تونس: مسرحية «صولو» المغربية تفوز بجائزة مهرجان المسرح العربي

يسدل الستار هذا المساء في المسرح البلدي بالعاصمة على فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي الذي نظمته الهيئة العربية للمسرح من 10 إلى 16 جانفي بالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية.
دورة كانت وفية لكلّ برامجها وفقراتها وجعلت فضاءات العرض بالعاصمة ونزل أفريكا في حركية دائمة على امتداد اليوم وساعات الليل الأولى، لم يتأخّر مؤتمر عن موعده ولم تلغ ورشة من ورشاته أو يؤجّل عرض مسرحي من العروض السبعة والعشرين... برنامج كامل مزدحم بالفعل المسرحي، انتظم في مواعيده المقرّرة، على الرغم من رداءة الطقس والاحتجاجات الاجتماعية المتزامنة مع الاحتفال بالذكرى السابعة للثورة.
في الشارع انطلقت الحناجر صارخة بمطالبها وعلى الركح تحرّك الممثلون العرب يجسّدون انكساراتهم وآلامهم، ويرسمون أحلامهم ورؤاهم في مناخات جديدة استفادت من أهم مكاسب الثورات العربية وهي حرية التعبير... الفعل الثوري والفعل المسرحي، هذا يكمل ذاك في تونس أرض اللقاء والفن والتسامح... قال المسرح كلمته رغم كل شيء... فكانت عربية في هويتها، متعدّدة في خياراتها الجمالية.
على امتداد سبعة أيام انتظم المهرجان العربي للمسرح بالشراكة مع وزارة الشؤون الثقافية تحت شعار «نحو مسرح عربي جديد ومتجدد»، مسرح طالب بإقفال مخافر الشرطة في عقول المبدعين... مسرح ينعشه التزاحم وكثافة الحضور... مسرح لا تتفاعل فيه الرؤى الفكرية والجمالية من خلال المسرحيات فقط، وإنما تتفاعل في رحاب المؤتمر الفكري الذي كان من أبرز محطات هذه النسخة، بحيث بحث في مسألة «السلطة والمعرفة في المسرح»، متفرعاً إلى محاور أخرى ناقشت «المسرح في علاقته بالسلطة»، و«المسرح في علاقته بالمعرفة»، و«سلطة المؤلف ومعارفه»، و«سلطات ومعارف صناع العرض»، دعيت لتأثيثها مجموعة كبيرة من الباحثين والجامعيين والنقاد العرب المختصين في الشأن المسرحي على امتداد خمسة أيام بقاعة المؤتمرات التابعة للنزل.
هذا إلى جانب الندوات الصحافية اليومية التي التقى فيها الإعلاميون بمخرجي وكتّاب المسرحيات المشاركة في فعاليات الدورة العاشرة للمهرجان «شمع» لجعفر القاسمي، و«فريدم هاوس» للشاذلي العرفاوي (تونس)، و«اختطاف» لأيمن زيدان (سوريا)، و«الخادمتان» لجواد الأسدي، و«صولو» لمحمد الحر (المغرب)، و«في قلب بغداد» لمهند الهادي (العراق)، و«غصة عبور» لمحمد العامري (الإمارات)، و«ما بقات هدرة» لمحمد شرشال (الجزائر)، و«أوركسترا» لمجد القصص (سوريا)، و«عطسة» لعبد الله التركماني (الكويت)، و«تشابك» لأحمد الأحمدي (السعودية)، و«حرب طروادة» لروجيه عساف (لبنان)... وغيرها من المسرحيات التي قدم صناعها فكرة عامة عنها قبل العرض وتحاوروا في تفاصيلها بعد المشاهدة... مسرحيات تتنافس على جوائز المهرجان، وأخرى تعرض في إطار المشاركة حتى يتنافذ المسرحيون العرب ويطلعوا على تجارب ومدارس مختلفة بما فيها تجارب الهواة الذين أفرزت لهم هذه الدورة مساحة لعرض خمسة من أعمالهم المسرحية التي رشحتها وزارة الشؤون الثقافية.
هذا إلى جانب أربع ورشات انتظمت لصالح طلبة المعهد العالي للفن المسرحي: ورشة كوميديا ديلارتي وورشة الإيماء وورشة فنون العرائس وورشة تقنيات القناع في كوميديا ديلارتي قام بتأطيرها مختصون في هذه المجالات، علاوة على ورشة للشباب العربي المشارك في المهرجان في واحدة من أهم مدارس المسرح، وهي مدرسة التياترو، وأخرى لصالح التقنيين التونسيين العاملين بمراكز الفنون المسرحية.