واشنطن قلقة من اختراقات الـ«درون»

خوفاً من هجمات على قواعد نووية

قلق أمني أميركي من ازدياد تحليقات طائرات «درون» فوق العاصمة
قلق أمني أميركي من ازدياد تحليقات طائرات «درون» فوق العاصمة
TT

واشنطن قلقة من اختراقات الـ«درون»

قلق أمني أميركي من ازدياد تحليقات طائرات «درون» فوق العاصمة
قلق أمني أميركي من ازدياد تحليقات طائرات «درون» فوق العاصمة

أعلن الكولونيل باتريك داغان، قائد القاعدة العسكرية الفيدرالية في واشنطن العاصمة، قلقه لازدياد تحليق طائرات «درون»، (من دون طيار)، خاصة فوق العاصمة. وقال إن أكثر من ألف تحليق سجل خلال شهرين في الصيف الماضي. وحذر قادة عسكريون آخرون من اختراق هذه الطائرات قواعد نووية داخل الولايات المتحدة.
وقال داغان في صحيفة «واشنطن بوست» أمس: «هل الذين يفعلون ذلك أعداء؟ لا نعرف. يمكن استعمال هذه التكنولوجيا للهجوم علينا هنا داخل وطننا. أرى أن أساس المشكلة ليس أنهم أعداء أو أصدقاء، بل أننا لسنا مستعدين لمواجهة هذا الخطر الجديد».
في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وافق الكونغرس على حصول وزارة الدفاع على مسؤوليات أكثر لتنظيم تحليقات الدرون داخل الولايات المتحدة. وفي الشهر الماضي، وقع الرئيس دونالد ترمب على ذلك في جزء من ميزانية وزارة الدفاع السنوية.
وقال تقرير أصدرته قاعدة اغلين (ولاية فلوريدا) العام الماضي، حيث يوجد متخصصون في الـ«درون»، إن الطائرات اخترقت مجالات جوية حيوية وحساسة داخل الولايات المتحدة. وفي العام نفسه، قال الجنرال جون هايتن، قائد القيادة الاستراتيجية العليا، أثناء استجواب في الكونغرس: «تهدد هذه التحليقات قواعدنا وأسلحتنا. وأكثر ما تهدد أسلحتنا النووية».
وأصدرت وزارة الدفاع أوامر بإسقاط أي طائرة «درون» تقترب من أكثر من 130 قاعدة عسكرية أميركية داخل الولايات المتحدة. وقال الكابتن جيف ديفز، المتحدث باسم البنتاغون، أن تفاصيل الأوامر سرية. لكنها تشمل «تدميرها، أو التحفظ عليها، إذا شكلت تهديدا».
وأضاف: «ضاعفت زيادة الطائرات التجارية والخاصة من دون طيار في الولايات المتحدة مخاوفنا حول أمن وسلامة منشآتنا، وحول سلامة الطيران، وأمن المواطنين».
في ذلك الوقت، قالت وكالة «رويترز» إن سبب ذلك هو أن طائرات «(درون) صارت رائجة كألعاب الأطفال، وصارت في أيدي أعداد كبيرة من الهواة. وصارت لها استخدامات تجارية، مثل التصوير من الجو».
وكانت شركات أميركية عملاقة، مثل «أمازون» و«غوغل»، أعلنت أنها تخطط لاستخدام هذا النوع من الطائرات في توصيل السلع المبيعة عبر الإنترنت.
وتشير تقديرات «وكالة الطيران الاتحادية (إف إيه إيه)» إلى ارتفاع عدد الطائرات التجارية من دون طيار من نحو 42 ألفاً في نهاية 2016، إلى توقع نحو نصف مليون طائرة خلال الأعوام القليلة المقبلة، وإلى أكثر من مليون بعد ذلك بفترة قليلة.
في ذلك الوقت، قالت صحيفة «واشنطن بوست» إن العسكريين يخافون من زيادة الإقبال، خصوصا خلال موسم أعياد الميلاد وبداية العام الجديد، من شراء هدايا طائرات «درون». وأيضا، يخافون من استعمالها في أغراض إرهابية أو إجرامية.
قبل 3 أعوام، أصدرت الحكومة الأميركية قانونا عن تسجيل اسم وعنوان كل من يشترى طائرة من هذا النوع. في ذلك الوقت، قال مايكل هويرتا، مدير وكالة الطيران الاتحادية (إف إيه إيه): «تلقينا كثيرا من الشكاوى عن طائرات (درون) تحلق قرب مطارات، وأماكن حساسة ومهمة. لهذا، قررنا أن على كل مستخدم لهذا النوع من الطائرات أن يتبع معايير السلامة المعروفة». وأضاف: «ستكون المعلومات عن كل مستخدم طائرة (درون) متاحة للجميع. وسيكون كل واحد مسؤولا عن أفعاله، وسيواجه عقوبات إذا خالف القانون».
وقالت مصادر إخبارية إن وزارة الأمن الداخلي تشترك في حملة تسجيل هذه الطائرات، وذلك بعد تقارير بأن إرهابيين داخل الولايات المتحدة يمكن أن يستخدموها. وقبل 3 أعوام، حقق مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) مع طلاب مسلمين وعرب في جامعة كاليفورنيا بعد تقرير في صحيفة الجامعة عن تجارب بقسم التكنولوجيا في كلية الهندسة عن تطوير هذا النوع من الطائرات.



عودة ترمب تضع قادة العالم في مأزق: تهانٍ دبلوماسية بعد انتقادات لاذعة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) يصافح الرئيس دونالد ترمب (د.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) يصافح الرئيس دونالد ترمب (د.ب.أ)
TT

عودة ترمب تضع قادة العالم في مأزق: تهانٍ دبلوماسية بعد انتقادات لاذعة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) يصافح الرئيس دونالد ترمب (د.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) يصافح الرئيس دونالد ترمب (د.ب.أ)

عاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، إلى البيت الأبيض بعد فوزه في انتخابات 2024، مما وضع عدداً من قادة العالم في موقف دبلوماسي حرج، حيث وجدوا أنفسهم مجبرين على مواجهة تعليقاتهم السابقة، التي شنَّت هجمات قاسية عليه. وبينما كانوا ينتقدون سياساته خلال ولايته الأولى، فإنهم اليوم يصوغون رسائل تهنئة ويدخلون في محادثات دافئة معه، استعداداً لمرحلة جديدة من العلاقات بين بلدانهم والولايات المتحدة. وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست».

في أوروبا، تزداد المخاوف بشأن تداعيات عودة ترمب على الأمن القاري، خصوصاً في ظل تصريحاته السابقة التي أشار فيها إلى أن حلف «الناتو» لا يفي بالتزاماته المالية.

في المملكة المتحدة، اضطر ديفيد لامي، وزير الخارجية الحالي في حكومة حزب «العمال»، إلى تقديم تهنئة رسمية لترمب، رغم سجله السابق في انتقاده، حيث كان قد وصفه بأنه «عنصري، ومعتل نفسي، وتهديد للنظام الدولي». ويأتي ذلك في سياق تعليقات ساخرة من المعارضة السياسية ووسائل الإعلام، حيث عنونت صحيفة «ديلي ستار» البريطانية على صفحتها الأولى بـ«هذا محرج».

حتى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي بارك فوز ترمب، واجه تلميحات ساخرة من الزعيمة الجديدة لحزب المحافظين، كيمي بادنوش، التي تساءلت عمّا إذا كان ستارمر قد اعتذر لترمب عن تصريحات لامي السابقة. وفي حين لم يرد ستارمر مباشرة، فإنه أشار إلى أن لقاءه الأخير ترمب كان بنّاءً للغاية.

وفي فرنسا، هنَّأ الرئيس إيمانويل ماكرون الرئيس الأميركي المنتخب ترمب، عبر محادثة وصفها مكتبه بـ«الدافئة»، رغم علاقة شابها كثير من التوتر خلال ولاية ترمب السابقة. فبعد فترة من المصافحات الحماسية والخلافات السياسية، يستعد ماكرون الآن للتعامل مع ترمب في قضايا دولية ملحة، مثل الحرب في أوكرانيا، والصراع في الشرق الأوسط.

وعلى غرار الساسة الأوروبيين، قام سفير أستراليا في واشنطن، كيفن رود، بحذف منشورات سابقة وصف فيها ترمب بأنه «مدمر، وخائن للغرب». وأعرب رود عن استعداده للعمل مع الإدارة الأميركية الجديدة؛ لتعزيز العلاقات الثنائية.

يشير المشهد الحالي إلى أن العودة السياسية لترمب قد تضع علاقات الولايات المتحدة مع حلفائها على محك جديد، خصوصاً في ظل تحديات دولية تتطلب تنسيقاً مشتركاً، في حين يبرز المأزق الذي يواجهه قادة العالم بين تصريحاتهم السابقة والواقع السياسي الجديد.