اللبنانيون غاضبون من «بيروت»... ويلومون هوليوود

دعاية الإعلان الترويجي لفيلم «بيروت»
دعاية الإعلان الترويجي لفيلم «بيروت»
TT

اللبنانيون غاضبون من «بيروت»... ويلومون هوليوود

دعاية الإعلان الترويجي لفيلم «بيروت»
دعاية الإعلان الترويجي لفيلم «بيروت»

انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين حملة مطالبة بمنع عرض فيلم جديد من إنتاج هوليوود بالصالات اللبنانية.
والفيلم بعنوان «بيروت»، تعود أحداثه إلى حقبة الحرب الأهلية وحوادثها، تحديداً في عام 1982، ومن المقرر عرضه في 13 أبريل (نيسان)، أي في يوم ذكرى الحرب.
وتدور حبكة الفيلم الرئيسية حول أحد عناصر الاستخبارات الأميركية الذي عاد إلى لبنان بطلب من إدارته بعدما فرّ من بيروت سنة 1972، وذلك لإنقاذ صديق مخطوف لدى تنظيم إرهابي، حسب ما جاء في الصفحة الرسمية للفيلم على «فيسبوك».
وكان الإعلان الترويجي فقط كفيلا بإثارة ضجة كبيرة بين اللبنانيين لعدة عوامل.
أولا، أظهر الإعلان مجموعة من الصور التي تركز على مشاهد بيروت المدمّرة، ومشاهد لمجموعات «إرهابية» وفتيان يركضون في الشوارع حاملين أسلحة. ولكن ما لفت الأنظار هو أن جميع المشاهد وأشكال الأشخاص لا يمتون إلى لبنان بصلة.
ثانيا، لم يصور الفيلم لا في بيروت ولا في أي منطقة لبنانية أخرى.
ثالثا، الممثلون وفريق العمل كله ليس لبنانيا، واللغة المحكية في الفيلم ليست عربية.
وما أثار دهشة الناس أيضا، الموسيقى الهندية المستخدمة في الفيلم، وبُعد الثقافة والجو العام المترجم فيه عن حقيقة المجتمع اللبناني، خاصة في تلك الفترة الحساسة.
والفيلم سيناريو طوني غيلروي وإخراج براد أندرسون وبطولة جون هام إلى جانب الممثلة روزاموند بايك، وأخذت هذه الأسماء ضجة بين فنانين لبنانيين من أنحاء العالم، حيث أجمعوا على ضرورة «منع بيروت» من العرض في لبنان لأنه «لا يمثّل لبنان في لغته وأحيائه وثقافته وتراثه».
ويقول نص العريضة التي يجري تداولها: إن «الفيلم لا يمثّل لبنان، فيلم يشارك في صناعته أي ممثل لبناني، اللهجات المستخدمة غير لبنانية، وموسيقى الفيلم وثقافته غريبتان عن روح لبنان».
وتضيف العريضة: «كأن هوليوود تعيد كتابة تاريخ لبنان وتستغل ماضيه من دون أي رؤية لبنانية»، ودعت إلى جمع أكبر عدد من التوقيعات واستخدام هاشتاغ «بان بيروت» أي امنعوا عرض فيلم «بيروت»، لتسجيل الاعتراض. ونادت العريضة بـ«الحظر الكامل للفيلم على أساس التشهير الثقافي». واعتبرت أنه «يجب وضع نهاية لتسخيف الشرق الأوسط».
وتشرح كريستين نوارا، خريجة إخراج سينمائي في الجامعة اللبنانية، أن المشكلة الأساسية هي «تصوير فيلم عن حقبة مهمة وحساسة للغاية في تاريخ لبنان الحديث، من دون اللجوء إلى أي استشارة في الإخراج أو كتابة النص أو حتى اختيار الممثلين ومواقع التصوير من أي خبير لبناني أو عربي».
وأضافت: «هوليوود هي مدرسة سينمائية نسعى جميعا إلى الالتحاق بها عن قرب، ولكنها لا تستطيع استخدام تاريخ شعب بطريقتها الخاصة بهدف زيادة مبيعاتها».
وفي هذا الإطار، غرد رشاد عثمان قائلا: «يجب على الدولة التصرف بالموضوع ورفع شكوى للجهات المختصة بسبب تشهير السمعة».
وقالت مريم أكانان: «بيروت مدينة ذهبية، ولا يستطيع أحد المساس بثقافتنا وتشويه حقائق ووقائع تعنينا نحن فقط».
أما وزير الثقافة اللبناني، الدكتور غطاس الخوري، فرفض تشويه صورة بيروت وقال: «من المتعارف عليه، حين يقدم أي كاتب أو مخرج على تنفيذ عمل ما، فإن توثيق المكان والتاريخ والموقع هو من باب البديهيات، ليأتي العمل صادقا ومطابقا للواقع المعيش». مضيفاً: «يهمنا أن نعلن للقاصي والداني أن بيروت كانت وما زالت لؤلؤة الشرق ومنصته الثقافية المتقدمة. ولا يسعنا في هذه العجالة إلا أن نستنكر ونشجب هذا العمل، الذي لا يتمتع بأي صدقية. وقد نفذ من دون أي منهجية علمية أو تاريخية صادقة ومنصفة».
وطالب بدوره وزير الدولة لشؤون الفساد نقولا التويني وزارة الثقافة بدراسة إمكانية الادعاء على مخرج فيلم «بيروت» ومنع عرضه.


مقالات ذات صلة

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

يوميات الشرق انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

تقع أهمية النسخة الـ10 من المهرجان بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)

البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

بدأت المرحلة الثانية لـ «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر قبل إعلان الفائزين في فبراير.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

أكد الفنان السعودي فهد المطيري أن فيلمه الجديد «فخر السويدي» لا يشبه المسرحية المصرية الشهيرة «مدرسة المشاغبين» التي قدمت في سبعينات القرن الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها

لبنى عبد العزيز: شخصية «فرح» تنحاز لسيدات كُثر في مجتمعنا السعودي

من النادر أن يتعاطف الجمهور مع أدوار المرأة الشريرة والمتسلطة، بيد أن الممثلة السعودية لبنى عبد العزيز استطاعت كسب هذه الجولة

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ45 «تشريفاً تعتز به».

انتصار دردير (القاهرة )

قصر باكنغهام يخضع لعملية تجديد بتكلفة 369 مليون جنيه إسترليني

سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية (موقع باكنغهام)
سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية (موقع باكنغهام)
TT

قصر باكنغهام يخضع لعملية تجديد بتكلفة 369 مليون جنيه إسترليني

سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية (موقع باكنغهام)
سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية (موقع باكنغهام)

سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية لمدة ثلاث سنوات، يخضع خلالها القصر التاريخي لعملية تجديد ضخمة بتكلفة 369 مليون جنيه إسترليني. وسيجري استقبال أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في القصر عندما يزور المملكة المتحدة الشهر المقبل، لكن بعد ذلك ستجري استضافة جميع الزيارات الرسمية الأخرى في قلعة «وندسور» حتى عام 2027.

وكانت أعمال التجديد قد بدأت في عام 2017، مع التركيز على استبدال الأسلاك والأنابيب القديمة التي لم تُحدَّث منذ خمسينات القرن الماضي، والتي كانت من الممكن أن تتسبّب في «حرائق كارثية أو تدفقات شديدة للمياه».

جدير بالذكر أن الأعمال المستمرة في القصر أدّت إلى نقل المكتب الخاص بعاهل بريطانيا الملك تشارلز الثالث في الجناح الشمالي الذي تجري إعادة تجديده على نفقته الشخصية، إلى الجناح البلجيكي في الطابق الأرضي من الجناح الغربي للقصر الذي يطل على الحديقة. وكانت المساحة التي كان الملك يشغلها سابقاً في الجناح الشمالي تُستخدَم من قِبل الملكة الراحلة إليزابيث الثانية بوصفها سكناً خاصاً، أما مساحته الجديدة الآن فتشمل «غرفة أورليان» التي وُلِد فيها الملك في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 1948.

وفي تصريح لصحيفة «التايمز» البريطانية، قال أحد أصدقاء الملك: «هو دائماً مدرك لأهمية التاريخ، وقرار أن يكون مقره في (غرفة أورليان) لم يكن ليُتخذ بسهولة، لكنه سيستمتع الآن بأداء مهامه بوصفه ملكاً في الغرفة التي وُلد فيها».

كما أنه يجري قطع العشرات من أشجار الكرز والبتولا الفضية في حدائق القصر، للسماح بدخول مزيد من الضوء الطبيعي وتشجيع تجدّد نمو النباتات الأخرى.