إدانة دولية لمشاريع الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية

TT

إدانة دولية لمشاريع الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية

أدان نيكولاي ميلادينوف، المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، مشاريع الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وقال إن هذه المشاريع المتلاحقة «تقوض فرص إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، كجزء من حل تفاوضي قائم على وجود دولتين».
ودعا ميلادينوف في بيان رسمي، صادر عن الأمم المتحدة، السلطات الإسرائيلية إلى «وقف تلك الأعمال وعكس مسارها»، مؤكدا أن «ترسيخ واقع دولة واحدة لا يتفق مع تحقيق التطلعات الوطنية للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي».
وجاء بيان الأمم المتحدة بعد أن صادقت «الإدارة المدنية»، التابعة للحكومة الإسرائيلية، هذا الأسبوع على بناء مئات الوحدات السكنية في المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة، في إطار مشروع كبير يستهدف بناء آلاف الوحدات السكنية.
كما دان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون مضي السلطات الإسرائيلية في خططها لبناء 2,900 وحدة استيطانية في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية، وقال في بيان للوزارة إن «المملكة المتحدة تدين بشدة مُضي السلطات الإسرائيلية في خطط ومناقصات وتصاريح لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية. وما يقلقنا بشكل خاص هو الموافقة على تصاريح بناء مستوطنات في الخليل لأول مرة منذ 15 عاما»، مشددا على أن «المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، وتقوض الإمكانية الفعلية لحل الدولتين، كما تقوض الاعتقادات بالتزام إسرائيل بهذا الحل».
وأقرت الحكومة الإسرائيلية فجر أمس ميزانيتها للعام 2019. وضمنتها تمويلا ضخما لمشاريع الاستيطان. وسبق ذلك اجتماع للجنة ثانوية للاستيطان فيما يسمى «مجلس التخطيط الأعلى» في الإدارة المدنية، الذراع التنفيذية للاستيطان، التي صادقت على مخطط لبناء أكثر من 200 وحدة سكنية في مستوطنة «أورانيت»، وعلى خطة لبناء أكثر من 50 وحدة سكنية في «بتسئيل» في الأغوار، وخطط أخرى في مستوطنتي «أرئيل» و«ألفي منشي». وكانت هذه الإدارة قد صادقت في العام الماضي على إقامة 3 آلاف وحدة سكنية في المستوطنات، وعلى مواصلة الدفع بخطط لبناء مئات الوحدات السكنية الأخرى، بعضها في «كفار أدوميم» و«غفعات زئيف».
بالإضافة إلى مشاريع الاستيطان والتهويد الجارية في مدينة القدس الشرقية المحتلة، والتي تقوم بها الحكومة بشكل مباشر، كما لو أنها منطقة إسرائيلية. وأخطر هذه المشاريع، البناء في المنطقة المسماة «إي - 1»، التي تقسم الضفة الغربية إلى شطرين منقطعين عن بعضهما البعض، حسب عدد من الملاحظين.
من جهة ثانية، أعرب ممثلو الاتحاد الأوروبي وبعثات دول الاتحاد في القدس ورام الله عن قلقهم العميق إزاء الاعتقالات الأخيرة للقاصرين عهد التميمي، وفوزي محمد الجنيدي، بالإضافة إلى قيام القوات الإسرائيلية بإطلاق النار على الفتى القاصر مُصعب التميمي، البالغ من العمر (17 عاماً) خلال الاحتجاجات في الضفة الغربية المحتلة، ما أدى إلى مقتله.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.