«تيت مودرن» من أفضل متاحف الفن الحديث في أوروبا

«تيت مودرن» هو المعرض الوطني البريطاني للفن الحديث العالمي. ويشغل المتحف مكان محطة طاقة «بانكسايد» سابقا، وهي محطة كبيرة لتوليد الكهرباء كانت تعمل بالنفط، على الضفة الجنوبية من نهر التيمز على الجانب المقابل لكاتدرائية «سانت بول». يضم المتحف مجموعة من الأعمال الفنية البريطانية التي تم إبداعها منذ عام 1900 حتى اليوم، إلى جانب مجموعة من الأعمال الفنية العالمية الحديثة والمعاصرة. ويعد متحف «تيت مودرن» واحدا من أكبر متاحف الفن الحديث والمعاصر في العالم.
قام السير غيل جيلبرت سكوت بتصميم محطة كهرباء «بانك سايد»، وهو حفيد السير جورج جيلبرت سكوت، المعماري الذي صمم فندق «ميدلاند غراند» المبهر، الذي يعود إلى القرن التاسع عشر، أمام محطة «سانت بانكراس» في وسط لندن. وربما يشتهر السير غيل بتصميمه لكابينة الهاتف الحمراء المميزة، لكنه أيضا صمم محطة كهرباء «باترسي» في غرب لندن، وجسر ووترلو.
تم بناء محطة كهرباء «بانك سايد» على مرحلتين خلال الفترة بين عامي 1947 و1963. لكن تم إغلاق المحطة عام 1981. ثم بدأ العمل عام 1995 في إصلاح مبنى محطة الكهرباء وتحويله. وبلغت تكلفة الأعمال في المحطة 134 مليون جنيه إسترليني، وقامت جلالة الملكة بافتتاح المتحف الجديد في 11 مايو (أيار) 2000.
تقع محطة الكهرباء السابقة عند الأفق بجوار النهر نظرا لارتفاع المدخنة المركزية الذي يصل إلى 99 مترا. تم جعل ما كان في السابق القاعة الرئيسية للمحركات التوربينية في محطة الكهرباء كمساحة فارغة لإعطاء انطباع وشعور بالفضاء والقوة، بينما تتمحور قاعات عرض الأعمال الفنية حول القاعة الرئيسية في عدة طوابق.
بلغ عدد زائري «تيت مودرن» خلال السنة الأولى التالية لافتتاحه 5.25 مليون زائر، وهو يتمتع منذ ذلك الحين بشعبية كبيرة، حتى أنه أصبح خلال السنوات القليلة الماضية ثالث أهم وجهة سياحية في لندن بعد المتحف البريطاني، والمعرض الوطني في ميدان ترافالغار (الطرف الأغر).
تم تشييد مبنى جديد ملحق بالقاعة مكون من عشرة طوابق بارتفاع 65 متراً جنوب محطة الكهرباء السابقة، وهو يتصل بالمبنى الرئيسي بشكل مباشر على مستويين. بلغت تكلفة تشييد هذا الملحق 260 مليون جنيه إسترليني، أي نحو ضعف تكلفة بناء المتحف الأصلي، وتم افتتاحه في يونيو (حزيران) 2016. وقد وفر المبنى الجديد مساحة تمثل ضعف المساحة الأصلية للمتحف.
وتم إطلاق اسم مبنى «بلافاتنيك» على المبنى الجديد في مايو 2017 تكريماً للملياردير الإنجليزي - الأوكراني السير ليونارد بلافاتنيك الذي أسهم بمبلغ كبير من تكلفة المبنى.
الفن الحديث بطبيعته فن يعد تذوقه مكتسباً، لذا قد لا يروق إلى بعض الناس، خاصة بسبب الطبيعة التجريدية لأكثر أعمال الفن الحديث. مع ذلك يجد الزائر في المتحف ما يروق له. بعض صور المجموعة المعروضة «متجاوزة للزمن»، وتتمتع بشهرة كبيرة، منها لوحة «المرأة الباكية» لبابلو بيكاسو، التي رسمها عام 1937، كرد فعل لفظائع وأهوال الحرب الأهلية الإسبانية.
عند الخروج من المتحف سيرى المرء جسراً معلقاً للمشاة حديثاً ومبهراً يعرف باسم جسر الألفية، وهو يتيح للزائرين عبور النهر، والوصول إلى كاتدرائية «سانت بول». الاتجاه سيراً من المتحف من الضفة الشمالية من تجربة يوصى بها حتى يتمتع المرء بمشاهدة جسر البرج (ووترلو)، ومنطقة «بلاك فرايارز» أعلى النهر.
يمكن زيارة قاعات العرض الرئيسية في المتحف مجاناً، لكن هناك بعض المعارض الخاصة التي يجب دفع رسوم من أجل مشاهدتها.