المرعبي يحذر من «غرق» جراء تضخم عدد النازحين

TT

المرعبي يحذر من «غرق» جراء تضخم عدد النازحين

نبّه وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي من «غرق السفينة اللبنانية بمن فيها، إذا ما استمر تحميلها فوق طاقتها»، مذكرا بأن لبنان الذي يبلغ عدد سكانه 4 ملايين نسمة ويستضيف نحو مليوني لاجئ ونازح، «لم يعد قادرا على التحمل واستقبال المزيد من الإخوة النازحين، نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها اللبنانيون».
وأشار المرعبي إلى أن «58 في المائة من الأسر النازحة الموجودة في لبنان تعيش في فقر مدقع، وبالتالي هي غير قادرة على تأمين احتياجاتها الأساسية للصمود، إذ تعيش تحت سقف 2.5 دولار أميركي في اليوم للشخص الواحد، فضلا عن ارتفاع نسبة الأسر التي تعيش تحت خط الفقر، أي بأقل من 3.84 دولارات أميركية للشخص الواحد في اليوم، إلى 76 في المائة من أسر النازحين، ما يعني أن استقبال أعداد إضافية من الإخوة النازحين سيزيد من إفقار النازحين الموجودين أصلا».
ونقلت «الوكالة الوطنية للإعلام» عن المرعبي أن «40 في المائة من اللبنانيين في المناطق النائية، يعيشون تحت خط الفقر، وهم يستضيفون الغالبية الساحقة من النازحين السوريين، حيث تنعدم البنى التحتية، ويزداد الضغط على الخدمات العامة في حال توفرها، وتنعدم فرص العمل للمجتمعين النازح والمضيف».
وأشار إلى أن «الإجراءات التي تتبعها المديرية العامة للأمن العام في الوقت الحالي تسمح بدخول السوريين إلى لبنان في الحالات التالية: السياحة مقرونة بحجز فندقي (لا يتعدى أسبوعين)، زيارة عمل (إقامة مؤقتة لمدة شهر)، للدراسة، للمالك أو المستأجر في لبنان، للقادمين للسفر عبر المطار والموانئ البحرية، ولمراجعة سفارة أجنبية للدخول بموجب تعهد مسبق بالمسؤولية (يسمح لأي لبناني بدعوة أي سوري)، للعلاج الطبي».
ولفت المرعبي إلى أن «الحالات الإنسانية الاستثنائية التي تسمح بدخول النازح السوري في الوقت الراهن تشمل الأطفال غير المصحوبين بذويهم والمنفصلين عن ذويهم (الذين تقل أعمارهم عن 16 سنة) والذين أكد أهاليهم أو الأوصياء القانونيون أنهم نزحوا إلى لبنان، الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يعتمدون على أسرهم وأقاربهم النازحين إلى لبنان، الأشخاص الذين يحتاجون إلى علاج غير متوفر في سوريا، الأفراد الذين يسعون إلى إعادة التوطين أو الانتقال عبر لبنان إلى بلد ثالث مع إثبات السفر إلى خارج لبنان».
وذكر بأن «الأمن العام جدد تمديد مهلة إقامات الرعايا السوريين في لبنان من خلال قرارات عدة، كان آخرها في 3 يناير (كانون الثاني) الجاري، وحتى 31 مارس (آذار) 2018، آخذا في الاعتبار مخاوف النازحين من عبور الحدود إلى سوريا للتمكن من تغيير الكفيل، وسمح بتجديد الإقامات في لبنان وتغيير الكفيل من دون حاجة إلى المغادرة إلى سوريا».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.