«المجتمع المدني» اللبناني يرتّب صفوفه لإعلان تحالفاته الانتخابية

تعويل على خرق رغم الصعوبات التي يفرضها القانون

TT

«المجتمع المدني» اللبناني يرتّب صفوفه لإعلان تحالفاته الانتخابية

يستعد المجتمع المدني، ومرشحون مستقلون في لبنان، لخوض الانتخابات النيابية في عدد من المناطق، طارحين عناوين إصلاحية شبه موحّدة، معوّلين على بعض التعديلات التي أضيفت إلى القانون الانتخابي الجديد، والتي قد تخولّهم إحداث خرق في صورة البرلمان التقليدية.
وبانتظار اكتمال خريطة تحالفاته، لا تغيب الاصطفافات السياسية بين أحزاب السلطة عن حسابات المجتمع المدني. فوفق القانون الجديد، من شأن اتفاق الأحزاب والتحالف فيما بينها تقليص حظوظ مرشحي المستقلين والأحزاب الصغيرة، بينما سيكون تشتّت هذه الأحزاب، وإن بنسبة معينة، لمصلحته ومصلحة وصول مرشحيه إلى مقاعد البرلمان.
البحث في التحالفات الانتخابية بين هذه المجموعات التي خاض عدد منها الانتخابات البلدية، وصل إلى مستوى متقدم. وهناك اتفاق على عناوين عريضة ستشكّل الجامع الأساس للوائح التي يفترض الإعلان عنها في 27 مارس (آذار) المقبل كحد أقصى، في وقت بدأ فيه عدد من الأشخاص إعلان ترشّحهم، بحسب ما يقول المرشّح عن المجتمع المدني في دائرة الشوف - عاليه، مارك ضو. ولا تزال بعض المجموعات تدرس خيار المشاركة أو عدمها، بينها، «بيروت مدينتي» التي كانت لها مشاركة فعالة في الانتخابات البلدية الأخيرة. وكانت هذه المجموعة اتخذت قراراً في وقت سابق بمقاطعة الانتخابات، لكنها عادت وفتحت الباب أمام خيارات أخرى سيحسم الموضوع بشأنها في وقت قريب، وسيكون، بحسب مصادرها، إما المقاطعة أو المشاركة المباشرة عبر ترشيح أشخاص، أو غير المباشرة عبر تقديم الدعم فقط.
ويؤكد ضو لـ«الشرق الأوسط» أن العناوين العريضة بين المجموعات، خصوصاً تلك التي كانت رأس حربة الحراك المدني في السنوات الأخيرة، هي شبه موحدة في مختلف القضايا، وترتكز على البيئة والتنمية المحلية والدولية المدنية وفك الارتهان للخارج ومحاربة الفساد السياسة الضريبية.
وفي حين يلفت إلى أن التواصل مستمر وعلى درجة عالية مع مختلف مجموعات المجتمع المدني الذي لا يزال في مرحلة تنظيم صفوفه الانتخابية، يشير إلى أنه في غياب الهيكلية التنظيمية المركزية يتم اليوم الإعلان عن الترشيحات الفردية تمهيداً لإعلان اللوائح في مرحلة لاحقة، مؤكداً: «التحدي الأهم بالنسبة إلينا هو بناء تنظيم محلي رغم بعض الاختلافات».
ويبدو ضو متفائلاً بتحقيق نتائج إيجابية منطلقاً في ذلك على 3 دراسات أظهرت، كما يقول، أن نسبة تأييد المجتمع المدني في دائرة الشوف - عاليه، تتراوح بين 11 و15 في المائة، ما قد يؤدي إلى وصول نائب أو اثنين إلى البرلمان من المجتمع المدني. وعن التحالف مع الأحزاب، يقول: «نحن لا نسعى لنكون عدداً مكملاً في اللوائح، بل نعمل لإيجاد حيثية لنا من دون أن نقطع الطريق أمام التحالفات الأخرى بشكل نهائي، علماً أنه ومهما كانت التحالفات يبقى الصوت التفضيلي هو الحاسم».
تفاؤل ضو لا يعكسه كثيراً المدير التنفيذي لـ«الجمعية اللبنانية لديمقراطية الانتخابات» عمر كبول، منطلقاً في رأيه من غياب عدالة التمثيل في القانون الانتخابي. ويقول لـ«الشرق الأوسط»، إنه إضافة إلى أن قيمة الصوت تختلف بين دائرة وأخرى وفق هذا القانون، فإن الصعوبة بالنسبة إلى المجموعات والأحزاب الصغيرة تنطلق من اعتماد الدوائر الصغيرة والصوت التفضيلي الذي يعتمد على الانتماء المذهبي والحزبي، في وقت كانت فيه المهمة ستكون أسهل لو اعتمدت الدوائر الكبرى أو المحافظات على سبيل المثال.
وإضافة إلى عدد من المجموعات التي أعلنت المشاركة رسمياً في الانتخابات وتلك التي لا تزال تخوض مفاوضات بهذا الشأن، بينها «بدنا نحاسب» و«طلعت ريحتكم» وغيرها، دعت «حركة مواطنون ومواطنات في دولة» إلى «العمل معاً من أجل تحقيق تظهير الحجم الفعلي الكبير للرافضين لسلطة الأمر الواقع، وذلك من خلال التحالف السياسي المتين في هذا الاستحقاق وفي غيره»، مشيرة إلى أن الجهود في هذا المسعى بدأت منذ أشهر طويلة وستثمر قريباً.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».