مصر: السجن 15 سنة لمدان باقتحام قسم شرطة بعد «فض رابعة»

بدء حظر التجول في مناطق بشمال سيناء

TT

مصر: السجن 15 سنة لمدان باقتحام قسم شرطة بعد «فض رابعة»

عاقبت محكمة جنايات القاهرة، أمس، مداناً باقتحام قسم شرطة بالسجن 10 سنوات، وذلك في جلسات إعادة محاكمة في القضية التي تعود أحداثها إلى فترة ما بعد فض اعتصام مؤيدي الرئيس الأسبق محمد مرسي في منطقة «رابعة العدوية» بالقاهرة، عام 2013.
وأدانت الدائرة المخصصة لنظر قضايا الإرهاب في «جنايات القاهرة» المتهم في القضية، ويعمل إمام مسجد، ضمن جلسات إعادة محاكمته، إذ سبق أن عاقبته المحكمة بالسجن (15 سنة) غيابياً، في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2016.
وتضمن الحكم الصادر أمس إلزام المدان بالتضامن مع بقية من عاقبتهم المحكمة (46 شخصاً) بدفع 10 ملايين جنيه «لإصلاح التلفيات التي لحقت بقسم شرطة التبين (جنوب القاهرة)، جراء اعتدائهم عليه وإحراقه». ونسبت النيابة العامة للمدانين في القضية جرائم «قتل ضابط وشرطيين، والشروع في قتل عدد من ضباط وأفراد القسم، وتهريب السجناء، وسرقة أسلحة خاصة بوزارة الداخلية، وحيازة أسلحة نارية، والتجمهر، واستعراض القوة».
كان 37 مداناً في القضية قد تقدموا في وقت سابق بطعن أمام «محكمة النقض» ضد حكم حبسهم، وتنظر المحكمة طعنهم في فبراير (شباط) المقبل.
وفي سياق قريب، قررت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة أمس، تأجيل محاكمة 739 متهماً في القضية المعروفة إعلامياً باسم «اعتصام رابعة»، يتقدمهم المرشد العام لجماعة «الإخوان» محمد بديع، وعدد من كبار قيادات الجماعة، إلى يوم الثلاثاء المقبل لإحضار الشهود.
وأحيل المتهمون في القضية إلى المحاكمة، بعد فض قوات الأمن لاعتصامهم في أغسطس (آب) 2013، عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يونيو (حزيران) من العام نفسه، على خلفية مظاهرات حاشدة ضد حكمه، وتنسب النيابة للمتهمين ارتكاب عدة جرائم، منها «تنظيم تجمهر مسلح، والقتل العمد لمواطنين وعناصر من قوات الشرطة، وقطع الطريق، واستخدام القوة ضد قوات الأمن».
وخلال جلسة أمس، استمعت المحكمة إلى شهادة كبير الأطباء الشرعيين الدكتور هشام عبد الحميد، الذي أفاد بأن حصيلة من سقطوا قتلى في عملية «فض الاعتصام» بلغت 627 شخصاً، من بينهم 8 من الشرطة، لافتاً إلى 25 جثة من بينهم لم يتم التعرف على هوياتها، وأن الإصابات القاتلة تنوعت بين الطلقات النارية والخرطوش، فضلاً عن 6 قتلى كانت واضحة على أجسادهم آثار التعذيب.
ومن بين أبرز المتهمين في القضية عبد الرحمن البر (المعروف بمفتى جماعة الإخوان)، والقياديين عصام العريان ومحمد البلتاجي، فضلاً عن أسامة مرسي (نجل الرئيس الأسبق محمد مرسي)، والقيادي بالجماعة الإسلامية طارق الزمر (هارب، ويقيم في قطر)، والوزيرين السابقين باسم عودة وأسامة ياسين.
وعلى صعيد آخر، بدأت مصر، أمس، فرض حظراً للتجول في عدة مناطق بشمال سيناء، وذلك تفعيلاً للقرار الرئاسي الذي صدق عليه البرلمان بمد حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر.
وحدد القرار الرسمي بفرض حظر التجول مدينة رفح الحدودية، قرب قطاع غزة، ويكون حظر التجول فيها من السابعة مساء حتى السادسة صباحاً، وكذلك مدينة العريش من الواحدة صباحاً حتى الخامسة صباحاً.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أصدر، في مطلع الشهر الحالي، قراراً بتمديد حالة الطوارئ في البلاد لمدة 3 أشهر، وكلف «القوات المسلحة وهيئة الشرطة باتخاذ ما يلزم لمواجهة أخطار الإرهاب وتمويله، وحفظ الأمن، وحماية الممتلكات العامة والخاصة وأرواح المواطنين»، ووافق مجلس النواب، الأسبوع الماضي، على قرار «تمديد الطوارئ» بأغلبية تتجاوز الثلثين.
وفي نهاية نوفمبر الماضي، ألزم السيسي رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق محمد حجازي، ووزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، بـ3 أشهر «لاستعادة الأمن والاستقرار في شمال سيناء».
إلى ذلك، أعلن الجيش المصري، أمس، تمكن قوات حرس الحدود، خلال الأسبوعين الماضيين، من ضبط 131 متهماً من جنسيات مختلفة في قضايا تسلل وهجرة غير شرعية، وكذلك 6 بنادق قناصة، و700 طلقة مختلفة الأعيرة، و40 عبوة لمواد تستخدم في صنع العبوات المتفجرة.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».