الميليشيات تنهب أموال اليمنيين تحت غطاء تأسيس شركات

تحركات حكومية في عدن لإنجاح «خطة الاستجابة الإنسانية»

TT

الميليشيات تنهب أموال اليمنيين تحت غطاء تأسيس شركات

وسط تحركات حثيثة للحكومة اليمنية لإنجاح خطة الاستجابة الإنسانية للسنة الجديدة، كشفت ميليشيات جماعة الحوثيين الانقلابية أمس، عن حيلة جديدة لها للاستيلاء على أموال المواطنين ورجال الأعمال في مناطق سيطرتها عبر دعوتهم للمساهمة في تأسيس شركة وطنية برأس مال ضخم يصل إلى مائة مليار ريال يمني.
وفيما اعتبر رئيس الحكومة الشرعية أحمد عبيد بن دغر، استكمال تحرير محافظة تعز (جنوب غرب) من قبضة الميليشيات الحوثية «أولوية ملحة» لدى القيادة اليمنية، فإنه ناقش مع محافظها الجديد أمين أحمد محمود لدى استقباله في عدن «الأوضاع الأمنية والعسكرية والخدمية في المحافظة وعملية استكمال تحرير ما تبقى من مناطق المحافظة».
وذكرت وكالة (سبأ) الحكومية، أن ابن دغر «أدان الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها أبناء تعز من حصار وقصف وتنكيل من قبل الميليشيات الانقلابية الإيرانية من خلال شنهم الحرب الظالمة، وتدمير البنية التحتية واستهداف الأطفال والنساء والمصالح العامة والخاصة».
إلى ذلك عقدت حكومة الانقلابيين الحوثيين غير المعترف بها في صنعاء، لقاءً مع رجال الأعمال في مسعى جديد لابتزازهم وبيع الوهم للمواطنين في مناطق سيطرة الميليشيات. وكشفت الجماعة في اللقاء أنها بصدد تأسيس شركة وطنية عملاقة برأس مال ضخم يصل إلى 100 مليار ريال يمني (الدولار نحو 400 ريال)، داعية التجار ورجال الأعمال والمواطنين إلى المساهمة فيها، حيث حددت قيمة السهم بـ10 آلاف ريال.
ويقول اقتصاديون في صنعاء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، إن هدف الجماعة من هذا المسعى هو محاولة سرقة المزيد من أموال اليمنيين بعدما استنفدت الميليشيات نهب الاحتياطيات من البنك المركزي والسيولة من العملة المحلية. وزعم وزير الصناعة والتجارة في حكومة الميليشيات عبده بشر، خلال اللقاء مع رجال الأعمال، أمس، أن «الشركة الاستثمارية للمشاريع الاستراتيجية» المزمع تأسيسها «ستُعنى بعدد المشاريع الصناعية والتنموية في مجالات مصانع الطاقة المتجددة، وتوليد الطاقة من النفايات، وتجميع السيارات والآلات والمعدات، والصناعات التعدينية، ومصانع مواد البناء، وصوامع الغلال، وخزانات المشتقات النفطية والغاز».
وادعى المسؤول الحوثي أن الشركة الوهمية التي تحاول الجماعة تسويقها للمواطنين «ستعمل أيضاً على إنشاء مشاريع البنوك التجارية والإسلامية، والتأجير التمويلي، ومشاريع اتصالات الهاتف النقال والجيل الرابع، إضافة إلى مشاريع التنمية الزراعية والثروة السمكية والحيوانية، ومراكز الصادرات، والمدن الاقتصادية والصناعية والسكنية والمقاولات الإنشائية». وقال: «إن رأس مال الشركة سيصل إلى نحو 100 مليار ريال، وقيمة السهم الواحد فيها يصل إلى 10 آلاف ريال، وأنها ستعمل على إحداث طفرة اقتصادية في البلاد ونقلة نوعية في عجلة التنمية الاقتصادية الوطنية»، على حد قوله.
في سياق متصل، كشفت وثائق رسمية صادرة عن قيادات الجماعة الحوثية، أنها تسعى إلى عرقلة عمل ما يقرب من 40 منظمة دولية ناشطة في الأعمال الإنسانية والإغاثة، عبر اشتراطها تعيين موالين لها في هذه المنظمات وعدم السماح لها بالقيام بأنشطتها الميدانية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها إلا بترخيص مسبق.
واعتبرت الحكومة الشرعية تصرفات الميليشيات تجاه المنظمات «مخالفة لكل القوانين الدولية والإنسانية، وتقويضاً للعمل الإنساني». وجددت مطالبها بضرورة عمل هذه المنظمات في سياق اللامركزية الإدارية حتى تتخلص من ضغوط الميليشيات.
وبحث أمس، وزير الإدارة المحلية ورئيس اللجنة العليا للإغاثة عبد الرقيب فتح، مع مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في اليمن جورج خوري، تطورات الوضع الإغاثي والإنساني في اليمن، وخطة الأمم المتحدة الإغاثية لعام 2018، وسبل التعاون بين الحكومة اليمنية. وقالت وكالة (سبأ) الحكومية إن فتح ناقش في عدن مع المسؤول الأممي «افتتاح مكتب للمنظمة في محافظة حضرموت، وتفعيل مكتب في العاصمة المؤقتة عدن، والتطبيق التدريجي لمبدأ لامركزية العمل الإغاثي، من خلال تفعيل مكاتب المنظمات الأممية في أقاليم المحافظات».
كما دشن نائب وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نزار باصهيب، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة (أوتشا) أمس، في العاصمة المؤقتة عدن، خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2018 في اليمن، المقدرة بمبلغ 2 مليار و962 مليون دولار.
ودعا باصهيب، المنظمات لنقل مقراتها إلى عدن واستكمال إجراءاتها الرسمية، وشدد على ضرورة تركيز جهود الإغاثة في المناطق الأكثر احتياجاً مثل تهامة (غرب)، والمناطق التي لا تصل إليها أي مساعدات، والمناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين والتي لا تصل فيها المساعدات إلى الفئات المحتاجة الأساسية، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية.
وفي سياق متصل بالخطة الإنسانية لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وزّع المركز أمس، 7500 سلة غذائية على المحتاجين في مديرية المسراخ بمحافظة تعز، من إجمالي الدعم المخصص للمحافظة البالغ 76250 سلة غذائية. كما قدم المركز مساعدات إيوائية للنازحين من محافظتي صعدة وذمار إلى محافظة مأرب، وشملت المساعدات تقديم مواد إيوائية اشتملت على 1500 بطانية و50 خيمة، امتداداً للمشروعات التي ينفذها المركز في اليمن والتي بلغت 175 مشروعاً شملت جميع المحافظات اليمنية دون استثناء.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».