صواريخ روسية على ريف إدلب... وفصائل تتصدى لقوات النظام

انطلاق حملة لإغاثة النازحين

TT

صواريخ روسية على ريف إدلب... وفصائل تتصدى لقوات النظام

صعّدت الطائرات الحربية والمروحية التابعة للنظام السوري أمس قصفها بالصواريخ والبراميل المتفجرة على مناطق ريف إدلب، بمسعى لتغطية محاولات القوات البرية استعادة السيطرة على ما خسرته من قرى في الريفين الجنوبي والشرقي، فيما أفيد عن صواريخ روسية استهدفت ريف مدينة معرة النعمان الشرقي، قالت مصادر في المعارضة إنها باليستية وأطلقتها بوارج روسية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 6 بينهم 4 أطفال أصيبوا على خلفية سقوط صواريخ يُعتقد أنها روسية على مناطق في قرية دير شرقي، بريف مدينة معرة النعمان الشرقي، لافتا إلى أنها استهدفت مدرسة ومناطق في محيطها بالقرية. وفيما أكدت وكالة «إباء» التابعة لـ«هيئة تحرير الشام» القصف الروسي، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن قائد عسكري في غرفة عمليات «رد الطغيان» نبأ سقوط صواريخ باليستية على بلدتي أبو الظهور والدوير في ريف إدلب الشرقي أُطلقت من بوارج روسية في البحر المتوسط مقابلة لمدينة طرطوس الواقعة غرب سوريا. وأكد القائد العسكري «وقوع إصابات بين المدنيين، إضافة إلى دمار كبير في المناطق التي تعرضت للاستهداف».
في هذا الوقت، استمرت معارك الكر والفر بين القوات التابعة للنظام وفصائل المعارضة في الريفين الشرقي والجنوبي لإدلب، وتحدث المرصد عن «احتدام المعارك على محاور في الريفين الشرقي والجنوبي الشرقي لإدلب، إثر استمرار النظام في محاولة تحقيق تقدم واستعادة السيطرة على القرى الـ21 التي خسرها في ريف إدلب».
وأفاد ناشطون في المعارضة عن مقتل وجرح العشرات من عناصر النظام والميليشيات التابعة له، باستهداف فصائل مواقعهم بريف إدلب، وأشاروا إلى أن «فصائل المعارضة صدّت في الساعات الماضية أكثر من محاولة تقدم لقوات النظام باتجاه قرية الخوين، حيث كبّدتها خسائر كبيرة بالعتاد والأرواح، في ظل قصف مكثّف للطيران الحربي والمروحي على المنطقة».
وفي محافظة حماة، أشار المرصد إلى مقتل 4 أشخاص على الأقل في قصف من قبل قوات النظام على مناطق في بلدة كفرزيتا، بريف حماة الشمالي، موضحا أن من ضمن القتلى طفلين ومواطنة. من جهتها، تحدثت مصادر معارضة عن «استعادة الفصائل المقاتلة السيطرة على قرية بالريف الشمالي الشرقي، كما قتل عدد من عناصر قوات النظام في قاعدة كونكورس»، وأشارت إلى غارات استهدفت بلدات بالريف الشمالي والشمالي الغربي لحماة.
وفي الوقت الذي استمرت في الشمال السوري حركة النزوح هرباً من موجة القصف المتصاعد، أعلنت عدة مؤسسات إنسانية عن إطلاق حملة لإغاثة النازحين من ريفي حماة وإدلب تحت عنوان «حملة إدلب الكبرى». وتهدف الحملة، بحسب مواقع معارضة، إلى تنسيق العمل الإنساني للوصول إلى أكبر عدد ممكن من النازحين، الذين وصل عددهم إلى أكثر من 200 ألف نازح موزعين في الشمال السوري. ويتواصل توافد العائلات النازحة من ريف حماة وإدلب الشرقيين وريف إدلب الجنوبي، بشكل كبير باتجاه منطقة شرق معرة النعمان والريف الشمالي لإدلب، وتفتقر غالبية العائلات لأدنى مقومات الحياة. وتواجه قرى ريف حماة وإدلب الشرقيين والجنوبي منذ أكثر من شهرين، حركة نزوح هي الأكبر من المنطقة هرباً من القصف اليومي المستمر من قبل الطيران الروسي والسوري على حد سواء، لا سيما في ريف حماة، تزامنا مع امتداد المعارك لمنطقة ريف إدلب الجنوبي.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.