مجس ورقي ثوري للكشف السريع عن تلوث المياه

طور باحثون بريطانيون مجسّاً للمياه وُصِف بأنه «أداة استشعار ثورية» للكشف عن تلوث المياه، مخصص للاستخدام في الدول النامية لتقليل الإصابة بالأمراض الخطيرة. وصمَّمَ باحثون في جامعة باث المجس المصنوع من الورق الذي يعمل على غرار عمل «ورقة عباد الشمس» التي يتغير لونها وفق درجة حموضة المياه. ويمكن إنتاجه بكلفة بسيطة لا تزيد عن دولار وربع الدولار، وإدامته، وإعادة تدويره.
ويزن المجس الورقي أقلّ من غرام واحد، ويحتوي على خلية وقود من أقطاب رقيقة جدّاً من الكربون، إضافة إلى طبقة رقيقة من ما يسمى البكتريا «الكهربائية» التي تقوم مع الأقطاب بإرسال إشارة تحذير عند كشف المجس لأي مادة سامة، مثل المبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة والملوثات المجهرية الأخرى.
وقالت الدكتورة ميريلا دي لورينزا التي أشرفت على التطوير الجديد، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، وهي تشرح تصميم المجس إن «الجهاز يحتوي على شاشة من الأقطاب الكربونية المطبوعة. أما أداة الاستشعار فهي تتكون من طبقة رقيقة من (البكتريا الكهربائية)، التي تغطي أحد الأقطاب، وهو القطب الموجب. وفي الوضع الاعتيادي تمر إشارة لتيار كهربائي نتيجة نشاط هذه البكتريا الكهربائية. وعندما يتعرض المجس إلى المواد الملوثة، فإن نشاط هذه البكتريا الكهربائية سيتأثر، وتقل شدة التيار الكهربائي... وهذه هي إشارة التحذير من وجود الملوثات».
وأضافت أن هذا النوع من الأبحاث يقدم الفوائد خصوصاً للمناطق التي تفتقر إلى أدوات للتحليل. كما سيساعد العالم على تجاوز أخطار تلوث المياه.
ويمكن استخدام هذا المجسّ الورقي في المناطق الريفية في الدول المتقدمة أيضاً للكشف عن نقاء المياه، كما يمكن للرياضيين من عشاق التخييم والمشي، استخدامه.
على صعيد ثانٍ، أعلن باحثو جامعة كارل لاندشتينر للعلوم الصحية والجامعة الطبية في فيينا بالنمسا نتائج دراسة موسَّعَة لتحليل نقاء مياه نهر الدانوب. وقال الباحثون إن «نتائجهم تشير إلى خلاصة مؤكدة، وهي وجود تلوث بميكروبات الفضلات على طول النهر الممتد لمسافة 2580 كلم، وأغلب الفضلات كانت بشرية». وظهر أن كميات فضلات الحيوانات في المراعي والمزارع المحاذية لضفتَي النهر كانت هامشية.
وقال ألكساندر كيرتشنر البروفسور في قسم النظافة وعلوم المناعة التطبيقية في الجامعة الطبية في فيينا، في بيان صحافي وصل بالبريد الإلكتروني إلى «الشرق الأوسط»، إن «هذه النتائج مهمة جدّاً، لأن التلوث الناجم عن المصادر البشرية أكثر خطورةً على صحة الناس، مقارنة بالتلوّث الناجم عن المصادر الحيوانية. إذ إن الميكروبات البشرية أكثر خطراً في إصابة البشر».
ودرس الباحثون أكثر من 70 موضعاً في النهر؛ في وسطه وعند ضفتيه، وحلَّلوا عيناتٍ استخلصت منها للعثور على مؤشرات جينية عن الميكروبات. وتعتبر الدراسة الأوسع من نوعها للفضلات في نهر الدانوب، ونُشِرَت في مجلة «ساينس دايركت».