رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الليبي: حمولة المتفجرات لعصابات في مصراتة

TT

رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الليبي: حمولة المتفجرات لعصابات في مصراتة

كشف مسؤول بارز في مجلس النواب الليبي أن السفينة التي أوقفتها السلطات اليونانية مؤخراً، وكانت في طريقها من تركيا إلى مدينة مصراتة الليبية، كانت متجهة لما سماها «العصابات الإرهابية التي تسيطر على المدينة»، بينما دخلت الإدارة الأميركية والحكومة المصرية على خط أزمتها، قبل أن يتعهد غسان سلامة رئيس بعثة الأمم المتحدة بأن تقوم لجنة خبراء تابعة للمنظمة الدولية بالتحقيق في الحادث.
وقال طلال الميهوب رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي لمجلس النواب الليبي لـ«الشرق الأوسط»، إن اللجنة ستتواصل مع نظيرتها في اليونان لتقصي خلفية الموضوع، مشيراً إلى أن الشحنة كانت كبيرة ما يعزز التكهنات بأن هدفها كبير أيضاً. واعتبر أن «الجهة التي كانت تتسلم شحنة المتفجرات، هي العصابات الإرهابية المسيطرة على مدينة مصراتة»، معرباً عن اعتقاده بأن «حادث توقيف هذه السفينة، سيكون البداية في الحرب على الإرهاب في ليبيا وتجفيف منابعه»، على حد قوله.
من جهته، قال غسان سلامة في تغريدة له عبر موقع «توتير» إن لجنة الخبراء الأممية التي لم يحدد ظروف تشكيلها، ولا الصلاحيات الممنوحة لها، ستقوم بعملها بمهنية وتجرد لجلاء حقيقة السفينة التي تحمل اسم «أندروميدا»، معتبراً أن ليبيا بحاجة للأمن والسلم وليس للصواعق والمتفجرات، قبل أن يضيف «يكفيها ما فيها، القرار الدولي بمنع تصدير السلاح واضح وصريح».
وقال الدكتور وليد فارس مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشؤون الخارجية إبان حملته الانتخابية، إن الحادث يحظى بالاهتمام بين المراقبين في واشنطن العاصمة، لافتاً إلى أن «ليبيا تخضع لحظر الأسلحة، بينما تسيطر الميليشيات الإسلامية على مصراتة»، على حد قوله.
وكانت مصر قد أعلنت في بيان لوزارة الخارجية عن قلقها تجاه ما تم تداوله إعلامياً من ضبط السلطات اليونانية سفينة محملة بمتفجرات كانت متجهة من تركيا إلى ميناء مصراتة في ليبيا. وقال أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن «قلق بلاده البالغ يأتي لما يمثله ذلك من خرق صارخ لحظر السلاح المفروض من جانب مجلس الأمن (على ليبيا) وفقاً للقرار 2292، وذلك إذا صح نبأ ضبط هذه السفينة المحملة بالمتفجرات». ولفت إلى أنه تم تكليف بعثات مصر الدبلوماسية لدى عواصم الدول أعضاء مجلس الأمن، والوفد المصري الدائم لدى الأمم المتحدة، بالتحرك الفوري للتأكد من صحة تلك المعلومات، ومطالبة لجنة العقوبات المعنية بليبيا في مجلس الأمن بالتحقيق في الواقعة اتساقاً مع الطلب المقدم من جانب السلطات الليبية في هذا الشأن. كما اعتبر أن التحرك المصري يأتي في إطار أهمية التصدي العاجل لأي انتهاك لحظر السلاح، في ضوء ما يشكله من تهديد خطير لجهود المجتمع الدولي في ليبيا، وفرص تحقيق الاستقرار والتوصل إلى تسوية سياسية هناك، فضلاً عن تأثيره على الأمن القومي المصري وجهود مكافحة الإرهاب. وأكد أن جهود المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب لا يمكن أن تكتمل وتؤتي ثمارها إلا من خلال اتخاذ جميع الدول موقفاً حاسماً في تجفيف منابع تمويل وتسليح العناصر الإرهابية.
إلى ذلك، تعرض ثلاثة موظفين يتبعون المنظمة الدولية للهجرة للاختطاف من قبل مسلحين مجهولي الهوية، في مدينة سبها جنوب ليبيا. وقال العميد الساعدي علي مدير أمن المدينة، إن المختطفين من موظفي المنظمة الدولية للهجرة، من بينهم رانيا خرمة فلسطينية تحمل الجنسية الإسبانية، إضافة إلى ليبيين اثنين كانا برفقتها، لافتاً إلى أن عملية الخطف وقعت بينما كان الوفد في طريقه من العاصمة طرابلس إلى مدينة الشاطئ القريبة من سبها. وأوضح أن «العملية تمت خارج سبها بحسب التحقيق والتحري، وربما قام الخاطفون بعد اختطافهم بالدخول للمدينة عبر أحد الدروب والمسالك الصحراوية»، مشيراً إلى أن هناك اتصالات مع عدد من وجهاء وأعيان القبائل في سبها والجنوب بصفة عامة، لتكثيف الجهود لتحديد الموقع الذي توجد فيه الموظفة المخطوفة.
وكشف سائق لفريق المنظمة الدولية أن 9 ملثمين مسلحين كانوا على متن سيارتين، اعترضوا طريق سيارة الفريق القادمة من طرابلس، على مشارف مدينة سبها، مشيراً إلى أنه أطلق سراحه برفقة موظف محلى آخر، بعد اقتيادهم إلى مكان مجهول والتحقيق معهم.
وما زال مصير الفلسطينية مجهولاً، حيث تعتقد السلطات أنه تم نقلها إلى جهة غير معلومة برفق الخاطفين. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن عملية الخطف، علماً بأن مسلحين اختطفوا طبيباً أوكرانياً في مدينة سبها، قبل أن يطالبوا بفدية لإطلاق سراحه. ويقوم موظفو المنظمة الدولية للهجرة بعدد من الزيارات الميدانية جنوب ليبيا، حيث يقيمون في سبها التي تقع على بعد 800 كيلومتر بالجنوب الغربي لطرابلس، ضمن أنشطتها المتعلقة بتقديم العون والتسهيل في عملية إعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى بلادهم، ضمن برنامج العودة الطواعية.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».