الموسم الثامن للشعر النبطي ينطلق في أبوظبي اليوم

قد يكون اسم مهرجان «الشعر النبطي» السنوي الذي تستضيفه عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة تحت اسم «شاعر المليون» يجتذب الانبتاه إلى الجائزة المليونية أكثر مما يثير حشرية الناس لهذا النوع الأدبي الذي شاع تاريخيا في شبه الجزيرة العربية والذي تسعى لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي إلى إعادة إحيائه وتعميمه وجعله شعبيا. والحقيقة أن هذا المهرجان الذي يطفئ هذا العام شمعته الثامنة أخذ يحتل مكانا مرموقا على مساحة الوطن العربي لأنه لم يعد محصورا في شبه الجزيرة بل تخطاها إلى كثير من الأقطار، والدليل على ذلك أن لجنة الاستماع والتقييم «فحصت» للموسم الثامن نحو 1500 متسابق. سيبدأ 48 شاعرا وشاعرة التباري انطلاقا من مساء هذا اليوم في أولى حلقات شاعر المليون في مسرح «شاطئ الراحة» في مدينة أبوظبي. وكما في مهرجانات الفروسية أو مسابقة أمير الشعراء أو غيرها كثير من النشاطات، فإن الغرض من «شاعر المليون» يندرج في إطار استراتيجية لجنة إدارة المهرجانات «الهادفة لصون التراث وتعزيز الاهتمام بالأدب والشعر العربي» وفق البيان الصادر عنها أمس.
باكورة التنافس الذي يستمر حتى شهر أبريل (نيسان) المقبل في المكان نفسه وبوتيرة أسبوعية «15 أسبوعا» ستضم في حلقته الأولى مساء اليوم 6 شعراء من خمس دول «من أصل 48 شاعر»، وهؤلاء هم: نبهان الصمتي «عمان» وعلي الغياث «الأردن» ومساعد بن عريج العجمي «الكويت» ونواف التركي الظفيري وتهاني التميمي «السعودية» وأخيرا عبيد بن خصيف الكعبي «الإمارات». وسيتم بث حلقات المسابقة على قناتي الإمارات وبينونة مساء كل ثلاثاء. وحظيت السعودية بحصة الأسد من الشعراء الـ48 المتأهلين إذ بينهم 16 شاعرا سعوديا و9 من الكويت و5 من الإمارات و5 من الأردن. ويتوزع الباقون على البحرين «ثلاثة» وسوريا «ثلاثة» والعراق «اثنان» وشاعر واحد من كل من اليمن ومصر. وتتشكل لجنة التحكيم من ثلاثة خبراء هم الدكتور غسان الحسن وحمد السعيد وسلطان العميمي. وتبلغ القيمة الإجمالية للجوائز الممنوحة 15 مليون درهم إماراتي منها خمسة ملايين للفائز الأول الذي يحصل أيضا على «بيرق الشعر» وجوائز أقل للأربعة الآخرين.
في المؤتمر الصحافي التمهيدي، اعتبر رئيس لجنة المهرجانات اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي أن المهرجان «مناسبة لاستذكار أهم الشخصيات التي ساهمت في بناء المنطقة والعالم وفرصة لإبراز عطاءاتها المحدودة» في إشارة إلى رئيس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان الذي سمت أبوظبي عام 2018 «عام زايد». واعتبر المزروعي أن الشيخ زايد قد «زرع في الأجيال الجديدة عشق التراث والاعتزاز به وحب العادات والتقاليد الأصيلة»، إضافة إلى أنه كان من «أبرز محبي وناظمي الشعر النبطي باعتباره يمثل وجدان الوطن ويعبر عن هويتنا الوطنية وذاتنا الإنسانية». وشكر المزروعي الشيخ محمد بن زايد لرعايته المهرجان الذي يندرج في إطار رؤية الإمارات واستراتيجيتها المستقبلية الشاملة 2030.
وبحسب الأرقام التي وفرها نائب رئيس اللجنة، فإن لجنة التحكيم قابلت ما لا يقل عن 12 ألف شاعر في جولاتها الخليجية والعربية وأن أكثر من ألف قصيدة نظمها شعراء «شاعر المليون» حتى اليوم منذ انطلاق المهرجان كما أنه وفر منصة انطلاق لـ384 شاعرا من 17 دولة عربية استطاعت أبوظبي تقديمهم لعشاق الشعر النبطي.