الرئاسة الجديدة للاتحاد الأوروبي تركز على محاربة الإرهاب والمقاتلين الأجانب

الأمن والاستقرار ومراقبة الحدود ومكافحة الهجرة من أولويات العمل

وزير الداخلية البلغاري فالنتين راديف وزميلته في الحكومة وزيرة العدل على هامش الجلسات في العاصمة صوفيا أول من أمس («الشرق الأوسط»)
وزير الداخلية البلغاري فالنتين راديف وزميلته في الحكومة وزيرة العدل على هامش الجلسات في العاصمة صوفيا أول من أمس («الشرق الأوسط»)
TT

الرئاسة الجديدة للاتحاد الأوروبي تركز على محاربة الإرهاب والمقاتلين الأجانب

وزير الداخلية البلغاري فالنتين راديف وزميلته في الحكومة وزيرة العدل على هامش الجلسات في العاصمة صوفيا أول من أمس («الشرق الأوسط»)
وزير الداخلية البلغاري فالنتين راديف وزميلته في الحكومة وزيرة العدل على هامش الجلسات في العاصمة صوفيا أول من أمس («الشرق الأوسط»)

تستعد الحكومة البلغارية لعرض أولويات عملها خلال فترة الرئاسة الدورية للاتحاد، التي تمتد حتى نهاية يونيو (حزيران) المقبل، وسيتم إلقاء برنامج عمل الرئاسة الجديدة للتكتل الموحد، أمام أعضاء البرلمان الأوروبي، بعد يومين على هامش الجلسات التي عقدت في ستراسبورغ.
ويأتي ذلك بعد أن استضافت العاصمة صوفيا الجمعة أول من أمس، الاجتماع التقليدي بين أعضاء المفوضية الأوروبية وحكومة الدولة التي تنتقل إليها الرئاسة الدورية، وقامت الأخيرة بإطلاع أعضاء الجهاز التنفيذي للاتحاد على أولويات عمل الرئاسة البلغارية للاتحاد.
وفي نفس التوقيت كان وزير الداخلية البلغاري فالنتين راديف يتحدث أمام أعضاء لجنة الشؤون الداخلية والعدل في مقر البرلمان الأوروبي ببروكسل، بحضور وزيرة العدل ستيكا ستاشيفا، وقال الوزير، إن بلاده ستبذل كل الجهود لتحقيق الاستقرار والأمن والعمل على أوروبا موحدة وقوية وكذلك مراقبة أكثر صرامة للحدود في إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية بالإضافة إلى مستقبل أفضل لدول غرب البلقان».
وخلال مداخلته قال الوزير: «سيكون التركيز على محاربة التطرف والإرهاب وتحقيق الأمن السيبرائي إلى جانب الاهتمام بملف ما يعرف باسم المقاتلين الأجانب، الذين سافروا للقتال في صفوف (داعش) في سوريا والعراق وتثير مسألة عودتهم مخاوف الدول الأوروبية عقب الهزائم التي تلقاها التنظيم».
وفي الوقت نفسه شدد الوزير على ضرورة العمل المشترك وتبادل المعلومات الأمنية في هذا الصدد، مشيراً إلى أن بلاده ستبذل المزيد من الجهد للتوصل إلى اتفاق سياسي حول هذا الأمر إلى جانب اتفاق حول مراقبة أكثر صرامة للحدود الأوروبية ضد الهجرة غير الشرعية وقال الوزير إن الشهور الستة المقبلة مهمة جدا في هذه الملفات وسوف تسعى بلغاريا خلال رئاستها للاتحاد على العمل من أجل تحقيق تقدم في هذه الملفات.
وخلال المداخلات وطرح الأسئلة قالت البرلمانية أنا جوميز، إن ملف مكافحة تمويل الإرهاب له أهمية كبيرة في العمل الأوروبية لمواجهة خطر الإرهاب والتطرف، وتساءلت البرلمانية عن الجهود التي ستبذلها بلغاريا في هذا الصدد في وقت تعاني فيه البلاد من مشكلات تتعلق بالفساد والتزوير وغسيل أموال، وبعض من هذه الجرائم يستخدم في تمويل الإرهاب، ووصلت قيمة الأموال الواردة في هذه القضايا إلى عشرة مليارات يورو، ورد الوزير بالقول إن مواجهة تمويل الإرهاب يتطلب التعاون والعمل المشترك وتبادل للمعلومات وإن المؤسسات الأوروبية والدول الأعضاء تسير على طريق توحيد الجهود في هذا الأمر.
ومع مطلع الشهر الحالي قالت بلغاريا، إن أوروبا تحتاج إلى الأمن والاستقرار والتضامن، ونوهت في هذا الصدد إلى أن أزمة الهجرة والأعمال الإرهابية على مدى السنوات الماضية أظهرت مدى الضعف الذي تعاني منه القارة العجوز، «كما أن أوروبا مستقرة تعني بالنسبة للمواطنين أن الاتحاد الأوروبي يعتني بازدهارهم ورفاهيتهم، كما أن أوروبا قوية ومتماسكة يعتبر مطلبا ضروريا لأن جميع الدول الأعضاء تواجه تحديات رئيسية ولا يمكن التغلب عليها إلا بالعمل المشترك، وليس على المستوى المحلي أو الوطني»، بحسب ما جاء على موقع الرئاسة الجديدة للاتحاد
وقالت الرئاسة البلغارية الجديدة للاتحاد الأوروبي، التي بدأت مع مطلع عام 2018 إنه لشرف عظيم لبلغاريا أن تتولى لأول مرة الرئاسة الدورية للاتحاد والتي تستمر ستة أشهر، وذلك منذ انضمام هذا البلد إلى عضوية التكتل الأوروبي الموحد قبل عشر سنوات.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.