«صفقات ديسمبر» تنقذ موسم «إيرباص»

TT

«صفقات ديسمبر» تنقذ موسم «إيرباص»

تخطت «إيرباص» منافستها الأميركية «بوينغ»، لتعتلي صدارة سوق الطائرات العالمية، وتفوز في السباق السنوي على طلبات الشراء، للعام الخامس على التوالي، بفضل صفقات محمومة في الأسابيع الأخيرة لعام 2017، لكن تظل هناك شكوك بشأن مستقبل طرازها المهم «إيه 380».
وقالت شركة صناعة الطائرات الأوروبية، أمس (الاثنين)، إن صافي طلبيات الشراء بعد الإلغاءات زاد 52 في المائة إلى 1109 طائرات في 2017، مما يضعها قبل «بوينغ»، البالغ صافي طلبياتها 912. وحققت «إيرباص» إجمالي 1229 طلبية غير معدلة، بالمقارنة مع 1053 لـ«بوينغ».
وأكدت «إيرباص» أنها حققت هدفها الأساسي لعام 2017 لتسليمات تزيد على 700 طائرة، عبر تسليم 718 طائرة إلى زبائن في 2017، بارتفاع 4 في المائة عن العام السابق، على الرغم من تأخيرات لأسباب صناعية.
وحلت المجموعة الأوروبية، التي يوجد مقرها في تولوز بجنوب فرنسا، كما في السنوات السابقة، بعد «بوينغ» في عدد الوحدات التي سلمتها العام الماضي، مع أنه رقم قياسي بلغ 718 وحدة، مقابل 768 وحدة لمنافستها «بوينغ».
وقال فابريس بريجييه، رئيس الشركة، إن شركة توريد المحركات «برات آند ويتني» حققت تقدماً في معالجة التأخيرات التي عطلت إنتاج الطائرات وحيدة الممر، وتوقع ما يقرب من 800 عملية تسليم في 2018. كما توقع أن تسمح الطلبيات قيد التنفيذ القياسية، التي تزيد على 7 آلاف طائرة حالياً، لـ«إيرباص» بزيادة التسليمات، مقارنة مع «بوينغ» في 2020. وكانت «بوينغ» قد أثارت تساؤلات بشأن ما إذا كانت الطائرات التي باعتها منافستها سيجرى تسليمها.
وتركز التقدم الكبير في مبيعات ديسمبر (كانون الأول) الماضي بشكل أساسي على المكون الأساسي بمحفظة «إيرباص»، وهي عائلة الطائرة «إيه 320» متوسطة المدى، التي تنافس الطراز 737 الأفضل مبيعاً لدى «بوينغ».
وكانت بعض مصادر القطاع قد أثارت تساؤلات بشأن ما إذا كانت «إيرباص» قد اضطرت إلى خفض الأسعار لتحقيق النتائج القياسية، المتمثلة في نيل أكثر من 800 طلب شراء في ديسمبر، والذي تضمن بيع 430 طائرة عبر مستثمر أميركي.
لكن رئيس المبيعات جون ليهي قال إن الزيادة ترجع إلى طلب أقوي من المتوقع، بعد أن ختمت شركات الطيران العام ببيانات قوية لحركة السفر، وسط ارتفاع أسواق الأسهم والنمو الاقتصادي. وأبلغ ليهي الصحافيين في مؤتمر بالهاتف: «كل ما في الأمر أن السوق أقوي في كل مكان».
لكن في الوقت ذاته، أعلن ليهي أن المجموعة الأوروبية للصناعات الجوية «لن يكون لديها خيار آخر سوى وقف برنامج طائراتها (إيه 380)، إذا لم تتقدم طيران الإمارات بطلبية جديدة».
وقال ليهي، خلال عرضه النتائج التجارية للمجموعة في 2017: «بصدق، إذا لم نصل إلى اتفاق مع طيران الإمارات»، أكبر زبون للطائرات العملاقة «لن يكون لدينا خيار آخر سوى وقف البرنامج». وكان ليهي يرد على سؤال عن مستقبل الطائرات العملاقة التي لم تتلق المجموعة أي طلبية لها منذ سنتين.



النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.