بالتاريخ والتفاصيل... تعرّف على اليوم «الأكثر كآبة» هذا العام

رجل يعاني من الاكتئاب (رويترز)
رجل يعاني من الاكتئاب (رويترز)
TT

بالتاريخ والتفاصيل... تعرّف على اليوم «الأكثر كآبة» هذا العام

رجل يعاني من الاكتئاب (رويترز)
رجل يعاني من الاكتئاب (رويترز)

إذا كنتم تقرأون هذا المقال الآن، فهنيئاً لكم، لقد اجتزتم أكثر أيام السنة كآبة!
صادف يوم أمس (الاثنين) 15 يناير (كانون الثاني) ما يعرف بـ«الاثنين الأزرق»، أشد أيام السنة كآبة، وفقاً لأستاذ علم النفس البريطاني كليف أرنال.
فبعد الانتهاء من الاحتفالات بالعام الميلادي الجديد في كثير من البلدان، يعود معظم الأشخاص إلى أعمالهم اليومية وحياتهم الطبيعية كأنهم استفاقوا من حلم جميل ليدخلوا إلى كابوس الواقع.
وانطلاقاً من هذه النظرية، قرر أستاذ علم النفس في جامعة كارديف البريطانية، كليف أرنال، عام 2005 تحديد يوم الاثنين الثالث من كل يناير، على أنه أكثر أيام السنة كآبة.
ولاعتماد هذا اليوم خصوصاً مجموعة من الأسباب التي ليست بالضرورة علمية، وفقاً لأرنال، وهي الطقس، ومستوى الديون (وعلى وجه التحديد، الفرق بين الدين وقدرتنا على الإيفاء)، ومقدار المدة المنقضية منذ عيد الميلاد، ومقدار المدة المنقضية منذ فشلنا في تحقيق الوعود التي قطعناها على أنفسنا في السنة الماضية، وكذلك مستويات التحفيز المنخفضة.
وعبر الناشطون حول العالم على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» عن تجربتهم مع «الاثنين الأزرق»، فقال جان بيرو: «استيقظت اليوم ولم أستطع الذهاب إلى العمل. أحسست أنني مرهق نفسياً، ولم أكن أعلم أن اليوم هو الأكثر كآبة عالمياً، فيبدو أن الأمر صحيح بالفعل!».
أما صفحة فريق كرة القدم البريطاني مانشستر يونايتد، فكتبت: «اليوم الأكثر كآبة... لا يبدو الأمر هكذا»، وذلك بعد فوزهم على ستوك سيتي بنتيجة 3 - 0، في الجولة الـ23 من الدوري الإنجليزي الممتاز، التي أقيمت على ملعب أولد ترافولد.
وقامت صفحت شركة السيارات الألمانية «بي إم دبليو يو» بنشر صورة لسيارة مع كتابة: «لا تدع الاثنين الأزرق يعيقك من تحقيق أحلامكم».
وغردت صفحة قوات الأمن الكندية: «هل تعلمون أن هناك أكثر من مليون مراهق يعاني من الكآبة في كندا وحدها؟».
كما أصبح «الاثنين الأزرق» من الأيام الشهيرة في بريطانيا، فتظهر فيه الحملات الدعائية والعروض المخفضة، وتوزع متاجر وجبات مجانية لمساعدة البريطانيين على تخطي هذا اليوم الكئيب.
وفي سؤال حول مدى واقعية ارتباط تاريخ معين بالحالة النفسية للإنسان، أفادت المعالجة النفسية والاختصاصية في محاربة الاكتئاب لدى المراهقين، لمى ربيع، بأن «الاكتئاب هو مرض يصيب الإنسان، وليس وليد يوم أو يومين، بل يحتاج لأسابيع وشهور كي ينضج. فالحديث عن يوم كئيب بمعنى الكآبة العام أمر مبالغ فيه. ولكن، تؤثر العودة من العطلة كثيراً وبكل تأكيد في مزاج الإنسان، فيصبح الشخص كسولاً ويتلاشى حماسه لاستعادة حياته السابقة المكللة بالجهد والتعب». وأضافت: «العام الجديد هو فرصة للأشخاص الإيجابيين لتجديد نشاطهم وتحقيق أهدافهم، أما الأشخاص السلبيون، فسيستغلون هذه الفترة من السنة للتقاعس وإهمال المسؤوليات الموكلة لهم».
وأكدت ربيع أن الترويج ليوم كئيب يعد بحد ذاته عملاً مؤذياً للصحة النفسية، «فالأشخاص الذين لا يشعرون بالحزن في هذا اليوم، ستنتابهم مشاعر سلبية فور سماع الخبر».
وترى المؤسسات الأميركية التي تعنى بالصحة العقلية، أن مفهوم «الاثنين الأزرق» لا أساس له في مجال البحث العلمي، إذ إن «أولئك الذين يصابون بالاكتئاب، يعلمون أن تلك المشاعر لا تتعلق بتاريخ ما».
وتنصح هذه الجهات محاربة الشعور بالاكتئاب عبر ممارسة الرياضة، وقضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة خصوصاً وفي هذا التاريخ، بهدف التخلص من الشعور باليأس والحزن.
أما «مايند»، وهي مؤسسة خيرية للصحة العقلية، فتنفي وجود يوم كئيب، وكتبت في بيان على موقعها الرسمي: «إن هذه الفرضية مضللة بشكل خطير، فأولئك الذين يعيشون مع الاكتئاب يدركون جيداً أن تلك المشاعر لا يمليها تاريخ معين. فمثل هذه الاعتقادات تسهم في إخفاء الحقائق المتعلقة بمرض الاكتئاب وتظهر هذا الاعتلال النفسي بصورة غير دقيقة، وهو ما سيؤدي إلى عدم أخذ هذا المرض على محمل الجد».


مقالات ذات صلة

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

صحتك إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

كشفت دراسة علمية جديدة أن إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)

التوتر قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية في منتصف العمر

يقول الخبراء إن هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

هولندي يروّج للسياحة المصرية بالتجديف في النيل لمدة أسبوع

المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

هولندي يروّج للسياحة المصرية بالتجديف في النيل لمدة أسبوع

المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

دشن المجدف الهولندي المحترف، روب فان دير آر، مشروع «التجديف من أجل مصر 2024»، بهدف الترويج لمنتج السياحة الرياضية المصرية، حيث تستمر الرحلة لمدة أسبوع، وتبدأ من بني سويف (115 كيلومتراً جنوب القاهرة)، وحتى العاصمة القاهرة.

ويهدف المشروع إلى تسليط الضوء على جمال مصر وتراثها الطبيعي والثقافي المتميز، بالإضافة إلى الترويج لمقوماتها السياحية والأثرية المتنوعة، ورفع الوعى بأهمية الحفاظ على نهر النيل.

المُجدّف الهولندي المحترف روب فان دير آر (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووفق عمرو القاضي، الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، فإن مشاركة الهيئة في هذا الحدث تأتي في إطار حرص الدولة المصرية على التعاون مع سفارات الدول الأجنبية بمصر، ولا سيما في الفعاليات والأحداث التي تلقي الضوء على المقصد السياحي المصري والترويج لمقوماته ومنتجاته السياحية المتنوعة والمختلفة.

ولفت القاضي إلى أن «هذه النوعية من الأحداث تخاطب شريحة من المهتمين بمنتج السياحة الرياضية بصفة عامة ومنتج سياحة المغامرات بصفة خاصة، كما أنها تتماشى مع الاستراتيجية الترويجية للهيئة التي تهدف إلى الترويج لمقومات مصر السياحية، علاوة على الدور المجتمعي الذي تقوم به الهيئة في التعاون مع المؤسسات الخيرية».

جدير بالذكر أن هذا المشروع يتم تنفيذه بالتعاون والتنسيق بين سفارة دولة هولندا في القاهرة، ومؤسسة مجدي يعقوب للقلب، وشركة Aspire، وتحت رعاية عدد من الوزارات.

مشروع «التجديف من أجل مصر 2024» يهدف إلى الترويج للسياحة الرياضية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويتوقع وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، الوصول إلى هدف «30 مليون سائح سنوياً» بحلول عام 2031 إذا لم تحدث متغيرات جيوسياسية جديدة بالمنطقة»، وفق تعبيره.

وقال إن «الاستراتيجية التي أعلنتها الحكومة المصرية خلال الفترة الماضية -30 مليون سائح بحلول عام 2028- كانت طَموحة للغاية، ولم تضع في حسبانها الأزمات السياسية والعسكرية التي أثّرت تداعياتها على دول المنطقة والعالم».

ورغم ذلك توقع الوزير أن يشهد العام الحالي زيادة في أعداد السائحين القادمين إلى مصر، ليكون 15.2 مليون سائح في 2024، مقارنةً بـ14.906 مليون سائح عام 2023.