مقتل وجرح 40 مدنياً في قصف حوثي بتعز

الجيش اليمني يؤمّن طرقاً رئيسية ويحرّر عدداً من القرى

TT

مقتل وجرح 40 مدنياً في قصف حوثي بتعز

على وقع التقدم المستمر للجيش اليمني على مختلف الجبهات، ارتكبت ميليشيات جماعة الحوثيين الانقلابية أمس «جريمة مروعة» عبر قصف صاروخي استهدفت به منطقة الخيامي جنوب غربي محافظة تعز، ما أدى إلى مقتل 12 شخصاً على الأقل وجرح نحو 30 آخرين، غالبيتهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال.
واستهدف قصف الميليشيات الحوثية، الذي استخدمت خلاله صواريخ كاتيوشا، استعراضاً لقوات الأمن اليمنية حضره نائب وزير الداخلية اللواء علي ناصر لخشع ومسؤولون محليون، إلا أن القذائف أصابت منازل المدنيين في منطقة الخيامي التابعة لمديرية المعافر، وسقط بعضها قريباً من مكان الاستعراض، ما أدى إلى مقتل مصور وجرح مراسل تلفزيوني.
ونجا نائب الوزير من القصف، وأكد في بيان على موقع وزارة الداخلية اليمنية على الإنترنت «أنه لم يصب بأي أذى»، في حين قال شهود لـ«الشرق الأوسط» إن نائب الوزير أمر عند بداية القصف بإنهاء الاستعراض وإخلاء المنطقة، قبل أن يغادر بموكبه ومعه وكيل محافظة تعز عبد القوي المخلافي. وأفاد الشهود بأن صاروخاً سقط عند باب ميدان الاستعراض وآخر قرب المنصة التي يشاهد منها القادة والمسؤولون وقائع الاستعراض الأمني، الذي نفذته وحدات من قوات الأمن الخاصة، لمناسبة تدشين التدريبات في العام الجديد، كما طاولت الصواريخ الحوثية الأخرى منازل المواطنين في المنطقة، ما أدى - بحسب مصادر طبية - إلى مقتل 12 شخصاً وجرح قرابة 30 آخرين بينهم عدة نساء وأطفال.
وقتل في القصف مصور قناة «بلقيس» اليمنية محمد القدسي، وجرح مراسل قناة «روسيا اليوم» بشير عقلان، إلى جانب إصابة عدد من العسكريين ورجال الأمن بجروح، في حين دان «التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان» (تحالف رصد) القصف الحوثي، ووصفه بـ«الجريمة». وقال في بيان إن «هذه الجريمة البشعة تضاف إلى جرائم الاستهداف الممنهج للمدنيين والقصف العشوائي للمناطق والأحياء المأهولة بالسكان في محافظة تعز، التي سقط فيها مئات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين».
ودعا التحالف «المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إلى القيام بدورها في توثيق ومراقبة الانتهاكات التي تقوم بها ميليشيات الحوثي في هذه المحافظات اليمنية، باعتبارها من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان».
ميدانياً، سيطرت قوات الجيش اليمني في محافظة تعز نفسها ضمن جبهة الساحل الغربي على مواقع جديدة. وقال بيان للمركز الإعلامي لقيادة محو تعز العسكري إن «قوات الجيش حررت قرى الهامد والشاذلية ومزارع الرمة بمديرية المخا، إضافة إلى تحرير قرى المشقر والكديحة والنجيبة في عملية التفاف على مواقع الحوثيين في المديرية ذاتها».
وذكر موقع الجيش (سبتمبر نت) أن هذا التقدم للقوات الحكومية أدى إلى «تأمين الطريق الرابطة بين المخا والخوخة وحيس»، وقال إن «العمليات العسكرية مستمرة حتى تحرير مديرية موزع، التي ستكون منطلقاً سهلاً لتحرير مديرية حيس وتأمين كل من خط حيس النجيبة، وخط المخا والخوخة بشكل كامل». وأسفرت المعارك بحسب الموقع نفسه «عن سقوط أكثر من 15 قتيلاً وجرح العشرات في صفوف الميليشيات، والاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والآليات بعد فرار الميليشيات من المناطق المحررة».
وفي جبهة أخرى في تعز، أفادت المصادر العسكرية للجيش اليمني بأن قواته «صدت محاولة تسلل للعناصر الانقلابية على مواقعها في محيط جبل البرقة وجريدم ومواقع متفرقة بعزلة القحيفة التابعة لمديرية مقبنة»، كما «دارت مواجهات عنيفة في محيط جبل حيد الحمام وجبل رحنق، وامتدت المواجهات إلى تبة الكاهلي بعزلة الفكيكة ومنطقة النوبة عزلة حمير وتبة السلطان عزلة العفيرة، تزامنت مع قصف مدفعي من قبل الميليشيات على قرى متفرقة بعزلة حمير في مديرية مقبنة». وقال موقع الجيش «إن مدفعية الجيش الوطني استهدفت تجمعاً للميليشيات في سائلة وادي الجسر بالأخلود نتج عنه مقتل اثنين من عناصر الميليشيا وإصابة 4 آخرين، فيما نفذ الجيش كميناً محكماً استهدف عناصر الميليشيا الحوثية بعزلة القحيفة ما أدى إلى مقتل ثلاثة حوثيين وجرح خمسة آخرين».


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.