما كلمة مشتركة بالبيت الأبيض في واشنطن بالولايات المتحدة يوم 28 يناير 2020 (رويترز)

اتفاق وقف النار في غزة

لقد أحدث دونالد ترمب تأثيراً على الشرق الأوسط حتى قبل أن يجلس في المكتب البيضاوي لبدء ولايته الثانية بصفته رئيساً. قطع الطريق على تكتيكات المماطلة التي استخدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتحالف مع شركائه في الائتلاف القومي المتطرف، لتجنب قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي وضعه سلف ترمب جو بايدن على طاولة المفاوضات في مايو (أيار) الماضي. ويبدأ ترمب ولايته الثانية مدعياً الفضل، مع مبرر معقول، في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفق «بي بي سي».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقاء في الأمم المتحدة في نيويورك يوم 25 سبتمبر 2024 (رويترز)

قلق الحكومة البريطانية

ترمب وفريقه مختلفان هذه المرة، وأكثر استعداداً، وربما بأجندة أكثر عدوانية، لكن سعادة ترمب بإبقاء العالم في حيرة واضحة. فهذا الغموض المصاحب لترمب هو ما تجده المؤسسة السياسية البريطانية صادماً للغاية.

حصلت سلسلة من الاجتماعات السرية «للحكومة المصغرة» البريطانية، حيث حاول رئيس الوزراء كير ستارمر، والمستشارة راشيل ريفز، ووزير الخارجية ديفيد لامي، ووزير الأعمال جوناثان رينولدز «التخطيط لما قد يحدث»، وفقاً لأحد المصادر.

قال أحد المطلعين إنه لم يكن هناك الكثير من التحضير لسيناريوهات محددة متعددة للتعامل مع ترمب؛ لأن «محاولة تخمين الخطوات التالية لترمب ستجعلك مجنوناً». لكن مصدراً آخر يقول إنه تم إعداد أوراق مختلفة لتقديمها إلى مجلس الوزراء الموسع.

قال المصدر إن التركيز كان على «البحث عن الفرص» بدلاً من الذعر بشأن ما إذا كان ترمب سيتابع العمل المرتبط ببعض تصريحاته الأكثر غرابة، مثل ضم كندا.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعقدان اجتماعاً ثنائياً في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 28 يونيو 2019 (رويترز)

صفقة محتملة

في الميدان الأوكراني، يواصل الروس التقدم ببطء، وستمارس رئاسة ترمب الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا. وهناك حقيقة صعبة أخرى هنا: إذا حدث ذلك، فمن غير المرجح أن يكون بشروط أوكرانيا، حسب «بي بي سي».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (حينها مرشحاً رئاسياً) يصعد إلى المنصة لإلقاء كلمة حول التعليم أثناء عقده تجمعاً انتخابياً مع أنصاره في دافنبورت بولاية أيوا بالولايات المتحدة يوم 13 مارس 2023 (رويترز)

سقوط ترودو في كندا

يأتي عدم الاستقرار السياسي في أوتاوا في الوقت الذي تواجه فيه كندا عدداً من التحديات، وليس أقلها تعهد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على السلع الكندية.

حتى وقت قريب، بدا جاستن ترودو عازماً على التمسك برئاسته للوزراء، مشيراً إلى رغبته في مواجهة بيير بواليفير - نقيضه الآيديولوجي - في استطلاعات الرأي. لكن الاستقالة المفاجئة لنائبة ترودو الرئيسية، وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند، في منتصف ديسمبر (كانون الأول) - عندما استشهدت بفشل ترودو الملحوظ في عدم أخذ تهديدات ترمب على محمل الجد - أثبتت أنها القشة الأخيرة التي دفعت ترودو للاستقالة. فقد بدأ أعضاء حزب ترودو أنفسهم في التوضيح علناً بأنهم لم يعودوا يدعمون زعامته. وبهذا، سقطت آخر قطعة دومينو. أعلن ترودو استقالته من منصب رئيس الوزراء في وقت سابق من هذا الشهر.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه الرئيس الصيني شي جينبينغ في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 29 يونيو 2019 (رويترز)

تهديد الصين بالرسوم الجمركية

أعلنت بكين، الجمعة، أن اقتصاد الصين انتعش في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، مما سمح للحكومة بتحقيق هدفها للنمو بنسبة 5 في المائة في عام 2024.

لكن العام الماضي هو واحد من السنوات التي سجلت أبطأ معدلات النمو منذ عقود، حيث يكافح ثاني أكبر اقتصاد في العالم للتخلص من أزمة العقارات المطولة والديون الحكومية المحلية المرتفعة والبطالة بين الشباب.

قال رئيس مكتب الإحصاء في البلاد إن الإنجازات الاقتصادية التي حققتها الصين في عام 2024 كانت «صعبة المنال»، بعد أن أطلقت الحكومة سلسلة من تدابير التحفيز في أواخر العام الماضي.

وفي حين أنه نادراً ما فشلت بكين في تحقيق أهدافها المتعلقة بالنمو في الماضي، يلوح في الأفق تهديد جديد على الاقتصاد الصيني، وهو تهديد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على سلع صينية بقيمة 500 مليار دولار.