الجيش الإسرائيلي يدمر نفقاً لـ{حماس} يمتد من غزة إلى النقب وحتى سيناء

يدعي استخدامه لنقل المحاربين... ويغلق معبر «كرم أبو سالم»

شاحنتان فلسطينيتان تنتظران المرور من معبر «كرم أبو سالم» الذي أغلقته سلطات الاحتلال بعد تفجير النفق (أ.ف.ب)
شاحنتان فلسطينيتان تنتظران المرور من معبر «كرم أبو سالم» الذي أغلقته سلطات الاحتلال بعد تفجير النفق (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يدمر نفقاً لـ{حماس} يمتد من غزة إلى النقب وحتى سيناء

شاحنتان فلسطينيتان تنتظران المرور من معبر «كرم أبو سالم» الذي أغلقته سلطات الاحتلال بعد تفجير النفق (أ.ف.ب)
شاحنتان فلسطينيتان تنتظران المرور من معبر «كرم أبو سالم» الذي أغلقته سلطات الاحتلال بعد تفجير النفق (أ.ف.ب)

أقدمت قوات الجيش الإسرائيلي على قصف نفق كان يمر من تحت معبر البضائع في «كرم أبو سالم»، مرات عدة بغرض تدميره، مدّعية أنه يمتد من قطاع غزة إلى إسرائيل وحتى سيناء المصرية، وكان يستخدم لنقل الأسلحة والمحاربين في الاتجاهين بين المناطق الفلسطينية والمصرية. وقررت معاقبة الفلسطينيين على ذلك فأغلقت معبر «كرم أبو سالم»، الذي يستخدم لنقل البضائع ويعتبر شريان الحياة للمواطنين في مدن ومخيمات القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيانات متلاحقة، إن حماس تعمدت حفر النفق تحت مجموعة من المواقع الاستراتيجية. وعندما أعلنت حماس أن هذا النفق استخدم لتهريب البضائع التموينية من سيناء إلى قطاع غزة، ردت إسرائيل بالقول إنه استخدم بالأساس لتهريب الأسلحة ولتهريب منفذي العمليات.
وقال رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إن «إسرائيل ترد بذلك على الاعتداءات التي تشن على دولة إسرائيل، ونقوم بذلك من خلال شن هجمات ممنهجة ومدروسة جدا على البنى التحتية الإرهابية الموجهة ضدنا. يجب على حماس أن تفهم أننا لن نسمح بمواصلة الاعتداءات علينا وأننا سنرد بقوة أكبر».
وكانت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي قد قصفت، قبل منتصف الليلة قبل الماضية بوقت قصير، ما سماه الجيش الإسرائيلي، في بيانه الأول: «بنية تحتية إرهابية» شرق رفح في قطاع غزة بالقرب من الحدود المصرية. ووفقا لتقارير فلسطينية، فقد استهدف القصف نفقا مهما. وهذا هو ثالث نفق تقوم إسرائيل بتدميره منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بالقرب من حدودها مع قطاع غزة. وكان النفق الأول تابعا لحركة الجهاد الإسلامي وكان الباقيان تابعين لحماس. وفي وقت سابق، أبلغ الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين، وبشكل استثنائي، أنه قرر إغلاق معبر كرم أبو سالم مؤقتا. وجرى نقل هذا البلاغ بواسطة منسق أعمال الحكومة في المناطق الجنرال يوآف مردخاي. وقال الناطق العسكري إن القرار الذي وصف بالاستثنائي في طبيعته، اتخذ «بناء على تقييم للأوضاع».
يذكر أن إسرائيل تعتبر الأنفاق «سلاحا استراتيجيا خطيرا» ضدها، لأنها ترمي إلى نقل مقاتلين إلى تخوم إسرائيل وتنفيذ عمليات وراء خطوط الجيش الإسرائيلي وفي البلدات اليهودية المحيطة بالقطاع. وفي الآونة الأخيرة، ازداد التوتر على الحدود، على خلفية استمرار بناء الجدار المضاد للأنفاق، الذي يضرب جذورا تحت الأرض، وعلى خلفية كشف وتدمير الأنفاق وإطلاق الصواريخ. وتنسب إسرائيل إطلاق النار إلى المنظمات السلفية، وفي حالتين على الأقل، إلى الجهاد الإسلامي. ومنذ تصريح الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، جرى إطلاق أكثر من 40 صاروخا وقذيفة هاون من قطاع غزة، سقط نصفها تقريبا في إسرائيل، بينما سقط الباقي داخل قطاع غزة. وقد حذر مسؤولون إسرائيليون كبار، بمن فيهم رئيس الوزراء، نتنياهو، ووزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان ورئيس الأركان، غادي آيزنكوت، مؤخرا، حماس والجهاد الإسلامي من مواصلة حفر الأنفاق الهجومية وأعلنوا أن إسرائيل ستعمل على تحديد مكانها وتدميرها.
وفى الأسبوع الماضي شاهد رئيس الأركان غادي آيزنكوت، مناورة لوحدة نخبة في الجيش، تناولت سيناريو تسلل خلية فدائية كبيرة عبر نفق إلى مستوطنة إسرائيلية على حدود قطاع غزة. وفي نهاية الأسبوع، تواصلت المظاهرات الفلسطينية بالقرب من السياج في قطاع غزة، احتجاجا على إعلان ترمب. وأصدر اللواء مردخاي بياناً اتهم فيه حماس بتوزيع قنابل يدوية الصنع على المتظاهرين الشباب، الذين ألقوا بها على قوات الجيش بالقرب من السياج. وفي الضفة الغربية واصلت قوات الجيش البحث عن خلية إطلاق النار الفلسطينية التي قتل أفرادها الحاخام رزيئيل شيفاح بالقرب من بؤرة حفات غلعاد، غرب نابلس، في الأسبوع الماضي. ولمح نتنياهو، الأسبوع الماضي، إلى أنه يتوقع تحقيق تقدم في حل القضية. ويشعر الجيش والشاباك بالقلق إزاء أعمال العنف التي يقوم بها نشطاء يمينيون متطرفون ردا على القتل.
وجرى منذ الهجوم، تسجيل ما لا يقل عن ثماني حالات لتدمير ممتلكات فلسطينية من قبل المستوطنين الإسرائيليين في منطقة نابلس، بما في ذلك تحطيم نوافذ السيارات واقتلاع أشجار الزيتون. ويظهر المستوطنون في أشرطة فيديو صورها فلسطينيون، أثناء قيامهم بقطع وتكسير فروع الأشجار. كما شوهد في التوثيق مجموعة من جنود الجيش الإسرائيلي وهي تقف على رأس التل وتشاهد ما يحدث من دون أن تتدخل، إلا بعد أن تم قطع وتخريب عشرات الأشجار.
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيانه، أن نحو 30 مستوطنا ملثما نزلوا باتجاه حواره ظهر أول من أمس. ويدعي الجيش أنه تم تخريب عدد قليل من الأشجار، وأنه قام بتفريق المستوطنين.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».