شكوك حول تجديد اتفاقية الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي

الرباط تلتزم الصمت... وبروكسل تفضل انتظار قرار المحكمة الأوروبية

TT

شكوك حول تجديد اتفاقية الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي

خيم جو من الشك حول إمكانية تجديد اتفاقية الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي، التي تنتهي صلاحيتها منتصف يوليو (تموز) المقبل، وذلك بعد إعلان رأي للمدعي العام لدى محكمة العدل الأوروبية يقول فيه ببطلان الاتفاقية الحالية، كونها تشمل شواطئ المحافظات الصحراوية المتنازع عليها، وأن الاتفاق الجديد لا يجب أن يشمل شواطئ الصحراء.
وفيما التزمت الرباط الصمت ولم تصدر أي تعليق على رأي المدعي العام الأوروبي، سواء من طرف وزارة الخارجية أم من طرف وزارة الفلاحة والصيد البحري، أعلن ممثل نائبة رئيس اللجنة الأوروبية المكلفة بالشؤون الخارجية، أنه يجب انتظار القرار النهائي لمحكمة العدل الأوروبية، مشيراً إلى أن تمسك الاتحاد الأوروبي «ليس فقط بالحفاظ على شراكته مع المغرب، ولكن بتعزيزها».
وبين أن رأي المدعي العام غير ملزم للمحكمة الأوروبية، إلا أن هذه الأخيرة غالباً ما تسير قراراتها في اتجاهه؛ الشيء الذي أثار مخاوف الصيادين الإسبان باعتبارهم أكبر المستفيدين من الاتفاقية.
وفي هذا السياق، عقد وزير الصيد الإسباني ألبيرتو لوبيز غارسيا أسنجو، أول من أمس بمدريد، اجتماعاً مع جمعيات الصيادين الإسبان في ثلاثة أقاليم مستقلة هي أندلوسيا وغاليسا وجزر الكناري، لبحث سبل مواجهة الأزمة. وبدا الوزير الإسباني مطمئنا خلال الاجتماع، وأوضح أن قرار المدعي العام ليس ملزماً، وفي انتظار صدور قرار محكمة العدل الأوروبية، والذي سيأخذ شهوراً، على حد قوله، فإن الوضع سيبقى على ما هو عليه.
وللإشارة فإن نحو 120 سفينة صيد أوروبية، ضمنها 74 سفينة إسبانية، تستفيد من الاتفاقية التي تتيح لها جني زهاء 80 ألف طن من الأسماك في المياه الإقليمية المغربية.
وفي بروكسل بدأ الحديث الأسبوع الماضي عن ولاية الفريق الأوروبي المفاوض، الذي سيشارك في مفاوضات تجديد اتفاقية الصيد البحري مع المغرب.
ويواجه الاتحاد الأوروبي ضغوطاً إسبانية في هذا المجال، حيث يطالب الصيادون الإسبان بإيجاد بدائل وتعويضات مالية عن الخسائر التي سيتكبدونها في حالة عدم تجديد اتفاقية الصيد البحري مع المغرب.
ويأتي إصدار رأي المدعي العام الأوروبي في هذه القضية في سياق عرضها على محكمة العدل الأوروبية، على إثر إحالتها إليها من طرف محكمة بريطانية، على أساس شكوى تقدمت بها جمعية أهلية بريطانية مساندة لجبهة البوليساريو، الداعية إلى انفصال المحافظات الصحراوية عن المغرب.
ومعروف عن المدعي العام ميلكيور واثليت، الذي أصدر الرأي، تعاطفه مع جبهة البوليساريو، وهو ما انتقدته عدة هيئات، منها مرصد الدراسات السياسية في باريس الذي انتقد الرأي الصادر عنه، واعتبره تعبيرا عن موقف سياسي شخصي، وليس عن موقف الاتحاد الأوروبي.
وتعيد هذه الحادثة إلى الذاكرة موقفا مشابها حول اتفاقية الفلاحة بين المغرب والاتحاد الأوروبي في ديسمبر (كانون الأول) 2016، والذي أثار غضبا شديدا في المغرب، وردت عليه الرباط بالتلويح بوقف شراكتها مع الاتحاد الأوروبي، داعية إياه إلى حماية الاتفاقيات التي يبرمها مع المغرب من التشويش والتلاعب.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.