ريجيس... مهاجر مهد الطريق أمام اللاعبين السود في الملاعب الإنجليزية

رحل بعد أن تحمل إساءات بالغة بسبب لون بشرته... وسعى دوماً لجعل هذا العالم مكاناً أفضل

ريجيس كان من أبرز نجوم وست بروميتش بين 1977 و1984 («الشرق الأوسط»)
ريجيس كان من أبرز نجوم وست بروميتش بين 1977 و1984 («الشرق الأوسط»)
TT

ريجيس... مهاجر مهد الطريق أمام اللاعبين السود في الملاعب الإنجليزية

ريجيس كان من أبرز نجوم وست بروميتش بين 1977 و1984 («الشرق الأوسط»)
ريجيس كان من أبرز نجوم وست بروميتش بين 1977 و1984 («الشرق الأوسط»)

بصفته لاعباً؛ استغل سيريل ريجيس قوته وقدرته على الانطلاق عبر خطوط الدفاع. وبصفته رجلاً، احتمل ريجيس إساءات لا قبل لإنسان بها من أجل أن يمهد الطريق أمام آخرين.
كانت الشمس تتلألأ فوق الملعب الخاص بديربي كاونتي «بيسبول غراوند»؛ الأمر الذي لم يكن يحدث كثيراً داخل ملعب كان يتحول خلال الأيام الأولى من الشتاء إلى بركة من المياه والرمال والوحل... إلا أنه في مساء أحد أيام السبت نهاية سبعينات القرن الماضي - لا تهم التفاصيل الدقيقة، بما في ذلك النتيجة - بدا أن الطقس يفرد ذراعيه مرحباً بالزائرين، فريق ويست بروميتش ألبيون بقيادة المدرب رون أتكنسون.
في اليوم ذاته، خرج إلى الملعب المهاجم سيريل ريجيس والجناح الأيسر لوري كننغهام والمهاجم بريندون باتسون والمهاجم الأسكوتلندي ألي براون ولاعب خط الوسط لين كانتيلو وباقي أفراد الفريق. وكانوا يرتدون زيهم البديل لتجنب الخلط بينهم وبين زي لاعبي «ديربي كاونتي» بلونيه الأبيض والأسود. وتميزت قمصانهم بخطوط كبيرة رأسية من اللونين الأصفر والأخضر البراق. وبدا زيهم شبيهاً بزي المنتخب البرازيلي. وبالفعل، جاء أداؤهم في بعض الأحيان مشابهاً لأداء المنتخب البرازيلي.
أما ريجيس فكان من نوعية اللاعبين الجديرين بأن تقود سيارتك للسفر إلى مدينة أخرى كي تحظى بمتعة مشاهدته على أرض الملعب. وكذلك الحال مع كننغهام. وكان المرء حينها على يقين بأنه بغض النظر عن النتيجة النهائية، فإنه سيرى مباراة ستبقى عالقة بذاكرته لسنوات. وتجلت أهمية خطة أتكنسون التي اشتهرت باسم «الدرجات الثلاث» عبر مستويات عدة. وقد كانت هناك متعة كبرى في مشاهدة اللاعبين الثلاثة أصحاب البشرة السوداء ريجيس وكننغهام وبريندون على أرض الملعب. ومع أن مشاركتهم فتحت الباب أمام تعرضهم لإساءات عنصرية وصيحات استهجان من قبل بعض الجماهير، فإنهم شكلوا نماذج تحتذى ولا تقدر قيمتها بثمن أمام الأجيال التالية من لاعبي كرة القدم الناشئين من أصحاب البشرة السمراء.
وتجلى هذا الأمر بوضوح عندما نعت كرة القدم الإنجليزية، الاثنين الماضي، وفاة ريجيس غير المتوقعة بسبب أزمة قلبية في سن الـ59. وقد وصفه مهاجم آرسنال والمنتخب الإنجليزي السابق آندي كول بأنه «بطلي وقائدي والرجل الذي كان السبب وراء رغبتي في لعب كرة القدم». أما مهاجم كريستال بالاس السابق مارك برايت فوصفه بأنه «مصدر إلهام لي ولكثير من اللاعبين المنتمين إلى عصري؛ لقد أضاء الطريق أمام كل لاعب داكن البشرة تَبِعه».
كان ريجيس ثالث لاعب أسمر البشرة يمثل إنجلترا على مستوى الفريق الأول، بعد المدافع فيف آندرسون وكننغهام. إلا إن مشاركاته الدولية اقتصرت على 5 مباريات فقط بين عامي 1982 و1987. وفي كل مرة كان يتعرض إما للدفع بآخر محله بعد مشاركته في التشكيل الأساسي (مرتان) أو يشارك هو نفسه بديلا للاعب آخر (ثلاث مرات). في ذلك الوقت، بدا الأمر سخيفاً، ويبدو أسوأ اليوم. حتى أشد المعجبين بإميلي هسكي وروح الإيثار التي لطالما أظهرها داخل الملعب وأخلاقياته الرفيعة، لم يكن لينكر الغرابة الشديدة وراء حقيقة أن يشارك هسكي في 62 مباراة دولية مقارنة بخمسة لريجيس.
ولا شك في أن المناخ الثقافي العام لعب دوراً في أسلوب نظر بعض الجماهير في المدرجات إلى مسألة صعود اللاعبين داكني البشرة في وقت كانت فيه مشاعر التحامل العنصرية لا تزال أمراً شائعاً. وإذا كنت في سن مقاربة لسن ريجيس، فإن هذا يزيد من احتمالات أن تكون قد ترعرعت على موسيقى مارفين غاي وأريثا فرنكلين وأوتيس ريدينغ وجون كولترين وجيمي هندريكس. ولو كانت الحال كذلك، فإنه كان من السهل عليك إذن الترحيب بصعود اللاعبين أصحاب البشرة الداكنة على أمل أنهم ربما يضيفوا شيئاً جديداً وإيجابياً لكرة القدم الإنجليزية.
على أي حال، بيليه، الذي كان يعد في ذلك الوقت أعظم لاعب في تاريخ كرة القدم، أسمر البشرة. وكذلك كانت الحال مع لاعبين برازيليين عظام آخرين. وإذا كانت هناك احتمالية لأن تثمر الهجرة من دول الكومنولث إضافة بعد جديد إلى اللعبة مثلما اتضح في لاعب خط الوسط المدافع نوبي ستايلز والظهير بيتر ستوري وقلب الدفاع نورمان هنتر، فإن هذا الأمر بدا مدعاة للاحتفاء به.
ومع ذلك ورغم مرور 40 عاماً اليوم، فإننا نجد أنه لا يزال عدد قليل فقط من المدربين الإنجليز يثق في اللاعبين داكني البشرة والذين ينظرون إليهم على أنهم رياضيون يتمتعون بقوة البنية الجسمانية أكثر منهم لاعبي كرة قدم. ومال المدربون لتنحية تحفظاتهم تلك جانبا فقط فيما يخص لاعبي الأجنحة أمثال فنس هيلير ومارك تشامبرلين وجون بارنيز ومارك والترز وديفي بينيت وبول كانوفيل وفرانز كار وبالطبع المتألق كننغهام. واستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تبدأ النجاحات التي حققها المدافعون بول مكغراث وريمي موزيس وبول ديفيز وكريس وايت، في إقناع كثير من المدربين بأن اللاعبين أصحاب البشرة الداكنة وأصحاب الأصول العرقية المختلطة يملكون القدرة على الاضطلاع بالأدوار الدفاعية بكفاءة ويملكون الذكاء اللازم للسيطرة على زمام المباريات.
وبصفته لاعبا أسمر في مركز قلب الهجوم، بدا ريجيس ظاهرة نادرة على مستوى فرق الدوري الإنجليزي الممتاز. وكان قد سبقه إلى هذا الأمر كلايد بيست، مهاجم وستهام يونايتد، وكان من بين معاصريه المهاجم جاستن فاشانو ولوثر بليسيت. وتميز ريجيس بالحضور القوي داخل أرض الملعب على نحو يحاكي بيست، لكنه أبدى قدرا أكبر من المهارة في التعامل مع الكرة. وتميز ريجيس ببنيان قوي وبلغ طوله 6 أقدام، بجانب نشاطه المدهش داخل الأماكن الضيقة، وسرعته الشديدة وقدرته الكبيرة على تصويب الكرة، مما جعله أشبه بالبرازيلي غارزينيو أو الليبيري جورج ويا.
أما أهدافه، فكان كثير منها من النوعية التي تعلق بالذاكرة ويصعب نسيانها، أحياناً لأهميتها وأحياناً لمستوى المهارة الرفيع الكامن وراءها. من بين هذه الأهداف هدف الفوز الذي سجله بالرأس خلال مباراة أمام مانشستر يونايتد انتهت بنتيجة 3 - 2 في مباراة بالدور الرابع من بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي موسم 1977 - 1978 الذي عكس قدرة فريدة من جانبه على التوقع والمثابرة. أما هدفه الخامس في مرمى مانشستر يونايتد خلال مباراة انتهت بالفوز على الأخير بنتيجة 5 - 3 على ملعب استاد «أولد ترافورد» في وقت لاحق من ذلك العام فحمل مسحة ساحرة. وبعد عامين، سجل هدفاً في مرمى نوريتش سيتي عُدّ هدف الموسم عندما تلقى كرة آتية من بعيد على صدره وحول اتجاهها وانطلق بها عبر صفوف عدد من المدافعين قبل أن يطلقها باتجاه مرمى الحارس كريس وودز من على بعد 30 ياردة.
هكذا سيتذكر الجميع ريجيس لاعبا كان يعتمد على قوته وإحكامه السيطرة على زمام الأمور ليخترق صفوف المدافعين قبل أن يطلق قذيفة صاروخية تستقر في شباك الخصم. أما رجلا فسوف يتذكره من عرفوه بصفته شخصية ساحرة ومتواضعة وكريمة وكان يسعى دوماً لجعل هذا العالم مكانا أفضل. لقد خرج ريجيس من خلفية متواضعة في نوتنغ هيل وستونبريدج بارك في الستينات ومن أندية الهواة المتواضعة، ليكتب اسمه بصفته واحدا من القيادات الشجاعة لجيل تحمل إساءات لا يتحملها بشر كي يمهد الطريق أمام آخرين.
وهكذا توفي مهاجم وست بروميتش ألبيون والمنتخب الإنجليزي السابق سيريل ريجيس الذي كان من أوائل اللاعبين السود في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، عن 59 عاما. رحل ريجيس بعد أن خاض 5 مباريات دولية بين 1982 و1987، وكان من أبرز نجوم وست بروميتش ألبيون بين 1977 و1984، وسجل له 112 هدفا في 297 مباراة قبل الانتقال إلى كوفنتري سيتي الذي أحرز معه لقبه الوحيد وكان في كأس إنجلترا عام 1987. وبعد رحيله عن ويست بروميتش، انضم إلى كوفنتري وخاض معه 238 مباراة سجل خلالها 47 هدفا، قبل أن يلعب لفريقي آستون فيلا وولفرهامبتون. وكان ريجيس ثالث لاعب من ذوي البشرة السمراء يمثل المنتخب الإنجليزي، بعد فيف آندرسون وكانينغهام، الذي توفي في حادث مروري في إسبانيا عام 1989.
وشكل ريجيس مع لاوري كانينغهام وبرندون باتسون الذي انضم إلى وست بروميتش عام 1978، الثلاثي الأسود الذي أطلق عليه اسم «ذي ثري ديغريز»، أو «الدرجات الثلاث» تيمنا بالفرقة الموسيقية الثلاثية الأميركية التي تكونت من 3 نساء من صاحبات البشرة السوداء عام 1963.
ونعت رابطة اللاعبين المحترفين ريجيس في حسابها على موقع «تويتر» قائلة: «أخبار حزينة جدا هذا الصباح بوفاة الرائد الكروي سيريل ريجيس عن 59 عاما»، مضيفة: «رجل نبيل حقيقي وأسطورة، سنشتاق إليه كثيرا. تعاطفنا مع عائلته وأصدقائه».
وولد ريجيس في غويانا الفرنسية في فبراير (شباط) 1958، لكنه انتقل إلى لندن مع عائلته في سن الخامسة، وشوهد يلعب كرة القدم من قبل رئيس ناد هاو، ومن هنا بدأ المشوار. وأشاد المذيع البريطاني ومشجع وست بروميتش آدريان تشايلز بالدور الذي لعبه ريجيس في التعامل مع العنصرية في اللعبة الإنجليزية خلال السبعينات والثمانينات، قائلا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إنه «في السنوات اللاحقة (التي تلت فترة التعصب العنصري في الكرة الإنجليزية) تشرفت بمعرفته صديقا، ولم يكن يحمل معه أي غضب من تلك الفترة». وتابع: «إيان رايت (هداف آرسنال السابق)، وهو من جيل لاحق من اللاعبين السود، قال: (كنا مثل مالكولم إكس... لكن سيريل كان مثل مارتن لوثر كينغ. سيريل كان دائما يدير خده الآخر»، أي إنه كان مسالما في مناهضته للعنصرية. وتابع: «لقد فعلوا الكثير للعبة والكثير لقضية لاعبي كرة القدم السود».
من جهته، قال مهاجم كريستال بالاس السابق مارك برايت في حسابه على «تويتر»: «كان أكثر من مجرد لاعب كرة قدم، لقد مهد الدرب لكل لاعب أسود جاء من بعده، كان مصدر إلهام بالنسبة لي ولكثير من اللاعبين من جيلي. رجل متواضع؛ لكنه عظيم». وأشاد مهاجم إنجلترا السابق غاري لينيكر بريجيس، قائلا في تغريدة: «شعرت بحزن لسماعي أن سيريل ريجيس توفي. مهاجم مذهل ورجل جيد يتجاوز إرثه كرة القدم، لقد ساعد في تمهيد الطريق أمام لاعبي كرة القدم السود في هذا البلد». ونعى قلب دفاع منتخب إنجلترا ومانشستر يونايتد سابقا ريو فيرديناند الراحل ريجيس: «الرجل العظيم. لقد ساعد في وضع الأساس للآخرين. سيبقى دائما في الذاكرة».


مقالات ذات صلة

بسبب رونالدو... تذاكر ودية النصر في أبوظبي أعلى من «أبطال أوروبا»

رياضة سعودية جماهير تتحلق حول مقر إقامة بعثة النصر في أبو ظبي (نادي النصر)

بسبب رونالدو... تذاكر ودية النصر في أبوظبي أعلى من «أبطال أوروبا»

وصل سعر أغلى تذكرة لحضور مباراة ودية للنصر السعودي بقيادة نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو أمام الوحدة الإماراتي الأربعاء في أبوظبي إلى 578 دولاراً

«الشرق الأوسط» (أبوظبي )
رياضة سعودية لاعبو الأخضر ظهروا بمعنويات عالية في المران الأخير (المنتخب السعودي)

لائحة «كأس العرب» تحرم الأخضر من بديلين لـ«يحيى وذكري»

منعت لائحة بطولة كأس العرب 2025 المنتخب السعودي من استدعاء بديلين للاعبيه المصابين أيمن يحيى وجهاد ذكري، وذلك قبل مواجهة فلسطين في ربع النهائي.

سعد السبيعي (الدوحة) فهد العيسى (الدوحة) علي العمري (الدوحة)
رياضة عالمية بن هاربورغ رئيس نادي الخلود (الشرق الأوسط)

بن هاربورغ: صلاح لا يناسب الدوري السعودي «سناً وأداءً»

قال المستثمر الأميركي بن هاربورغ، رئيس نادي الخلود، إن محمد صلاح لاعب ليفربول لا يناسب الدوري السعودي، وإن أندية المملكة عليها السعي للتعاقد مع لاعبين أصغر سناً

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة عالمية خافيير تيباس (الشرق الأوسط)

تيباس: «الدوري الإسباني» يتطلع لإقامة إحدى مبارياته في السعودية

أكد خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، الأربعاء، طموحه بإقامة مباراة في الدوري المحلي خارج إسبانيا.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية رونالدو يسدد الكرة في شباك الوحدة (نادي النصر)

رونالدو يقود النصر للفوز على الوحدة الإماراتي «ودياً»

فاز فريق النصر السعودي على نظيره الوحدة الإماراتي بنتيجة 4 / 2 في تجربة ودية أقيمت على ملعب الأخير ضمن تحضيرات الفريقين لاستئناف المنافسات المحلية والقارية.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي )

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
TT

قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
  • شهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي كانت في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • حضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي احتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.