«منطقة الأمان» تختفي من الدوري الإنجليزي

الفجوة بين أندية القمة والقاع أصبحت أكثر اتساعاً في المسابقة «الأكثر تنافسية في العالم»

خيبة أمل لاعبي سوانزي بعد تذيلهم جدول الترتيب (رويترز)  -  سوء نتائج ستوك سيتي عجل برحيل مدربه هيوز (أ.ف.ب)
خيبة أمل لاعبي سوانزي بعد تذيلهم جدول الترتيب (رويترز) - سوء نتائج ستوك سيتي عجل برحيل مدربه هيوز (أ.ف.ب)
TT

«منطقة الأمان» تختفي من الدوري الإنجليزي

خيبة أمل لاعبي سوانزي بعد تذيلهم جدول الترتيب (رويترز)  -  سوء نتائج ستوك سيتي عجل برحيل مدربه هيوز (أ.ف.ب)
خيبة أمل لاعبي سوانزي بعد تذيلهم جدول الترتيب (رويترز) - سوء نتائج ستوك سيتي عجل برحيل مدربه هيوز (أ.ف.ب)

دائماً ما كان يجري الحديث عن «منطقة الأمان» في منتصف جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن هذه المنطقة لم تعد موجودة خلال الموسم الحالي، وخير دليل على ذلك أن نادي واتفورد الذي يحتل المركز العاشر لا يفصله عن منطقة الهبوط سوى خمس نقاط فقط، ولذا يشعر بقلق شديد، ويواجه خطر الدخول في منطقة الخطر التي تهدد عدداً كبيراً من الأندية بشكل لم نره من قبل.
وربما ستكون المنافسة على الهروب من القاع، وتجنب الهبوط، هي الأداة التسويقية الأفضل لشركات البث التلفزيوني خلال الأشهر المقبلة، خصوصاً أن المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز قد باتت شبه محسومة في ظل الفارق الكبير بين المتصدر مانشستر سيتي وأقرب منافسيه مانشستر يونايتد. لقد أصبحت المنافسة مشتعلة في النصف الثاني من جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما فشلت ثمانية أندية في الحصول على أكثر من نقطة واحدة في المتوسط لكل مباراة (مقابل ثلاثة أندية فقط حققت هذا المعدل في نهاية الموسم الماضي وهبطت جميعها لدوري الدرجة الثانية - تشامبيون شيب)، كما أن جميع الأندية في النصف الثاني من جدول الترتيب لديها فارق أهداف سلبي بنحو عشرة أهداف أو أكثر، بمعنى أن الأهداف التي استقبلها كل نادٍ من هذه الأندية يفوق عدد ما أحرزه بعشرة أهداف على الأقل.
صحيح أن فكرة وجود بطولات أخرى داخل بطولة الدوري نفسها ليست جديدة، خصوصاً في ظل التفوق المالي الواضح بالنسبة للستة فرق الأولى بالمقارنة بباقي الفرق منذ سنوات عديدة، لكن الموسم الحالي والموسم السابق - عندما كان الفارق ست نقاط فقط بين ساوثهامبتون صاحب المركز الثامن وواتفورد صاحب المركز السابع عشر - قد شهدا تقسيم المسابقة إلى مستويين مختلفين تماماً.
وهناك منافسة شرسة على المراكز الأربعة الأولى المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، في الوقت الذي نرى فيه صراعاً شرساً على الابتعاد عن منطقة الهبوط بين العديد من الأندية التي تأتي في الترتيب بعد كل من بيرنلي وليستر سيتي، اللذين يتنافسان على المركز السابع والتأهل للدوري الأوروبي. ويحتل إيفرتون المركز التاسع بفارق سبع نقاط عن بيرنلي صاحب المركز السابع، وفي الوقت نفسه لا يفصله عن منطقة الهبوط سوى سبع نقاط أيضاً، وهو ما يعكس شكل الدوري الإنجليزي الممتاز بعد «تقلص منطقة الوسط».
ومن الواضح أن الأندية الستة الأولى في جدول الترتيب تلعب في مستوى مختلف تماماً عن باقي الأندية. ورغم وجود بعض الحالات الفردية التي تحقق فيها بعض الأندية الأخرى أداءً جيداً وتقدماً ملحوظاً، مثل نادي بيرنلي بقيادة مديره الفني شون دايش، فمن الصعب تجنب الشعور بانخفاض مستوى أندية النصف الثاني من جدول الترتيب بشكل ملحوظ خلال الوقت الحالي. قد يكون هناك تضارب بين ما نقوله الآن وما يقوله المديرون الفنيون لأندية الدوري الإنجليزي الممتاز في المؤتمرات الصحافية التي يؤكدون خلالها على أن الدوري الإنجليزي الممتاز بطولة قوية للغاية، ولا ترحم وتزداد قوة وشراسة عاماً بعد عام. لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل «البطولة الأقوى في العالم» تواصل التطور والتحسن؟
ولو تحدثت إلى جمهور فريق سوانزي سيتي أو ويست بروميتش ألبيون أو ستوك سيتي أو ساوثهامبتون أو وست هام يونايتد - وهي الأندية التي تحتل المراكز الستة الأخيرة - لأكدوا لك أن غالبية الفرق الأخرى في الدوري الإنجليزي الممتاز تلعب في مستوى مختلف تماماً، وأن أنديتهم أصبحت «مجرد ظل» لما كانت عليه قبل سنوات قليلة. وفضلاً عن ناديي هيدرسفيلد وبرايتون الصاعدين حديثاً، اللذين أصبح لديهما فرصة ممتازة للبقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز، لا يمكن الهروب من حقيقة أن العديد من الأندية التي لها باع طويل في الدوري الإنجليزي الممتاز تقدم أداءً أقل من مستواها المعتاد، ويبدو أنها قد ضلت طريقها الصحيح.
ويحتل المراكز الستة الأخيرة في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز كل من وستهام وبورنموث وساوثهامبتون وستوك سيتي وسوانزي سيتي ووست بروميتش ألبيون، ثم يأتي في ذيل القائمة سوانزي سيتي، وهي الأندية التي استمرت 40 موسماً متتالياً في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهي الآن ما بين أربعة وتسعة مراكز أقل مما كانت عليه الموسم الماضي. في الحقيقة، لا يوجد سبب وحيد وراء تدهور نتائج هذه الأندية، ففي بعض الحالات نجد السبب هو القرارات الخاطئة من جانب مجلس الإدارة، وفي حالات أخرى يكون السبب هو الفشل في تدعيم الفريق بلاعبين جيدين في فترتي الانتقالات الصيفية والشتوية، فضلاً عن أسباب أخرى مثل عدم اللعب بكل قوة وحماس داخل الملعب.
لقد فشل نادي ويست بروميتش ألبيون في تحقيق الفوز على مدار 20 مباراة متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، رغم أنه جاء في المركز الخامس ضمن قائمة أكثر الأندية الإنجليزية إنفاقاً على التعاقدات الجديدة في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، وهو ما يؤكد أن الأمور المالية ليست وحدها هي سبب تدهور نتائج فرق النصف الثاني من جدول الترتيب، حتى لو أكد جمهور سوانزي سيتي أن سبب تدهور نتائج فريقهم هو بيع اثنين من أفضل لاعبي الفريق في هذه الفترة، وتحقيق مكاسب مالية في فترة الانتقالات بلغت 25 مليون جنيه إسترليني.
ولعل الشيء الواضح الآن هو أن الفجوة بين أندية القمة وأندية القاع أصبحت أكثر اتساعاً عن ذي قبل، سواء داخل الملعب أو خارجه. لقد أحرزت الأندية التي تحتل المراكز الستة الأولى 100 هدف في شباك الأندية التي تحتل المراكز الستة الأخيرة، وحققت الفوز عليها في 31 مباراة من أصل 42 مباراة فيما بينها ولم تخسر أمامها سوى مباراتين فقط. إنها أرقام مذهلة في حقيقة الأمر، إذا ما وضعنا في الحسبان أن هذه المباريات بين أندية لها باع طويل وخبرات كبيرة للغاية في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وبالنسبة لبعض من تلك الأندية المهددة بالهبوط، فإنها كانت تدخل هذه المواجهات وهي تحلم بالحصول على نقطة التعادل، ولذا كانت تلعب بتحفظ دفاعي شديد، وهي الطريقة التي يمكن القول بأنها كانت غير مجدية وخاطئة إذا ما قورنت بالخطط الأكثر هجومية التي اعتمد عليها نادٍ مثل بريستول سيتي أمام مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، عندما أثبت فريق يلعب في دوري الدرجة الثانية (تشامبيون شيب) أنه يمكنه مجاراة أندية عملاقة من خلال الضغط بطول الملعب واللعب بكل طموح وشجاعة وثقة بالنفس.
وسننتظر لنرى ما إذا كان ما حققه بريستول سيتي سيدفع أي من المديرين الفنيين لأندية النصف الثاني من جدول الترتيب للعب بطريقة أكثر هجومية فيما تبقى من الموسم. وفي جميع الحالات، سوف تعمل هذه الأندية جاهدة على تحقيق الفوز على الأندية القريبة منها في المستوى والوصول لمنطقة الأمان، أو ما يسمى بمنطقة وسط الجدول - التي لم تعد موجودة الآن - لتجنب الهبوط لدوري الدرجة الثانية.


مقالات ذات صلة

الدوري الإنجليزي: ساوثهامبتون يحرم برايتون من الوصافة

رياضة عالمية من المواجهة التي جمعت برايتون وساوثهامبتون (أ.ف.ب)

الدوري الإنجليزي: ساوثهامبتون يحرم برايتون من الوصافة

أهدر برايتون فرصة الارتقاء الى المركز الثاني مؤقتا بسقوطه في فخ التعادل 1-1 مع جاره الجنوبي ساوثمبتون الجمعة في افتتاح المرحلة الثالثة عشرة من الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية نيستلروي عقب توقيعه العقد مع ليستر سيتي (حساب ليستر سيتي)

ليستر سيتي يستنجد بنيستلروي مدرباً جديداً لإنقاذه

أعلن ليستر سيتي المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، تعيين رود فان نيستلروي مدربا جديدا له خلفا لستيف كوبر بعقد يمتد حتى يونيو حزيران 2027.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كوناتي لن يتمكن من المشاركة في القمة الإنجليزية (أ.ف.ب)

كوناتي يقطع الشك: لن أشارك أمام مانشستر سيتي

ثارت شكوك حول احتمال غياب إبراهيما كوناتي، مدافع فريق ليفربول الإنجليزي، عن مباراة فريقه أمام مانشستر سيتي المقرر إقامتها الأحد في الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية هل تتواصل أحزان مانشستر سيتي في ليفربول؟ (أ.ب)

ليفربول المنتشي لتعميق جراح سيتي في الدوري الإنجليزي

حتى في فترته الذهبية تحت قيادة جوسيب غوارديولا أخفق مانشستر سيتي في ترويض ليفربول بأنفيلد.

رياضة عالمية لامبارد (د.ب.أ)

لامبارد مدرب كوفنتري الجديد: سأثبت خطأ المشككين

قال فرنك لامبارد، مدرب كوفنتري سيتي الجديد، إنه يسعى لإثبات خطأ المشككين في قدراته بعد توليه مسؤولية الفريق المنافِس في دوري الدرجة الثانية الإنجليزي لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (لندن)

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
TT

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)

استعاد باير ليفركوزن حامل اللقب نغمة الانتصارات بفوزه الكاسح على مضيفه هوفنهايم 4 - 1، السبت، ضمن المرحلة الثالثة للدوري الألماني لكرة القدم.

وكان «فيركسليف» تعرّض لخسارته الأولى هذا الموسم على يد لايبزيغ في المرحلة الثانية 2 - 3، وهي الأولى أيضاً في الدوري منذ 463 يوماً، وتحديداً منذ سقوطه أمام بوخوم 0 - 3 في مايو (أيار) 2023.

وسجّل لليفركوزن الفرنسي مارتين تيرييه (17) والنيجيري فيكتور بونيفاس (30 و75) وتيمو فيرتس (71 من ركلة جزاء)، فيما سجّل لهوفنهايم ميرغيم بيريشا (37).

ورفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس، فيما تجمّد رصيد هوفنهايم عند 3 نقاط في المركز الـ12.

وحصد شتوتغارت وصيف البطل الموسم الماضي فوزه الأول هذا الموسم بعد انطلاقة متعثرة بتخطيه مضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ 3 - 1.

وسجّل لشتوتغارت دينيز أونداف (21) والبوسني إرميدين ديميروفيتش (58 و61)، في حين سجّل لمونشنغلادباخ الفرنسي الحسن بليا (27).

واستهل شتوتغارت الموسم بشكل سيئ، فخسر مباراته الأولى أمام فرايبورغ 1 - 3، ثمّ تعادل أمام ماينتس 3 - 3.

وفشل لايبزيغ في تحقيق فوزه الثالث من 3 مباريات بعد أن اكتفى بالتعادل أمام أونيون برلين من دون أهداف.

وكانت الفرصة سانحة أمام لايبزيغ لاعتلاء الصدارة بالعلامة الكاملة، لكنه فشل في هزّ شباك فريق العاصمة.

وفي النتائج الأخرى، فاز فرايبورغ على بوخوم 2 - 1.

ويدين فرايبورغ بفوزه إلى النمساوي تشوكوبويكي أدامو (58 و61)، بعدما كان الهولندي ميرون بوادو منح بوخوم التقدم (45).

ورفع فرايبورغ رصيده إلى 6 نقاط من 3 مباريات، فيما بقي بوخوم من دون أي فوز وأي نقطة في المركز الأخير.

كما تغلب أينتراخت فرانكفورت على مضيفه فولفسبورغ 2 - 1.

وتألق المصري عمر مرموش بتسجيله هدفي الفوز لفرانكفورت (30 و82 من ركلة جزاء)، في حين سجّل ريدل باكو هدف فولفسبورغ الوحيد (76).

ويلتقي بايرن ميونيخ مع مضيفه هولشتاين كيل الصاعد حديثاً في وقت لاحق، حيث يسعى العملاق البافاري إلى مواصلة انطلاقته القوية وتحقيق فوزه الثالث بالعلامة الكاملة.

وتُستكمل المرحلة، الأحد، فيلتقي أوغسبورغ مع ضيفه سانت باولي، فيما يلعب ماينتس مع فيردر بريمن.