جورج ويا رئيساً «ضد الفساد» في ليبيريا

الأفريقي الوحيد الذي حاز الكرة الذهبية وتوج أفضل لاعب في العالم

جورج ويا رئيساً «ضد الفساد» في ليبيريا
TT

جورج ويا رئيساً «ضد الفساد» في ليبيريا

جورج ويا رئيساً «ضد الفساد» في ليبيريا

في كلمته التي ألقاها أمس أمام الحشود مرتدياً جلبابه الأفريقي الأبيض، وعد نجم كرة القدم السابق جورج ويا بتنفيذ الوعود الرئيسية التي قطعها على نفسه في حملته الانتخابية وعلى رأسها محاربة الفساد. وأدى أسطورة كرة القدم الدولي السابق ويا اليمين رئيساً لليبيريا الاثنين، ليستكمل أول انتقال سياسي في البلاد بين رؤساء منتخبين ديمقراطياً منذ 1944.
وقال ويا: «أمضيت سنوات عدة من حياتي في ملاعب رياضية، لكن الشعور اليوم لا يشبه غيره»، شاكراً سيرليف «لوضع الأسس التي يمكننا الآن الوقوف عليها بسلام». وقال، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية، إن أهم أولوياته ستكون القضاء على الفساد وإعطاء الموظفين الحكوميين «رواتب كافية لإعالتهم» وتشجيع القطاع الخاص. لكنه حض المواطنين على إظهار التضامن في المهمات التي تنتظر. وقال ويا: «متحدون ننجح بالتأكيد كأمة، وبالانقسام نسقط بالتأكيد».
وتولى ويا (51 عاماً) المهام الرئاسية خلفاً للحائزة على جائزة نوبل إيلين جونسون سيرليف التي أمضت 12 عاماً في الحكم سعت خلالها لإبعاد الدولة الواقعة في غرب أفريقيا عن آثار حرب أهلية. ووعد ويا بشن حملة على الفساد مع أدائه اليمين. واحتشد الآلاف من المؤيدين ورؤساء المناطق والوجهاء في استاد بالعاصمة مونروفيا لمشاهدة ويا، الذي خرج من أحياء المدينة الفقيرة ليصبح واحداً من أعظم لاعبي كرة القدم في أفريقيا، وهو يؤدي اليمين لتولي رئاسة البلاد أمام كبير قضاة المحكمة العليا فرنسيس كوركبور.
ويمثل أداؤه اليمين أول انتقال سلمي وديمقراطي للسلطة في ليبيريا في أكثر من 7 عقود. وخاض ويا جولة إعادة حقق فيها انتصاراً كاسحاً الشهر الماضي بفضل التأييد الكبير الذي حظي به من الشباب والفقراء.
وجرت المراسم في استاد رياضي غص بالحضور قرب العاصمة مونروفيا. وحضر المراسم رؤساء الغابون وغانا وسيراليون، إضافة إلى أصدقاء ونجوم من كرة القدم من الرفاق السابقين لويا، ومنهم الأسطورة الكاميروني صامويل إيتو. وانتظرت الحشود في طوابير امتدت مسافة كيلومترات وكانوا يرقصون ويغنون ملوحين بالعلم الوطني، وهم ينتظرون بطلهم القادم من أحياء فقيرة في مونروفيا إلى أعلى منصب في البلاد.
ولعب ويا في عدد من النوادي الأوروبية المهمة في تسعينات القرن الماضي، وتوج أفضل لاعب في العالم من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وحاز على جائزة الكرة الذهبية ليكون الأفريقي الوحيد الذي يمنح هذه الجائزة.
وبعد خسارته في محاولته الأولى الترشح للرئاسة أمام سيرليف في 2005، أمضى السنوات الـ12 التالية في بناء مصداقية سياسية توازي شعبيته، وأصبح عضواً في مجلس الشيوخ (السينيت) في 2014. وتعد ليبيريا من أكثر الدول فقراً في العالم، وهي على المرتبة 177 بين 188 دولة على قائمة مؤشر التنمية البشرية لبرنامج التنمية التابع للأمم المتحدة.



«فاغنر» تشارك في معارك على حدود الجزائر

مسلحون من الطوارق في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)
مسلحون من الطوارق في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)
TT

«فاغنر» تشارك في معارك على حدود الجزائر

مسلحون من الطوارق في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)
مسلحون من الطوارق في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)

اندلعت معارك عنيفة ما بين الجيش المالي المدعوم بمقاتلين من «فاغنر» الروسية، والمتمردين الطوارق المتمركزين في مدينة تينزاواتين، الواقعة في أقصى شمال شرقي البلاد، الخميس، والتي تمثل آخر معاقل المتمردين وأهم مركز للتبادل التجاري على الحدود مع الجزائر.

أعلن متمردو الطوارق في مالي أنهم هزموا القوات الحكومية في قتال عنيف للسيطرة على مدينة كيدال الشمالية الرئيسية (أ.ف.ب)

ولا تزال الأنباء القادمة من منطقة المعارك متضاربة جداً، في حين يؤكد كل طرف تفوقه في الميدان، وانتشار مقاطع على وسائل التواصل الاجتماعي لمعارك عنيفة، دون ما يؤكد صحة نسبتها إلى المواجهات الدائرة منذ أمس على الحدود بين مالي والجزائر.

رواية الطوارق

قالت مصادر قريبة من المتمردين الطوارق إن الجيش المالي ومقاتلي «فاغنر» حاولوا السيطرة على مدينة تينزاواتين، ولكن تم التصدي لهم وإرغامهم على الانسحاب بعد أن تكبّدوا خسائر «فادحة».

وقال مصدر محلي: «وقعت المواجهة عند منطقة آشابريش، غير بعيد من تينزاواتين، وانسحب خلالها الجنود الماليون ومقاتلو (فاغنر)، وتركوا خلفهم ثلاث مركبات عسكرية محترقة، ومركبة أخرى سليمة استحوذ عليها الجيش الأزوادي».

وأضاف المصدر نفسه أن المقاتلين الطوارق «شرعوا في عملية واسعة لتمشيط المنطقة، من أجل الوقوف على عدد القتلى في صفوف الجيش المالي ومرتزقة (فاغنر)، كما تأكد أسر جندي مالي أثناء المعركة، وقُتل جندي واحد من صفوف الطوارق وأُصيب آخر»، على حد تعبير المصدر.

دورية لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في كيدال (مالي) 23 يوليو 2015 (رويترز)

في غضون ذلك، قال محمد مولود رمضان، المتحدث باسم تنسيقية الحركات الأزوادية، وهي تحالف لجماعات متمردة يهيمن عليها الطوارق، إن «(فاغنر) تخطط بمعية الجيش المالي للاستيلاء على تينزاواتين، آخر ملاذ للمدنيين الذين فرّوا من انتهاكاتهم».

وأضاف في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «وحدات من جيش أزواد منتشرة في المنطقة تشتبك حالياً مع العدو لصدّ تقدمه»، قبل أن يؤكد: «نواجه تقدماً ونحمي السكان المدنيين النازحين، وكبّدنا مرتزقة (فاغنر) ومعاوني الجيش المالي خسائر كبيرة».

رواية أخرى

لكن الرواية الصادرة عن المتمردين الطوارق، تختلف تماماً عن رواية الجيش المالي، الذي أصدر فجر الجمعة بياناً قال فيه إن وحدة عسكرية تابعة له في منطقة تينزاواتين تعرّضت أمس لما قال إنه «هجوم إرهابي» من طرف المتمردين الطوارق الذين وصفهم بـ«الإرهابيين».

وأضاف الجيش المالي في بيان صادر عن قيادة أركانه أنه تصدى للهجوم وأطلق عملية عسكرية واسعة لملاحقة المتمردين، مشيراً إلى أن «ردة فعل الجيش القوية لا تزال مستمرة، وقد كبّدت المجموعات الإرهابية خسائر ثقيلة»، وفق نص البيان. وتعهد الجيش نشر حصيلة العملية العسكرية في وقت لاحق.

صور من المعارك متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك)

المعركة الأخيرة

تعدّ مدينة تينزاواتين آخر معقلٍ يتمركز فيه المسلحون الطوارق الساعون إلى إقامة دولة مستقلة في شمال مالي، لتحمل اسم «أزواد»، وهم الذين سيطروا على شمال مالي عام 2012، ولكنهم فقدوا السيطرة عليه منذ أن أطلق الجيش المالي عام 2022، عملية عسكرية واسعة النطاق من أجل ما سماه «توحيد الأرض».

وتأتي هذه العملية العسكرية بأمر من المجلس العسكري الذي يحكم مالي منذ انقلاب 2020، قرّر بعده التخلي عن التحالف مع فرنسا، والتوجه نحو روسيا للحصول على أسلحة جديدة، ودعم في الميدان من مئات المقاتلين التابعين لمجموعة «فاغنر» الخاصة.

وسيطر الجيش المالي مطلع العام على مدينة كيدال، عاصمة شمال مالي والمدينة الأهم بالنسبة للطوارق، وأعلن الاثنين الماضي أنه سيطر على منطقة «إن - أفراك» الاستراتيجية الواقعة على بُعد 120 كلم شمال غرب تيساليت في منطقة كيدال.

حركة مسلحة من الطوارق في شمال مالي (أ.ف.ب)

وأطلق الجيش يوم الأربعاء عملية عسكرية للسيطرة على مدينة تينزاواتين القريبة جداً من الحدود مع الجزائر، فيما يمكن القول إنها آخر المعارك بين الطرفين، حين يحسمها الجيش المالي سيكون قد سيطر على كامل أراضيه.

ومنذ بداية العملية العسكرية الأخيرة فرّ المدنيون نحو الجانب الآخر من الحدود، ودخلوا أراضي الجزائر خوفاً من المعارك، وقال أحد سكان المنطقة: «منذ أول أمس، انتشرت شائعات عن هجمات. لقد لجأنا إلى الجزائر. اليوم سمعنا إطلاق نار. إنها اشتباكات بين الجيش المالي والروس ضد تنسيقية الحركات الأزوادية».