عشرات القتلى بتفجير انتحاري مزدوج في بغداد

الملك سلمان وولي عهده يعزيان الرئيس معصوم في قتلى الحادث الإرهابي

عراقيون في مكان التفجير الانتحاري في بغداد أمس (إ.ب.أ)
عراقيون في مكان التفجير الانتحاري في بغداد أمس (إ.ب.أ)
TT

عشرات القتلى بتفجير انتحاري مزدوج في بغداد

عراقيون في مكان التفجير الانتحاري في بغداد أمس (إ.ب.أ)
عراقيون في مكان التفجير الانتحاري في بغداد أمس (إ.ب.أ)

استيقظت العاصمة العراقية بغداد، أمس، على وقع تفجير انتحاري مزدوج استهدف مسطرا للعمال اليوميين في ساحة الطيران في قلب بغداد أسفر عن مقتل وجرح أكثر من 125 شخصا. وبينما عبرت القوى السياسية العراقية عن إدانتها لما حصل مطالبة بإعادة النظر بالخطط الأمنية، أصدر رئيس الوزراء حيدر العبادي تعليمات إلى القيادات الأمنية بملاحقة الخلايا النائمة في العاصمة وغيرها من الأماكن.
وبعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز برقية عزاء ومواساة للرئيس العراقي الدكتور فؤاد معصوم، إثر الهجوم الانتحاري الذي وقع في بغداد وخلف العديد من القتلى والجرحى، وأكد الملك سلمان وقوف بلاده إلى جانب العراق وشعبه، ومستنكراً العمل الإرهابي الجبان، معرباً للرئيس العراقي ولأسر الضحايا ولشعب العراق تعازيه وتعازي الحكومة والشعب السعودي.
كما بعث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، برقية عزاء إلى الرئيس العراقي الدكتور فؤاد معصوم والشعب العراقي، ومندداً بهذا العمل الإرهابي الآثم.
وقد أصدر مكتب العبادي بيانا قال فيه إن الأخير «اجتمع بقيادات العمليات والأجهزة الاستخبارية في قيادة عمليات بغداد وأصدر مجموعة من التوجيهات والقرارات والأوامر المتعلقة بملاحقة الخلايا الإرهابية النائمة والقصاص منها والحفاظ على أمن المواطنين».
وقال ضابط برتبة رائد في الشرطة العراقية طلب عدم كشف هويته لوكالة الصحافة الفرنسية إن «31 شخصا قتلوا» في التفجير المزدوج. بدوره، أشار المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء سعد معن إلى أن الاعتداء المزدوج «كان بواسطة إرهابيين انتحاريين اثنين».
وساحة الطيران مركز تجاري مهم في العاصمة وتعتبر نقطة تجمع للعمال اليوميين الذي ينتظرون يوميا منذ الصباح الباكر للحصول على عمل. واستهدفت تلك المنطقة مرارا في السابق، باعتداءات دامية. وبحسب الخبير في الحركات المتشددة، هشام الهاشمي، فإن «الهجمات التي وقعت في ساحة الطيران منذ عام 2011 كانت تسعة وأوقعت أكثر من 180 قتيلا». وأضاف أن تلك التفجيرات كلها «وقعت قبل الانتخابات أو بعدها (...) وتهدف إلى «إثارة الفوضى السياسية والطائفية».
وبعيد ساعات عدة من الهجوم الأول، قتل شخص بانفجار قنبلة في شرق بغداد، وفق ضابط الشرطة نفسه، الذي أشار إلى أنها ناجمة عن خلاف عشائري وليس اعتداء.
وعقب فترة هدوء نسبي، عادت العاصمة العراقية لتشهد ازديادا في الهجمات مع انطلاق العمليات العسكرية لاستعادة مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، من تنظيم داعش، والتي أعلنت «تحريرها» في يوليو (تموز) 2017. ومساء السبت الماضي، قتل خمسة أشخاص على الأقل في هجوم نفذه انتحاري يرتدي حزاما ناسفا قرب حاجز للقوات الأمنية في شمال بغداد. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن جميع هذه الهجمات.
إلى ذلك، اعتبر الخبير الأمني فاضل أبو رغيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «ما حصل إنما هو عملية ارتدادات لما حدث من عمليات تحرير للأراضي، حيث إنه بعد خسارته أرض التمكين حيث بدأ عملية تمترس من جديد في محاولة لالتقاط أنفاسه». وأضاف أن «منطقة شمال وغرب بغداد لا تزال تعد المجهز الرئيسي لمثل هذه العمليات» كاشفا أن «انتحاريي ساحة الطيران إنما هما امتداد للانتحاري الأول الذي فجر نفسه في ساحة عدن قبل ثلاثة أيام حيث كانوا ثلاثة في الأصل طبقا للمعلومات الاستخبارية».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.